دهوك / عبدالخالق سلطان
بحضور كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان تم تنظيم ملتقى للإعلاميين الكرد في اقليم كردستان وسوريا وجرت فعاليات هذا الملتقى الذي استمر لمدة يومين متتاليين في قاعة اتحاد ادباء الكرد في دهوك بدعم ورعاية وزارة الثقافة والشباب في اقليم كردستان وحضور نخبة جيدة من الأعلاميين والمثقفين في اقليم كردستان وسوريا .
الكاتب آزاد دارتاش مدير العلاقات العامة في وزارة الثقافة والشباب في اقليم كردستان أوضح ان تنظيم هذا الملتقى يأتي ضمن اطار مساعدة الكرد السوريين لاستقبال المرحلة الجديدة من التغيّرات التي من الممكن ان تشهدها سوريا من جهة وتابع يقول " في الوقت نفسه مبادرة جيدة من اقليم كردستان لجمع هذا العدد الكبير من الصحفيين والكتـّاب الكرد السوريين مع أقرانهم من اقليم كردستان لبحث المشاكل والصعوبات التي تواجههم كصحفيين واعلاميين في سوريا ومحاولة الاستفادة من تجربة اقليم كردستان في هذا الاطار. "
من حبر الورق إلى واقع عملي
وأوضح آزاد ان هذا الملتقى هو جزء من النشاطات التي تقوم بها وزارة الثقافة في اقليم كردستان للجمع ما بين المثقفين الكرد الموزعين في اجزاء كردستان الاربعة قائلا " على اللجنة المنظمة للملتقى ان تهتم بالتوصيات التي خرجوا بها في الملتقى ومحاولة الاستفادة منها لمعالجة القضايا التي ُطرحت في الملتقى اي لا تبقى حبراً على ورق وانما تتحول الى واقع عملي."
من جهته اوضح محسن عثمان المشرف على هذا الملتقى الذي شارك فيه نحو (250) إعلاميا كرديا من سوريا والعراق ان " هذا الملتقى يأتي نتيجة للملتقى الذي تم عقده بين إعلامي كردستان الشمالية والجنوبية وقد شارك في هذا الملتقى كتـّاب وصحفيون من انحاء مختلفة من العالم اضافة الى سوريا." وقال عثمان: اننا نهدف من وراء هذا الملتقى الى ازالة الحدود الجغرافية بين اجزاء كردستان في اذهاننا ووسائلنا الاعلامية وافكارنا وأضاف " لذلك فان عقد مثل هذه المحاورات والملتقيات ضرورية جدا لتقريب ما بين المثقفين الكرد الذين ننتظر منهم القيام بدور فاعل ازاء التطورات السياسية والفكرية التي تهيمن الآن على الساحة السياسية في هذه المنطقة ." وأوضح عثمان: ان الملتقى قد تضمن اربعة محاور رئيسة قسمت على يومين ، المحور الأول كان مخصصا للإعلام واللغة القومية ، والثاني كان مخصصا لأخلاقيات الصحافة ضرورة الإلتزام بها وفق المعايير الدولية، والمحور الثالث كان مخصصا لدور الإعلام في توحيد الخطاب الكردي والمحور الرابع بحث دور الإعلام في صنع السلام والديمقراطية مشيراً بالقول "قمنا بكتابة المقترحات التي أدلى بها الحاضرون والمشاركون وسنقدم هذه المقترحات الى الرئاسات الثلاث للاستفادة منها في وضع برامج ملائمة في مجال الصحافة والإعلام".
تبادل الأفكـار
من جانبه أوضح الإعلامي وصفي حسن عضو اللجنة العليا المنظمة لهذا المهرجان ان الهدف من عقد هذا الملتقى هو " لتقريب وجهات النظر وتبادل الافكار فيما بينهم ودراسة الواقع الإعلامي في المنطقة وايجاد آلية للتواصل و التنسيق في ما بين اجزاء كردستان وخاصة اكراد سوريا واقليم كردستان العراق ."
الى ذلك دعا الكاتب السوري فواز عبدي الى ضرورة توفير وسائل اعلام حديثة خاصة بالكرد في داخل سوريا وقال " اننا هناك في سوريا نفتقر الى صحافة واعلام تبث برامجها وتنشر موادها باللغة الكردية لأن غالبية المؤسسات الحزبية تستخدم اللغة العربية، لذا فاننا هناك بحاجة الى قناة فضائية باللغة الكردية مستقلة تتابع الوضع الأمني والسياسي في المنطقة وتنقله الى الشارع والمواطن الكردي بأمانة ومهنية".
الأكاديمية يارا قادر من جامعة كوية التي شاركت في هذا الملتقى قالت " نحن في الإعلام والصحافة بحاجة ماسة الى لغة خطاب مشتركة تربط ما بين هؤلاء الصحفيين اذ اننا مازلنا نعاني من مشاكل لغوية كثيرة فهناك من يكتب باللهجة السورانية وهناك من يكتب باللهجة البهدينانية وهناك من يستخدم الحروف العربية في الكتابة وهناك من يستخدم الحروف اللاتينية لذلك فان هنالك تشتتاً في الطاقات الاعلامية اذ لا يصل الخطاب موحدا الى جميع الجهات و الفئات." وقد دعت الجهات المعنية الى ضرورة الاتفاق على لغة مشتركة او ( لغة استاندارت) بحيث يتمكنون بواسطتها من ايصال افكارهم الى المتلقي بشكل أسهل.
الصحافة الكردية
وفي الإطار ذاته ، اشار الصحفي السوري لاوكي هاجي الذي حضر جانبا من هذا الملتقى " ان الصحافة الكردية في سوريا تفتقر الى البنية التحتية مثل الأجهزة والمعدات الحديثة اضافة الى الكوادر النشيطة والمتمكنة في المجال الإعلامي " داعيا الجهاات المعنية الى ضرورة خلق صحافة كردية مستقلة في سوريا. اما الكاتب والمحلل السياسية فاروق مصطفى الذي شارك في هذا الملتقى أوضح ان الصحفيين الكرد في سوريا يفتقرون الى التجربة التي يتمتع بها الاعلاميون الكرد في العراق " فنحن في سوريا بحاجة الى دعم مادي ومعنوي في الوقت ذاته اضافة الى اجهزة اتصالات متطورة لأن الانترنت ينقطع لدينا في كثير من المرات. "
ويرى فاروق حجي مصطفى انه تفاجأ بمحاور الملتقى " لقد كنت اظن ان الملتقى سيركز على ابراز الجانب جوانب اعلامية وكيفية تطوير الاعلاميين في سوريا لكنني وجدت ان هنالك محاور تتناول اللغة والتراث بعيدة عن المشاكل الحقيقية التي نعاني منها هناك في سوريا وكان ملتقى بروتوكوليا اكثر من كونه عمليا ." الكاتب والروائي بابي نازي الذي شارك في المؤتمر ببحث عن اهمية الإعلام بالنسبة للقومية الكردية قال " ينبغي ان تكون هنالك جهود حثيثة لتطوير الواقع الإعلامي في الأجزاء الأخرى من كردستان وذلك من خلال فتح قنوات اعلامية للتواصل معهم وتنمية الروح القومية لديهم من خلال وسائل الإعلام التي ينبغي ان تكون اكثر استقلالية كي تكسب وتخاطب جمهورا أوسع ."
في حين اشارت الكاتبة والصحفية دلشا يوسف التي حضرت جانبا من هذا الملتقى في احدى مداخلاتها " ينبغي استحداث قنوات اعلامية مستقلة وموجهة الى سوريا بعيدة عن التحزب والتخندق كي نتمكن من ايصال رسالتنا وأفكارنا بشكل افضل ونستوعب الجماهير الكردية المتواجدة هناك ونقترب من معاناتهم ومشاكلهم بالتعبير عنها ."