خاص/المدى
تشهد أهوار ميسان، أحد أبرز المعالم الطبيعية والتراثية في العراق، جفافًا غير مسبوق وانحسارًا شديدًا في مساحاتها المائية.
وهذا التراجع الحاد في مستويات المياه أدى إلى فقدان أجزاء كبيرة من الأراضي المائية، ما يهدد النظم البيئية الفريدة التي تعتمد على هذه المسطحات.
بالإضافة إلى التأثيرات البيئية، يواجه سكان المنطقة الذين يعتمدون على الأهوار في معيشتهم تحديات كبيرة في ظل هذه الأزمة، وسط مخاوف من تدهور أوضاعهم المعيشية وتفاقم الهجرة من المناطق المتضررة.
وقال المختص البيئي، طه الجنابي، خلال حديث لـ(المدى)، إن "إجفاف أهوار ميسان يشكل كارثة بيئية غير مسبوقة في المنطقة، حيث أدى الانحسار الشديد في المياه إلى تدمير النظم البيئية الهشة التي تعتمد على هذه المسطحات المائية".
وأضاف، أن "تراجع المياه تسبب في موت الكثير من النباتات والحيوانات المحلية، مما يهدد التنوع البيولوجي في المنطقة".
وحذر المختص البيئي، أن "استمرار الجفاف سيؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية للسكان المحليين الذين يعتمدون بشكل أساسي على الموارد الطبيعية للأهوار، مما قد يزيد من موجات النزوح والهجرة القسرية".
من جانبه، وصف مدير الدائرة الإعلامية في مجلس محافظة ميسان مصطفى عجيل، الجفاف في الاهوار بـ"المخيف"، فيما أكد أن "المحافظة فقدت 80% من مساحة الاهوار فيها".
وقال عجيل، إن "ميسان من المحافظات التي تنتشر بها الاهوار على مساحات شاسعة الا ان سياسات النظام السابق في تجفيفها وما تلاها من أزمات جفاف خانقة بعد 2003 أسهمت في تقليص مساحاتها بنسبة تصل الى 80%".
وأردف، أن "الأشهر الماضية كانت قاسية جدا على اهوار ميسان بخسارة اكثر من 80% من ثروتها السمكية يضاف الى نفوق الحيوانات وتعرض بيئة الاهوار التي تضم أصناف نادرة من الحيوانات الى انتكاسة جديدة بسبب الجفاف بسبب قلة الاطلاقات المائية وعدم التزام المحافظات الأخرى بحصة ميسان".
وأكمل: "لجان البيئة والصحة والاهوار في مجلس ميسان في اجتماعات مستمرة مع الدوائر ذات العلاقة من اجل السعي الى بلورة خارطة طريق لإنقاذ الاهوار وكشف أسباب استمرار نفوق الأسماك بمعدلات كبيرة من خلال ارسال عينات لفحصها في مختبرات بغداد".
وفي 17 آب 2024، كشف مجلس محافظة ذي قار، أن الاهوار فقدت 60% من الثروة السمكية حتى الآن، فيما أشار الى أنه "لا يمكن إخفاء القلق من خطورة الأوضاع".
إلى ذلك، حمل النائب عن اشراقة كانون، زهير شهيد الفتلاوي، أنقرة مسؤولية أزمة المياه التي تعاني منها العراق، مشيراً إلى أن "هناك مطالبات نيابية بإدراج أزمة المياه على جدول أعمال المجلس".
وقال الفتلاوي، إن "موضوع المياه من المواضيع المهمة التي تمس حياة العراقيين ، مبيناً أن "هناك مناطق زراعية مهدد بسبب الجفاف".
وأضاف، أن "هناك مطالبات نيابية لمناقشة تداعيات أزمة المياه بحضور المعنيين"، محملاً "تركيا مسؤولية أزمة المياه التي يعانيها العراق".
وأكد الفتلاوي، أن "تركيا تستغل ملف المياه لمكاسب سياسية وسط اجراءات ضعيفة من قبل الجانب العراقي".
وتابع، ان "ملف المياه من أولويات عمل الحكومة العراقية بدعوى أن المياه تمس حياة المواطنين".