TOP

جريدة المدى > سياسية > مشروع لدعم عوائل مسيحية متضررة في سهل نينوى

مشروع لدعم عوائل مسيحية متضررة في سهل نينوى

360 عائلة أصبح لها مصدر عيش مستقر

نشر في: 11 سبتمبر, 2024: 01:00 ص

ترجمة / حامد أحمد

في مسعى لتحسين وضع اقتصادي ومعيشي لعوائل مسيحية نازحة متضررة رجعت الى مناطقها في سهل نينوى تضافرت جهود ثلاث منظمات دولية لتنفيذ مشروع لهذا الغرض امتد على مدى سنتين من أيلول 2022 الى آب 2024 تم خلاله تحسين ظروف معيشة ما يزيد على 360 عائلة (2 ألف و160 شخص) في قرى وأحياء مناطق برطلة وكرمليس وقره قوش والحمدانية في محافظة نينوى وأصبح لهم مصدر عيش ودخل شهري مستقر.
وأفاد تقرير نشر على موقع، ريليف ويب، الدولي ان كل من منظمة كاريتاس التشيكية بالشراكة مع مؤسسة كوندفيشن فرا ووكالة التنمية الايطاليتين التي مولت المشروع وضعت خطة وآلية يمكن من خلالها تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لعوائل متضررة من الأقليات الدينية في سهل نينوى والذين يسكنون أماكن قروية ومدنية في مناطق برطلة وكرمليس وقره قوش والحمدانية، ووفرت هذه المبادرة فرص لتحسين الوضع المعاشي لعوائل عانت كثيرا من الحرب والنزوح وتمكينهم من ممارسة أنشطة يوفر لهم دخل شهري يساعد في استقرار وضعهم الاقتصادي.
ويشير التقرير الى ان المسيحيين المستهدفين من هذا المشروع، وغالبيتهم من الآشوريين والكلدان والسريان، كانوا قد تأثروا وتضرروا كثيرا من ظروف الحرب والهجوم الذي تعرضوا له من قبل مسلحي داعش. وبعد ان عادت هذه العوائل الى مناطقها وجدت دمار شامل لحق بمنازلها وارض لوثتها العبوات والالغام مع الافتقار لخدمات عامة وعدم توفر فرص عمل تعينهم في حياتهم. ولهذا فان كثير من العوائل لجأوا لطرق قاسية في توفير لقمة عيش لهم مثل زج الأطفال في سوق العمل او دفعهم للزواج المبكر وبيع حاجيات وممتلكات لتوفير أموال. وكان المشروع قد تم تصميمه ورسمه من قبل المنظمات الدولية لمعالجة هذه التحديات من خلال تعزيز فرص المعيشة وتخفيف الاعتماد على مثل هكذا أساليب.
وفيما يتعلق بتعزيز أوضاع العوائل الساكنة في مناطق ريفية وزراعية فان هذه العوائل تفتقر الى موارد لتعزيز انتاجهم الزراعي وإعادة نشاطهم في هذا المجال، ولهذا وفر برنامج المشروع دورات تدريب لهم حول تقنيات الزراعة الحديثة يهدف الى زيادة انتاجهم وضمان دخل مستدام، وتم تجهيزهم بمعدات زراعية رئيسية وتوفير اسمدة وبذور ومنظومات ري تم توزيعها بين 240 عائلة فلاحية وذلك لتعزيز قدرتهم على مواصلة واستئناف نشاطهم الزراعي. وأشار التقرير إلى ان جميع المزارعين بنسبة 100% أفادوا بتحسن انتاجهم الزراعي وزيادة دخلهم المادي على نحو مستقر.
اما بالنسبة للعوائل المقيمة في احياء مدنية، فان 120 عائلة، يبلغ عددهم بحدود 720 فرد، قد تلقوا مساعدات ودعم من البرنامج تخللتها دورات تدريب وإرشاد ومعونة مالية ليتمكنوا من البدء بمشاريع تجارية صغيرة. واستمر برنامج التدريب لشهرين تم التركيز فيها على اسلوب إدارة العمل التجاري ومعرفة حال السوق مع مهارات فنية وتزويد المستفيدين بالمعرفة الضرورية والمهارات لتطوير خطط نشاطهم التجاري وادارته على نحو فعال.
وتم إعطاء منح لهذه العوائل استنادا على نوعية النشاط التجاري الذي سيمارسونه في السوق، وان هذه المنحة المالية تمكنهم من البدء بعملهم ونشاطهم التجاري. ويذكر التقرير ان نسبة 96% من الذين تلقوا منح تجارية مالية قد أفادوا بأنهم حققوا دخل شهري مستقر ساعدهم في تغيير نمط حياتهم وعدم لجوئهم لخيارات معيشية صعبة، وان 88% منهم استخدموا منحهم المالية لبدء بتوسيع عملهم التجاري بشكل ناجح. وكانت زيارات ارشاد وتوعية متكررة حول أسلوب إدارة العمل التجاري وكيفية تجاوز التحديات اثناء العمل يقوم بها كادر المنظمات الدولية لأصحاب هذه المشاريع وذلك لضمان الدعم المستدام لهم وبناء وتنمية قدراتهم.
ويذكر التقرير ان حصيلة خطط هذا المشروع هو ان العوائل المستفيدة قللت اعتمادها على وسائل العيش السلبية على نحو كبير وان افرادها زادت ثقتهم بقدرتهم على توفير مصدر مالي لدعم عوائلهم. وان المشروع لم يوفر فقط وسائل وأدوات للمستفيدين لتحقيق استقرار مالي، بل انه عالج الأسباب الجذرية لوسائل العيش السلبية بإعطاء بدائل مستدامة، وان النجاح بتأسيس موارد دخل يعتمد عليها قد ساهم بتأمين المعيشة أكثر وتقليل دواعي إرسال الأطفال لسوق العمل وتسربهم عن المدرسة.
وأكدت معلومات جمعت من خلال استطلاعات ميدانية ومقابلات التقدم الجوهري الذي تم تحقيقه من خلال المشروع، حيث عبر المستفيدون عن قناعتهم بتحسن إمكانية وصولهم لموارد وخدمات حيوية مثل المواد الغذائية والرعاية الصحية والتعليم وفرص دخول السوق. وان الاثار الإيجابية للمشروع قد امتدت الى ما وراء الاستقرار المالي وتمثل ذلك بزيادة معدلات مداومة الأطفال على الالتحاق بالمدارس وتحسن الجوانب الصحية بين المستفيدين وانتقالهم الى وضع الحياة المستقرة وتحقيق التعافي المستدام في وضعهم الاجتماعي، وحقق المشروع من بدايته الى نهايته انتقاله بتحسن الأوضاع المعيشية بالنسبة للنازحين العائدين من العائلات المسيحية المتضررة في سهل نينوى في مناطق قروية ومدنية من معدل صفر بالمئة الى 80%. وبلغت نسبة حصول العائدين على خدمات أساسية من غذاء ورعاية صحية وتعليم بحدود معدل 85%.

  • عن ريليف ويب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد
سياسية

بعد "قضية التنصت".. أطراف في "الإطار" تفتح النار على الحكومة بسبب الاتفاقية التركية

بغداد/ تميم الحسنما إن تراجعت حدة الخلافات بين السلطتين التنفيذية والقضائية بشكل مؤقت على الاقل، على خلفية "قضية التنصت"، اندلعت ازمة أخرى تتعلق بالاتفاقية التركية.ووصف نواب الاجتماع الأخير لـ"الإطار التنسيقي"، الذي حضره محمد السوداني...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram