أربيل/ سوزان طاهر
مشكلة كبيرة تواجه الآلاف من الطلبة العرب الذين اختاروا الدراسة في جامعات إقليم كردستان الأهلية، تتمثل في عدم اعتراف وزارة التعليم الاتحادية بتلك الجامعات، ما تسبب بمشكلة كبيرة للآلاف من الطلبة، والذين باتوا يواجهون مصيراً مجهولاً.
وفي وقت سابق، ناقش وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي، مع وفد من وزارة التعليم العالي بحكومة إقليم كردستان، مشكلة الجامعات غير المعترف بها بين الجانبين.
وقال العبودي في تصريحات صحافية إنه، بخصوص الجامعات الأهلية في إقليم كردستان غير المعترف بها لدى الوزارة، فإن هناك جامعات مماثلة تابعة للوزارة الاتحادية غير معترف بها كذلك في الإقليم.
والجامعات غير المعترف بها من قبل بغداد هي جامعة كردستان، وجامعة سوران، وجامعة كرميان، وجامعة زاخو، وجامعة جيهان، وجامعات أخرى.
الطلبة هم الضحية
ويقول عضو لجنة احتجاجات الطلبة في أربيل عمر عبد الرزاق إنه، تخرج من جامعة جيهان، وتحمل الأقساط السنوية بالغة الثمن، ولكنه يواجه الآن مشكلة عدم الاعتراف بالجامعات الأهلية من قبل وزارة التعليم العالي في الحكومة الاتحادية.
الأمر الذي تسبب بمشكلة كبيرة بحسب عبد الرزاق الذي أكد في حديثه لـ(المدى)، أن "الحكومتين الاتحادية، وحكومة إقليم كردستان يجب أن تحلا هذه القضية، ولا يتحمل الطلبة مسؤولية هذه الخلافات، فنحن نعتبر الآن ضحية، وليس لنا ذنب، في هذا الخلاف".
رفض التعيين
وفي 23 آب 2023، أبلغت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاتحادية، مجلس الخدمة الاتحادي بعدم الموافقة على تعيين خريجي جامعات اقليم كردستان إن لم تلتزم حكومة الاقليم بالاعتراف بالجامعات العراقية الاهلية التي ترفض اربيل الاعتراف بها.
عبر العديد من الطلبة الخريجين من الجامعات الأهلية باقليم كردستان عن استيائهم من قرار وزارة التعليم العالي الاتحادية الغاء الاعتراف بشهاداتهم، مؤكدين أن القرار جاء بسبب خلاف بغداد مع أربيل.
إيمان وهي والدة أحد الطلبة المتخرجين من جامعة سوران في إقليم كردستان أبدت غضبها على عدم اعتراف وزارة التعليم العالي في الحكومة الاتحادية بالجامعات الأهلية في الإقليم.
وبينت في حديثها لـ(المدى) إلى أنها "تسكن في أربيل منذ 10 سنوات، ولم تستطيع إرسال ابنتها الوحيدة للدراسة في جامعات بعيدة، واختارت جامعة سوران، كونها قريبة من محل سكناها".
وبعدما صرفت ملايين الدنانير، على أمل إيجاد فرصة عمل بعد التخرج، فهي تتعرض اليوم للصدمة، نتيجة عدم اعتراف بغداد بالجامعات الأهلية، بحجة عدم اعتراف حكومة الإقليم ببعض الجامعات الأهلية المعترف بها من قبل وزارة التعليم في الحكومة الاتحادية.
وأشارت إلى أن "هذا الأمر يجب أن يحل بالحوار بين الطرفين، ولا يقع الطالب وذويه ضحية هذا الخلاف، وأبنائنا اليوم يواجهون مصيراً مجهولاً، فهم لا يستطيعون التعيين في إقليم كردستان، كون نفوسهم من خارج الإقليم، ولا يستطيعون التعيين في محافظاتهم، بحسب عدم اعتراف بغداد بالجامعات التي تخرجوا منها في الإقليم".
الرصانة العلمية
من جهة أخرى ذكر التدريسي بجامعة جيهان في أربيل سيروان رشيد أن، الجامعات الأهلية في الإقليم تطبق المعايير العلمية في التدريس، وتختاج المناهج العلمية الدقيقة.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "عدم اعتراف وزارة التعليم بالجامعات الأهلية في الإقليم أضر بالآلاف من الطلبة، الذين لم يعد باستطاعتهم التقديم على التعيين في المؤسسات الحكومية، ولا أن يقدموا على الدراسات العليا من الماجستير والدكتوراه، كما أنهم لا يستطيعون الحصول على هوية النقابة المختلفة، كون كلياتهم غير معترف بها".
وتابع أن "جامعتنا والجامعات الأهلية الأخرى تضم الآلاف من طلبة المحافظات العراقية، وتضم العديد من الكوادر التدريسية المتميزة، ومن جميع الجامعات، وهذا يجب أن يؤخذ بالحسبان، وأن يتم التقييم على أساس علمي، لا على أساس سياسي".
وبحسب إحصائيات مختلفة فإن عدد الطلبة الذين تخرجوا من جامعات كردستان الأهلية هم بحدود 5 آلاف خريج، فيما يوجد الآلاف مازالوا يدرسون بتلك الجامعات.
وأبرز الجامعات الأهلية التي ترفض وزارة التعليم العالي في حكومة إقليم كردستان الاعتراف بها، هي القلم، والحدباء، والإمام جعفر الصادق، وغيرها من الجامعات.
فيما يؤكد مصدر من الوزارة في حديثه لـ(المدى)، أن "رفض الاعتراف من قبل وزارة التعليم العالي في الإقليم، هو لعدم امتلاك تلك الجامعات الرصانة العلمية الكافية، التي تؤهلها، لتكون جامعة معترف بها".
وأضاف أن "الجامعات الأهلية في الإقليم تخضع للرقابة الشاملة، وتطبق عليها معايير الرصانة العلمية، وتلتزم بجميع الضوابط والتعليمات".
وأوضح أنه "توجد زيارة قريبة لوزير التعليم العالي في حكومة الإقليم آرام محمد قادر إلى بغداد، وسيلتقي فيها بوزير التعليم الاتحادي نعيم العبودي، لحسم ملف الاعتراف بالجامعات، وستحل مشكلة الطلبة قريباً".