يبدو ان العراقيين تآلفوا مع المظلومية، لعظم ما وقع عليهم من مصائب، ولطول زمن هطول تلك المصائب، فالقمع اخذ منهم وطراً كبيراً ومازال يأكل من كرامتهم وانسانيتهم حتى اللحظة، ومحروميتهم امست اشبه بقميص لم يمسسه البلى بسوء، ولم يزرهم الفرح ساعة فيما راح الحزن يغلق ابواب الخلاص، بابا تلو باب، لينهش في لحمهم الظالم والمجرم واللص والدعي والى اخر القائمة..
بعد انعطافة التاسع من نيسان 2003 استبشر العراقيون خيرا، فقد زال كابوس الاستبداد عن صدورهم وتنفسوا الصعداء، ولكن الى حين، اذ عاد كرسي السلطة مهيمنا على نفوس من اقتعدوه، وظلت مصائب الناس تتراكم بدلا من ان تزول، واليوم (بلغ السيل الزبى) وراحت تتسابق اليهم المصائب، وآخرها مصيبة المخصصات العائدة لمسؤولي الدولة والتي تنهش نسبة مايزيد على(20%) من مبلغ الموازنة العامة لعموم وزارات الدولة سنوياً، أي ما يساوي خمس رصيد المواطنين من خدمات وغيرها، وامست لدينا اكبر وزارة في العالم إذ تبلغ مقاعدها الاستيزارية اثنين وأربعين وزارة ، فيما الخراب بل الدمار يبطش بالخدمات وارزاق الناس الذين يبدو ان حكومتهم تفرض عليهم فريضة(الخمس) الشرعية عنوة وجوراً.rnكاظم الجماسي
مجرد كلام
نشر في: 11 يناير, 2011: 05:10 م