 السليمانية / هيفي خالد

عــدَّ ناشطو المنظمات المدنية وذوو الضحايا مصادقة البرلمان السويدي عــدّ جرائم الأنفال بجرائم إبادة جماعية ( الجينوسايد) قراراً تاريخياً وإعادة اعتبار للضحايا وذويهم فيما وصفه رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني انجازاً لجهود الناشطين في مجال مناهضة عمليات الإبادة الجماعية . في اول موقف رسمي لإقليم كردستان بشأن قرار البرلمان السويدي وفي بيان له وصف رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني قرار البرلمان السويدي بـ" قرار إنساني وشجاع للبرلمان السويدي" مضيفا" القرار منح الكرد اطمئناناً كبيراً بأن العالم لا ينسى مآسي الشعب الكردي ولن يسمح بقتلنا جماعيا" موكدا " قراركم يعني بأننا لسنا وحيدين".
فيما ارسل ذوو المؤنفلين في قضاء جمجمال رسالة شكر الى رئيس  واعضاء البرلمان السويدي.
وقال ذوو المؤنفلين في رسالتهم التي حصلت (المدى) على نسخة منه ان ذوي المؤنفلين في القضاء الذي راح اكبر عدد منهم في عمليات الانفال ان القرار " هو قرار تاريخي " فيما طالبوا تكثيف الجهود من اجل التعريف بتلك الجرائم في برلمانات العالم.
وقالت الناشطة المدنية عدالة عمر التي حضرت الجلسة في تصريح عبر الهاتف من العاصمة السويدية للمدى إن قرار البرلمان السويدي، عــدّ جرائم الانفال جرائم قتل جماعي حظي بموافقة 277 صوتاً مضيفة" القرار تاريخي جاء نتيجة لجهود برلمانيين في البرلمان السويدي وناشطين مدنيين".
من جهتها قالت الناشطة في مجال حقوق الانسان نجيبة محمود التي حضرت الجلسة ايضا في حديث للمدى عبر الهاتف عن الحدث ان " القرار يُعـــد حدثاً تاريخياً للشعب الكردي وضحاياه وذويهم "وبحسب الإحصاءات الرسمية لحكومة إقليم كردستان العراق، فقد راح ضحية عمليات الأنفال 182 ألف مواطن كردي اغلبهم من مناطق كرميان (مناطق كرميان تطلق على المناطق الحارة من اقليم كردستان وتشمل اقضية (جمجمال، كلار وكفري)
وقال الناشط المدني ومدير الإعلام في منظمة كوردوسايد الخاصة بمناهضة عمليات (الجينوسايد) علي محمود في تصريح للمدى: إن القرار يأتي بعد اجتماع اللجنة الخارجية في البرلمان السويدي حيث توصل ممثلو تلك الاحزاب في اللجنة المذكورة الى عــدّ الجريمة أنها تدخل ضمن جرائم الإبادة الجماعية مضيفا "ما يقارب السبع سنوات تناضل منظمتنا منظمة كوردوسايد والمنظمات المدنية في خارج وداخل العراق لهذا الهدف. "
وعــدّت منظمة (الكوردوسايد) في بيان لها مساء اليوم نفسه " القرار بأنه تاريخي ويُعيد الاعتبار لضحايا القتل الجماعي فضلا عن انه تضامن مع معاناة شعبنا". وقدمت المنظمة شكرها الى"جميع الاحزاب المشاركة في البرلمان وخصوصا حزب اليسار والبيئة واعضاء البرلمان السويديين والكرد والجالية الكردية هناك والعشرات من السياسيين السويديين وناشطين مدنيين." هذا وكان البرلمان السويدي قد ناقش مشروع تعريف جرائم الجينوسايد التي اُرتكبت بحق شعب كردستان عالمياً منذ 6 سنوات، وقد صادق في جلسته التي عقدها الأربعاء 5/12/ 2012، على تعريف الجرائم التي تعرَّض لها شعب كردستان رسمياً بجرائم الإبادة الجماعية " الجينوسايد"، وذلك بأغلبية أصوات أعضاء البرلمان، حيث تمت المصادقة على المشروع بموافقة 277 صوتاً.
يذكر ان النظام العراقي السابق قام بمساعدة مسلحين من الكرد العراقيين، بتنفيذ حملة عسكرية في آذار 1988، أطلق عليها اسم "عمليات الأنفال"، وقد بدأت المرحلة الأولى في 22 من شباط 1988، وتم خلالها مهاجمة وادي جافايتي على مدى ثلاثة أسابيع.
وقد نُفذت تلك العمليات على ثماني مراحل، في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق (دولي جافايتي، منطقة كرميان، قرداغ، ، دولي باليسان، خوشناوتي وبادينان)، وتم إخلاء 5000 قرية كردية خلال تلك العمليات العسكرية، فضلاً عن قتل أو اعتقال عشرات الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من سكانها (وفقاًً للمصادر الكردية)، وكان مصير الآلاف منهم مجهولاً لغاية السنوات القليلة الماضية، حيت تم العثور على رفاة الكثيرين منهم في مقابر جماعية لاسيما جنوب العراق.