نينوى / سيف الدين العبيدي
في ظل النهضة العمرانية التي تشهدها مدينة الموصل، انطلقت فعاليات معرض نينوى الدولي الثالث بمشاركة 40 شركة محلية وعالمية من قطاعات البناء والطاقة والهندسة والاستثمار.
المعرض، الذي تنظمه شركة “أم الربيعين”، يأتي في وقت يسعى فيه المستثمرون لتقديم حلول مبتكرة لسوق الموصل المتنامي، وسط دعوات من الخبراء الاقتصاديين لرفع القيود الحكومية المفروضة على الاستثمار في المدينة.
ويقام المعرض للعام الثالث على التوالي في مدينة الموصل التي تشهد حركة عمرانية كبيرة منذ بدء عمليات إعادة الإعمار في عام 2019.
مدير المعرض، أركان الفيصل، أكد في حديثه لـ«المدى» أن الهدف الرئيسي من إقامة المعرض هو دعم عملية إعادة إعمار مدينة الموصل من خلال تقديم مواد بناء حديثة وعالية الجودة. وأضاف أن السوق الموصلي شهد استقراراً اقتصادياً ملحوظاً، وأن هناك شركات جديدة من داخل العراق وخارجه تدخل السوق الموصلي لأول مرة، مشيراً إلى أن أربع شركات جديدة بدأت بالفعل في عرض منتجاتها.
اري عمر، معاون مدير معمل الخول لإنتاج الطابوق من أربيل، أشار إلى أن منتجات معمله دخلت السوق الموصلي منذ عام 2017، ويورد المعمل يومياً نحو 72 ألف طابوقة تُستخدم في مشاريع بناء المدارس والمنازل في المدينة.
من جانب آخر، تدخل شركة “دار النخيل” الإماراتية لأول مرة في الموصل، حيث تقدم خدماتها في مجالات بناء العمارات والمنازل وبيع وشراء الأراضي. المهندس قتيبة سالم، المسؤول عن قسم العقارات في الشركة، أوضح أن العمل في الموصل محفز، نظراً للحاجة المتزايدة إلى التوسع العمراني في المدينة.
وأعلن الدكتور حسين الزيدي، مدير البنك المركزي العراقي في نينوى، عن مبادرة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المحافظة، حيث تم تخصيص 3 تريليونات دينار لهذا الغرض. كما كشف الزيدي عن مبادرة أخرى لمنح قروض بدون فوائد للمواطنين لشراء العقارات، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستثمار في القطاع العقاري ودعم عملية إعادة الإعمار.
المهندس علي عبدالكريم، مدير معمل “الإبداع” للنقش الرقمي على الحجر، أوضح أن معمله المتخصص في النقش على المرمر والحلان والغرانيت قد ساهم في إعادة بناء العديد من الجوامع التراثية في الموصل، من بينها جامع النبي يونس وجامع النوري، حيث تم تنفيذ جدارية بطول 21 متراً في محلات الوضوء باستخدام الخط الكوفي. أما عمار محمد، مدير معمل “عبر الشرق”، فقد أشار إلى أن معمله الذي جاء من البصرة يعمل بتقنيات متطورة تعتمد على الروبوتات لإنتاج مواد لاصقة وعازلة للبناء. وأكد أن معمله حقق نجاحاً ملحوظاً في سوق الموصل خلال الشهرين الماضيين، وأنه يطمح لتقديم منتجات ذات جودة عالية تضمن الاستدامة للمشاريع الإنشائية.
وحذر محمد من غياب الرقابة على مواد البناء في السوق المحلي، مشدداً على ضرورة ضمان الجودة لحماية المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.