ميسان / مهدي الساعدي
تمكن الناشط الإنساني علاء المحمداوي، البالغ من العمر 29 عامًا، من جمع أكثر من ملياري دينار عراقي خلال السنوات الأخيرة لدعم المرضى والفقراء في محافظته ميسان، محققًا بذلك تأثيرًا كبيرًا على حياة العديد من أبناء المحافظة، من خلال حملات إنسانية استهدفت إنقاذ حياة المصابين بمرض العجز الكلوي، وتقديم دعم شامل للعائلات المتعففة.
في أحدث حملاته الإنسانية، قام المحمداوي بتسليم مبلغ قدره 60 مليون دينار لأحد أبناء مدينته لإنقاذه من مرض العجز الكلوي الذي كاد يفقده حياته، ليصل مجموع ما قدمه للمرضى في شهر آب الماضي وحده إلى 165 مليون دينار عراقي. هذا المبلغ جاء بالإضافة إلى مبادرات أخرى، منها إهداء منزل كامل وتجهيز آخر بالمواد المنزلية والأجهزة الكهربائية لعائلات متعففة.
يقول علاء المحمداوي لـ(المدى): «بدأت مشواري في العمل الإنساني عام 2014 كمتطوع ضمن أحد الفرق الطوعية المختصة بتسقيف المنازل في المحافظة. ومنذ ذلك الحين واصلت العمل بمفردي، وكانت أولى حملاتي حملة “خل نعينهم”، التي شملت تسفير أكثر من 25 مواطنًا من مختلف محافظات العراق إلى الهند لإجراء عمليات جراحية».
ويضيف المحمداوي: «الظروف الصعبة التي مررت بها مع عائلتي دفعتني إلى تقديم المساعدة للآخرين، وأصبح لدي شعور بواجب أخلاقي وإنساني تجاه العائلات المحتاجة».
يعمل المحمداوي بمفرده، ويعتمد على منصات التواصل الاجتماعي للترويج لحملاته وعرض نتائجها بشفافية. يحرص دائمًا على تسليم التبرعات للمستحقين بشكل علني، بهدف إيصال رسالة شكر إلى المساهمين، ومفادها أن جهودهم قد أثمرت. وخلال العامين الماضيين فقط، تمكن من جمع ما يزيد عن مليارين ونصف دينار عراقي، خصصت لإجراء عشرات العمليات الجراحية لمرضى العجز الكلوي وأمراض أخرى.
ويتابع المحمداوي في حديثه لـ(المدى): «نجحنا في جمع مبالغ مالية وصلت إلى مليارين ونصف دينار عراقي خلال آخر سنتين فقط. هذه الأموال شملت إجراء العديد من العمليات الجراحية لأبناء المحافظة».
ويشير المحمداوي إلى أن علاقاته الجيدة مع أبناء مدينته، وشعبيته بين الشباب، سهلت إطلاق حملاته الإنسانية. وقد لاقت هذه الحملات استجابة واسعة، خاصة مع انتشار أمراض مثل الفشل الكلوي، مما زاد من الطلب على الدعم الإنساني.
ويؤكد المحمداوي أنه يتلقى باستمرار رسائل شكر من الأشخاص الذين ساعدهم، وغالبًا ما يشارك البعض في حملاته التطوعية بعد أن نجح في مساعدتهم على إنقاذ حياتهم. ويقول: «دائمًا ما نتلقى رسائل من الإخوة الذين نساعدهم، يعبرون فيها عن امتنانهم ودعواتهم لنا ولأهل الخير بالنجاح والتوفيق. وبعضهم، حين تتجاوز الأموال التي تم جمعها لحالتهم احتياجاتهم، يبادر بالتبرع لحالة أخرى».