المدى/ تقرير قررت ناميبيا -رابع منتج لليورانيوم في العالم- تطوير مواردها منه وتخصيبه على أراضيها وبناء مفاعل نووي لتوليد الكهرباء ، ويتولي خبراء الطاقة في الهيئة النووية الفنلندية مساعدة وزارة المناجم والطاقة الناميبية على تخطيط أول سياسة نووية للبلاد والقوانين ذات الصلة، بحلول منتصف العام الجاري. كما تخطط حكومة ويندهوك لتوليد الكهرباء من مفاعل نووي بحلول عام 2018.
ويذكر أن ناميبيا تنتج حاليا حوالي 5000 طن من اليورانيوم سنويا، وشغلت في عام 2009 المرتبة الرابعة بين كبار منتجي اليورانيوم في العالم، وتوفر 10 في المئة من الاحتياجات العالمية منه. وصرح وزير التعدين اسحق كتالي ، أن الحكومة عازمة على الأخذ في الاعتبار جديا غاية تطوير الطاقة النووية من أجل إكمال مزيج الطاقة الوطنية وتوفير ما تحتاجه منها لأغراض التنمية في البلاد ، وقال أن اليورانيوم وسياسة الطاقة النووية التي يجري العمل على صياغتها، سوف يغطيان كامل دورة الوقود النووي، بما في ذلك استغلال اليورانيوم والتعدين وتوليد الطاقة. وتشمل السياسة النووية الناميبية الجديدة إنشاء صندوق لإدارة النفايات النووية، والمشاركة في رأس المال في قطاع اليورانيوم، ونقل المهارات إلى الناميبيين، واستخدام اليورانيوم للاغراض السلمية فقط..,واضاف: أن الطلب على الطاقة ينمو باستمرار "ولدينا موارد كبيرة من اليورانيوم، ونعمل جنبا إلى جنب مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتوصل إلى إطار لسياسة نووية آمنة وفعالة لاغراض سلمية فقط." يشار إلى أن ناميبيا واحدة من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات الشاملة المتصلة بمعاهدة عدم الانتشار والبروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات. وأنشأت المجلس الناميبي للطاقة الذرية في شباط 2009. وزير خارجيتها اتوني نوجوما اكد في مؤتمر استعراض معاهدة عدم الانتشار في نيويورك في مايو/ أيار الماضي أن "ناميبيا ملتزمة بغاية تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية حيث تعيش الأمم والشعوب في سلام ووئام ، ونحن نرحب ببدء نفاذ معاهدة إعلان أفريقيا منطقة خالية من الأسلحة النووية"، المعروفة باسم معاهدة بليندابا. وقد أوقفت حكومة ناميبيا إصدار تراخيص حصرية للتنقيب عن اليورانيوم في عام 2007، نظرا لعدم وجود إطار للسياسة العامة في هذا القطاع ، وفي الوقت الحاضر، تعمل 66 شركة، معظمها أجنبية من استراليا وكندا والصين، بموجب هذا النوع من التراخيص لاستغلال اليورانيوم في ناميبيا، وخاصة في منطقة إرونغو.يذكر أنه بدأ العمل في أقدم منجم لليورانيوم في نامبيا، منجم "ريسنغ"، في عام 1976 من جانب شركة "ريو تينتو" البريطانية، ولحقت بها بعد ثلاثة عقود شركة "لانغر هاينريش لليورانيوم" التي تملكها شركة التعدين الاسترالية "بالادين للطاقة" التي أنتجت 1،170 طن من اليورانيوم المعالج في عام 2009 ، والجدير بالاهتمام ان الحكومة الإيرانية تملك حصة 15 في المئة من " يورانيوم ريسنغ " وحاليا يجري التخطيط لتشغيل خمسة مناجم يورانيوم إضافية في غضون ثلاث إلى أربع سنوات،كما بدأت هيئة الكهرباء الوطنية بالفعل في توسيع شبكتها وقدرتها على توليد الكهرباء. وتقع مناطق تعدين اليورانيوم الجديدة جزئيا في محمية طبيعية، تعتبر في الوقت نفسه واحدة من أكبر المناطق السياحية الناميبية. يقول بيتير تار، أحد الخبراء الذين أجروا دراسة متعمقة حول آثار صناعة اليورانيوم في المستقبل، أنه "ما لم تتوفر الإدارة الجيدة والضمانات اللازمة، فإن هذا الاندفاع وراء اليورانيوم سيؤثر سلبيا على البيئة، وبصورة تراكمية، ويضر بالسياحة والحياة وسبل العيش". ومن جانبه قال بيتر فيريفيلد، من شركة سياحة في صحراء ناميبيا ذات المناظر الجبلية الخلابة المسماة ""نحن قلقون للغاية إزاء الأثر السيئ لطفرة اليورانيوم على المناظر الطبيعية هنا، وتجاه احتمال بناء مفاعل نووي، من شأنه أن يؤثر بصورة سلبية على تطوير القطاع السياحي في الساحل والصحراء القريبة. وناميبيا دولة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أفريقيا على ساحل المحيط الأطلسي. تحدها أنغولا وزامبيا شمالا، وبوتسوانا شرقا، وجنوب أفريقيا جنوبا. استقلت من جنوب أفريقيا عام 1990. عاصمتها مدينة ويندهوك الواقعة على ساحل الأطلسي.
الطبيعة الناميبية الخلابة فـي مواجهة التلوّث النووي!

نشر في: 10 يناير, 2011: 05:36 م