TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > توقيع 14 مذكرة تفاهم ثنائية مع العراق.. جولة "مكوكية" للرئيس الإيراني الأولى خارجياً

توقيع 14 مذكرة تفاهم ثنائية مع العراق.. جولة "مكوكية" للرئيس الإيراني الأولى خارجياً

نشر في: 11 سبتمبر, 2024: 04:47 م

بغداد/ المدى
ملفات عدة دعت الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لوضع العراق على رأس وجهاته الخارجية، وأبرزها الاقتصادية، في ظل سياسة هادئة لا تميل نحو التصعيد العسكري ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وترأس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء، وفدي البلدين في الاجتماعات الموسعة التي عقدت في القصر الحكومي بالعاصمة بغداد.
وذكر بيان صادر عن الحكومة العراقية، أنه جرى، خلال الاجتماع، بحث أوجه التعاون بين البلدين الجارين، وبما يحقق المصالح والمنفعة المتبادلة، وكذلك متابعة أعمال اللجنة العليا المشتركة بين العراق وإيران التي ستعقد اجتماعها القادم في بغداد، كما جرى بحث التعاون الأمني والاتفاق الأمني المشترك، وكذلك مناقشة التعاون البنّاء في مجال الصناعات التكريرية والطاقة، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى الروابط الدينية والاجتماعية والتاريخية التي تجمع البلدين الجارين، موضحاً أن الموقع الجغرافي لهما يجعل من خطوط الربط اللوجستي والنقل ذات أهمية بالغة، مشيراً الى خط سكك الحديد (البصرة - الشلامجة) لنقل المسافرين، وحرص الحكومة على استكمال مذكرات التفاهم والمضي بتنفيذها.
من جانبه أشار الرئيس الإيراني الى عمق العلاقة بين البلدين، وتأثير العلاقة المتميزة في استقرار المنطقة، واكد رغبة بلاده في العمل المشترك وتنمية الشراكات الاقتصادية بين البلدين.
وذكرت الحكومة العراقية في بيانها، أن الاجتماع شهد توافق الرؤى المشتركة إزاء استمرار العدوان على غزّة، وما يتسبب به الكيان الصهيوني من زعزعة لأمن المنطقة واستقرارها، وجدد الجانبان الدعوة الى وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وأن يتولّى المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الصدد.
ورعى رئيس مجلس الوزراء والرئيس الإيراني مراسم التوقيع على 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة، شملت؛ الاقتصاد، والتعاون التدريبي، والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية، والتعاون الإعلامي، والاتصالات، وفي مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية، والتعاون في مجال المناطق الحرّة العراقية – الإيرانية، وفي الزراعة والموارد الطبيعية، والبريد، والحماية الاجتماعية، والتدريب المهني والفني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية.
ووقع مذكرات التفاهم عن الجانب العراقي وزيرا الخارجية والتجارة، ورئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية، فيما وقع عن الجانب الإيراني وزيرا الخارجية والاقتصاد، بحسب البيان الحكومي.
14 مذكرة تفاهم
ونشرت الحكومة في بيانها، مذكرات التفاهم الـ14 التي جرى توقيعها بين جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكالاتي:
1- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التعاون التدريبي.
2- مذكرة تفاهم مشترك في مجال الشباب والرياضة العراقية– الإيرانية.
3- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التبادل الثقافي والفني والآثاري العراقي– الإيراني.
4- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التربية.
5- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون الإعلامي العراقي– الإيراني.
6- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الاتصالات.
7- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية.
8- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال المناطق الحرة العراقية– الإيرانية.
9- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الزراعة والموارد الطبيعية العراقية– الإيرانية.
10- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال البريد.
11- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الحماية الاجتماعية.
12- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التدريب المهني والفني.
13-مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تطوير القوى العاملة الماهرة العراقية– الإيرانية.
14- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال نشاط الغُرف التجارية العراقية– الإيرانية.
مؤتمر صحفي مشترك
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني، أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، على قطع شوطاً بالربط السككي مع إيران، فيما اشار الى النجاح بضبط الأوضاع على الحدود.
وقال رئيس الوزراء في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الى العراق إن "الجمهورية الإسلامية مرت بمنعطفٍ حاد، بفقدها الأليم للرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي، ورفاقه، ونشدّ مجدداً على يد الرئيس بزشكيان وهو يتصدى لمهامه"، لافتا الى أن "العلاقات العراقية الإيرانية تتميز بمستواها العالي، وهي تضمّ العديد من الروابط، التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين".
وأضاف أن "هذا الجوار التاريخي، يمكن أن يُترجم الى أعلى مستويات التعاون والشراكة، والعمل الثنائي من أجل مصالح شعبينا، ويساعد على مواجهة التحديات الراهنة، ودعم الاستقرار"، مبينا أن "الملف الاقتصادي المشترك بوابة مهمة لتحقيق تطلعات شعبينا، وفي اجتماعين ناقشنا الآليات التي من شأنها أن تنهض بهذا الملف المهم".
وتابع أن "المباحثات تناولت الشراكة الثنائية الإستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي"، مشيرا الى أن "المباحثات أكدت على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة –شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية".
واستطرد بالقول: "تم التباحث بأهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير (طريق العراق للتنمية)، وتناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي- المنذرية- بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط الإستراتيجي المهم"، موضحا أنه "تم التركيز على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تم تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية".
وأردف، انه " تم التطرق الى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية"، مبينا أن "موقف العراق كحكومة داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات سننعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي".
وأشار رئيس الوزراء الى، أنه "تم توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة ومتعددة، ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقا، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين"، موجها الشكر الى "الإخوة في الجمهورية الاسلامية لدورهم ومساهمتهم في الوصول الى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان".
وثمن رئيس الوزراء، "موقف الجمهورية الإيرانية الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة"، مستدركاً أنه "تم التحدث بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني في غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي، مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة".
وأوضح، أن "مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمرارهِ هي مواقف واضحة وصلبة، وأكدنا في أكثر من مناسبة رفضَ توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المُجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية"، منوهاً أنه " تم التطرق الى جانب التعاون الأمني، وأكدنا موقفنا المبدئي والدستوري والقانوني، بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسّلح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأكمل رئيس الوزراء، أنه "تم النجاح في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واللجنة الثنائية الأمنية مستمرة في التزاماتها ومهامها"، مؤكداً أن "التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل اشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين".
واختتم رئيس الوزراء قوله، بأن "هذه الزيارة مهمة وتمثل قوة دافعة لمسار العلاقات الثنائية المتنامية، في ظل وجود الإرادة والرغبة الصادقة لقيادة البلدين نحو المزيد من التعاون والتكامل".
فريق مشترك بين العراق وإيران
من جهته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الاتفاق على تشكيل فريق من الخبراء مع العراق بمختلف المجالات، فيما لفت الى ان ذلك يهدف لوضع خطط استراتيجية لتعاون أوسع بين البلدين.
وقال بزشكيان في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني: إنه "لفرصة سانحة أن أكون في أول زيارة لي بالعراق، وكنت أرغب في متابعة العمل للاتفاقيات المبرمة سابقا والتي أبرمت اليوم والتي تمثل انطلاقة جديدة للتعاون بين البلدين".
وأضاف: "اتفقنا على تشكيل فريق من الخبراء بين البلدين بمختلف المجالات لوضع خطط استراتيجية لتعاون أوسع بين البلدين"، مبيناً انه "نحتاج إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية بين البلدين لنردع الإرهابيين ومن يريد استهداف الأمن بالمنطقة".
وتابع، أن "الاتفاقات التي أبرمت حققت نجاحاً ونحتاج إلى إزالة التي لم تنجح"، مؤكداً انه "نريد عراقاً قوياً ومستقراً وآمناً تسوده الأخوة والهدوء".

وأشار إلى أن "الزيارة تمثل فرصة عظيمة لمناقشة وجهات النظر ورسم الخطط المستقبلية".
وأكمل، أن "الكيان الصهيوني يرتكب أبشع الجرائم بحق البشرية في غزة"، معرباً عن "آمله بالنجاح في ردع الكيان الصهيوني من خلال الوحدة والتماسك".
إلى ذلك، استقبل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، ، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان.
ووصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة بغداد تلبية لدعوة رسمية وجهها له رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وهذه أول زيارة خارجية يجريها بزشكيان منذ تسنمه منصب رئاسة الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
وسيتوجه بزشكيان غد الخميس الى مدينتي النجف و كربلاء، و بعدها الى محافظة البصرة الغنية بالنفط اقصى جنوبي العراق، و بعدها الى اربيل عاصمة.
لماذا اختار بزشكيان العراق كوجهة أولى؟
وحول اختيار بزشكيان العراق كوجهة أولى لزياراته، يقول المحلل السياسي نزار حيدر، إن "الرئيس الإيراني لا يملك خيارات عدة ليفضل أحدها على غيرها في وجهات زياراته الخارجية، فكما نعرف أن حلفاء إيران المقربين سوريا ولبنان واليمن دول ضعيفة، ليس من الحكمة أن يقع اختياره عليها، كما أن بين طهران والدول الإقليمية مطبات سياسية ودبلوماسية كثيرة لم تسمح له أن يختر أياً منها، لذا أن العراق هو خياره الوحيد المتاح".
ويعتقد حيدر، أن "زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد تتعلق بشكل كبير بالملف الاقتصادي، فالعراق هو الرئة الاقتصادية الأهم بالنسبة إلى بلاده، سواء على مستوى الصادرات التي تجاوزت 3 مليارات دولار خلال الربع الثاني فقط من هذا العام، أو على مستوى الغاز والكهرباء، فضلاً عن ملف تهريب العملة وغسيل الأموال الذي مازال العراق متورطا به الى حد كبير وتعتبر طهران احد المستفيدين الأساسيين منه".
وحول سياسة الرئيس الجديد في العلاقة مع الفصائل العراقية، يرى أن "طهران قررت تبني سياسة خفض التصعيد في المنطقة لأسباب عدة منها داخلية وخارجية، وقد تجلى هذا الخيار منذ قبول المرشد الإيراني ترشح الرئيس الحالي الإصلاحي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت بعد مقتل الرئيس الإيراني السابق في حادث تحطم الطائرة".
ويشير إلى أن "أحدا لا يشك في أن الفصائل المسلحة في العراق وكلاء طهران التي توظفها في علاقاتها المتأزمة مع الولايات المتحدة الأَميركيَّة، فإذا كان قرار طهران هو الالتزام بسياسة خفض التصعيد فان نشاط الولاء سينخرط في هذه السياسة كجزء لا يتجزأ منها، فالفصائل، كما هو معروف، لا تمتلك قرارها وإنما يملى عليها من خارج الحدود".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بغداد تسير على "خيط رفيع".. وارتياح من "رسائل عراقجي" رغم التصعيد

الزواج خارج المحاكم.. وسيلة لإخفاء الزيجات المتعددة!

غبار المشاريع المتعثرة يغطي آمال التنمية في صلاح الدين!

فنلندا تعلن إنهاء مهمتها العسكرية في العراق نهاية العام

أزمة الجفاف في ميسان تهدد بيئة المدارس وصحة التلاميذ

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

أخطار تحويل بحر النجف إلى صحراء.. تهديد للتنوع البيئي!

أخطار تحويل بحر النجف إلى صحراء.. تهديد للتنوع البيئي!

خاص/المدىتعدّ منطقة بحر النجف واحدة من المناطق البيئية الهامة في العراق، فهي تحوي على تنوع بيولوجي نادر وتاريخ غني بالأهمية الثقافية والدينية. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديًا بيئيًا خطيرًا يتمثل في محاولات تحويلها إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram