بغداد / نبأ مشرق
أظهرت دراسة أجرتها المنظمة أن هناك زيادة في حالات الاضطرابات النفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط للوسائط الرقمية، بما في ذلك الإدمان على الألعاب الإلكترونية والتطبيقات الاجتماعية. وتعمل المخدرات الرقمية من خلال تعزيز استجابات الدماغ للمكافآت، مما يجعل المستخدمين ينجذبون بشكل متكرر إلى المحتوى الرقمي الذي يثير اهتماماتهم. هذا النوع من الإدمان غالبًا ما يكون مصحوبًا بزيادة في إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يرتبط بالشعور بالمتعة والرضا. ومع مرور الوقت، يصبح المستخدمون بحاجة إلى المزيد من التحفيز الرقمي لتحقيق نفس المستوى من المتعة، مما يؤدي إلى دورة من الاستخدام المفرط.
في مواجهة هذه الظاهرة، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى أهمية الدعم النفسي والعلاجي للأفراد الذين يظهرون علامات إدمان رقمي. يتطلب الأمر من المؤسسات التعليمية والصحية التعاون في توفير برامج توعية وعلاج للمساعدة في التصدي لهذه المشكلة.
وحذر الباحث النفسي أيسر فخري من المخاطر المتزايدة لاستخدام المخدرات الرقمية، مشيراً إلى أن هذا الموضوع ليس جديداً، وقد سبق لمنظمة الصحة العالمية أن أعربت عن قلقها إزاء هذا النوع من المخدرات.
وأوضح فخري لـ(المدى)، أن "هذه المخدرات الرقمية تُروج عبر مواقع إلكترونية تقدم جرعات مجانية في البداية، ثم تفرض مبالغ مالية على الجرعات اللاحقة".
واضاف، فخري أن "المخدرات الرقمية تتكون من موجتين غير منتظمتين، واحدة ذات تردد عالٍ تُسمع عبر الأذن اليسرى، وأخرى بتردد أقل، هذا الاختلاف في الموجات يؤدي إلى تأثير يشبه الصعقة الكهربائية على الدماغ، مما يقلل من الفولتية ويؤدي إلى تخدير موضوعي للجسم، وقد تكون له تأثيرات منشطة أحياناً".
وشدد فخري على "ضرورة توخي الحذر من هذه الظاهرة بين الشباب والمراهقين، خاصةً وأن الجيل الحالي يميل إلى تجربة المغامرات دون النظر إلى عواقبها".
من جهتها، قالت اخصائية معالجة مدمني المخدرات بتول عيسى لـ(المدى)، إنه خلال فترة ست سنوات من عملها، التقت بشخص واحد فقط مصاب بالإدمان على نوع من الموسيقى التي يتم شراؤها عبر الإنترنت.
وأوضحت أن "هذا الشخص، الذي كان متفوقاً في دراسته، تدهورت حالته بسبب إدمانه، مما أثر سلباً على دراسته وجعله يتركها".
وأضافت عيسى أن "الموسيقى تُشترى عبر الدفع الإلكتروني وتظل متاحة لفترة قصيرة قبل أن تُحذف، مما يُجبر المستخدم على شرائها مرة أخرى".
وأشارت إلى أن "هذا النوع من الموسيقى يُسبب استرخاءً مؤقتاً ونشوة، لكن على الرغم من ذلك، فإن أضراره تشمل خسائر مادية ووقتية، بالإضافة إلى تأثيرات اجتماعية سلبية على الشباب".
وأكدت عيسى "أن الشباب هم الأكثر عرضة لهذه المشكلات، وأن دور الأهل يكون أساسياً في توعية أبنائهم ومتابعة نشاطاتهم على الإنترنت، خاصةً في حالة الأسر المفككة أو الأطفال المعرضين لمشاهد العنف".
وتابعت أن التوعية تبدأ من الأهل، ويجب أن تكون هناك متابعة قوية للأنشطة الإلكترونية للشباب.
تشير التقديرات إلى أن المخدرات الرقمية أصبحت إحدى القضايا الصحية العالمية التي تتطلب اهتمامًا متزايدًا من قبل الأفراد والمجتمعات. من خلال زيادة الوعي وتقديم الدعم المناسب، يمكننا أن نحد من تأثيرات هذه الظاهرة ونعزز صحة ورفاهية الأفراد في عالم رقمي متزايد التعقيد.