الموصل / سيف الدين العبيدي

كانت “التشيللو” حتى وقت قريب آلة لم يسبق لفتيات الموصل أن عزفن عليها، ولكن ظهور سالي سمير وأيما مروان من قضاء الحمدانية، الذي كان من أوائل الأقضية المحررة في نينوى عام 2016، غيّر هذه المعادلة، حيث أصبحتا أولى الفتيات اللواتي يعزفن على هذه الآلة الفريدة في المدينة.
سالي سمير، التي تبلغ من العمر 23 عامًا، بدأت مشوارها الموسيقي بتعلم البيانو قبل عدة سنوات. ومن خلال انضمامها إلى فرقة “أوركسترا وتر”، اكتشفت حاجة الفرقة إلى عازفين على آلة التشيللو، فقامت بتعلمها نظرًا لشغفها بهذه الآلة الخاصة.
وتقول سالي في حديثها لـ(المدى): «بدأت أول مرة بتعلم عزف البيانو قبل أربع سنوات بمساعدة أخي الذي يعرف عزف الكمان. وقد اقترح عليّ تعلم التشيللو، وكنت بالفعل أحب صوت هذه الآلة الرخيم». وتضيف أنها واجهت صعوبة في البداية لعدم توفر مدربين متخصصين في نينوى، ولكنها اعتمدت على توجيهات من عازفين محترفين خارج المدينة، إلى أن انضمت إلى “أوركسترا وتر” في عام 2021، حيث تلقت دعمًا وتدريبات من قبل المايسترو محمد محمود.
وتضيف سالي: «أطمح لتقديم الأفضل، وما زلت أعتبر نفسي في مرحلة التطوير والتدريب، وأؤمن بأهمية الاستمرارية في التدريب للعازف الموسيقي».
أما أيما مروان، ذات الـ19 عامًا والتي ما زالت تواصل دراستها الجامعية، فقد بدأت مشوارها في تعلم آلة الكمان منذ أربع سنوات بدعم من عائلتها. لكنها انتقلت إلى تعلم التشيللو بعد أن اكتشفت شغفها بهذه الآلة التي رأت أنها تعكس شخصيتها أكثر.
وتوضح أيما لـ(المدى): «لم أجد صعوبة في تعلم التشيللو لأنني كنت قد تعلمت عزف الكمان، وهي آلة وترية مشابهة». وتشير إلى أنها بدأت تعزف مع فرقة “أوركسترا وتر” منذ ثلاث سنوات، وأن عائلتها، وخاصة والدها، يدعمونها بشكل كبير، ويحضرون بإنتظام جميع الأمسيات الموسيقية التي تقيمها الفرقة.
من جانبه، يؤكد المايسترو محمد محمود، قائد “أوركسترا وتر”، أن الاعتماد على سالي وأيما في عزف التشيللو في الفرقة يمثل إضافة نوعية، حيث أصبحتا جزءًا مهمًا من العروض الموسيقية التي تقدمها الفرقة.
وفي حديثه لـ(المدى)، قال المايسترو: «عندما انضمت سالي وأيما إلى الفرقة، تلقتا بعض التعليمات من العازفين الشباب الشبه محترفين، وقد تطور عزفهما بشكل ملحوظ». ويضيف: «لقد نجحتا في تقديم أكثر من عرض موسيقي وبشكل احترافي».
ويشرح المايسترو دور التشيللو في الفرق الموسيقية قائلاً: «آلة التشيللو إيطالية المنشأ، وهي تأتي ضمن عائلة الكمان، وتؤدي دورًا مهمًا في عزف المقطوعات الموسيقية. وهي آلة أساسية في أي فرقة موسيقية، سواء كانت شرقية أو غربية، وتستخدم خاصة مع الأصوات الرخيمة. وعند وجود التشيللو في أي فرقة، يضيف ذلك ثقلًا موسيقيًا خاصًا».
ويعرب المايسترو عن تفاؤله بمستقبل سالي وأيما في عالم الموسيقى، مشيرًا إلى أنهما تمتلكان العزيمة والإرادة اللازمتين لتحقيق مستويات عالية من الاحتراف في المستقبل.