TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "مثقفون عراقيـون" الإستثنـاء لا يلغي القاعدة

"مثقفون عراقيـون" الإستثنـاء لا يلغي القاعدة

نشر في: 11 يناير, 2011: 05:16 م

محمود النمر عن دار ميزوبوتاميا صدر كتاب (مثقفون عراقيون) للكاتب والاعلامي  مازن لطيف ،بحجم متوسط ومن 314 صفحة، وللكتاب محاور  ستة من النخب ،النخبة الاولى: الباحثون والنخبة الثانية :القصاصون والروائيون والنخبة الثالثة: الشعراء، والنخبة الرابعة الفنانون، والنخبة الخامسة الكتّاب والسياسيون، والنخبة الأخيرة المؤرخون  .
يتناول الكتاب حوارات مع هذه الشخصيات التي تكونت منها هذه النخب ،ويلقي  الضوء على حياة تلك  الشخصيات وآرائهم الفنية والإبداعية والجمالية ،ويحاول الكاتب ان يستفز تلك الشخصيات من خلال تلك  الاسئلة المشاكسة ويخرج بحصيلة ذكية في طريقة الحوار عن المعاني والايمانات التي تحفز هؤلاء المبدعين في طرق الكتابة والبحث والتقصي ،ويسرد  جزءاً من حيوات تلك  الشخصيات التي تمكنت من اثبات وجود شخصي ومعنوي وابداعي في طرح  الاسئلة والتشكلات  المعرفية فيقول في مقدمة الكتاب (ومن قراءة القلق الانساني نشأت "المحاورة " سواء على الصعيد الداخلي بوصفها محاورة ذاتية او على الصعيد الخارجي بوصفها  حوارا بيننا ،مع انهما يتداخلان حالما يكونان  جزءاً من  هموم اجتماعية وفكرية كبرى،وبدأت الفلسفة بتسلق اسوار الحوار بحثا عن ما يكتنف الوجود من غموض، وجاء العلم بسؤاله، وجاء الادب والفن ، وجاءت السياسة والعمارة والفنون.. وصارت لأسئلة الأنسان جذوراً ضاربة في شجرة الحياة) .وفي حوار مع عميد الصحافة العراقية د.فائق بطي (لم تغب صحف المعارضة ابدا لا في العهود السابقة ولا حتى بعد ثورة الرابع عشر من تموز ولكنها أصيبت بانتكاسة كبيرة منذ مجيء حزب البعث الى السلطة في عام 1968اذا ما استثنينا فترة التحالف الكردي – البعثي – الشيوعي ما بين عامي 1971و1978 تلك  السنوات التي كانت فيها صحف الأحزاب "الحليفة "خجلة من توجيه النقد الى حزب البعث بحكم حرصها على ضرورة ديمومة تلك التحالفات التي ولدت مشوهة وميتة منذ التوقيع على بنودها والنتيجة معروفة لكل الناس).اما حوار الباحث والروائي سلام عبود حول ثقافة العنف فيقول (هناك حملة شرسة شاملة متنوعة المصادر والأوجه والأساليب تشمل النشر والاتصال والايذاء المعنوي ان نصوصي لا تظهر في الصحافة العراقية الانادرا ،وحينما تظهر  فهي تخضع في الغالب للتهجين والتدجين وهذا امر طبيعي ومتوقع فمن يتحمل مسؤولية التصدي  لثقافة  العنف؟).وفي حوار المؤرخ د. رشيد الخيون عن العلمانية (نعم ان العلمانية هي فصل الدين عن الدولة ،اي هي دعوة إلى عدم تسييس الدين ،وهي مأخوذة من العالم ،بمعنى الدنيا ،وليس من العلم مقابل الدين ،واعتقد ان الحديث النبوي "انتم اعرف بأمور دنياكم "هو مقدمة الى تلك العلمانية ،وان جواب الإمام علي بن ابي طالب للخوارج ،عندما  رفعوا شعار : "لا حكم إلاّ لله " كان مقدمة ايضا لتلك العلمانية ،وان هناك اكثر من سبعين آية قرآنية أشارت إلى العلمانية ،كما ندعو لها اليوم: "لست عليهم بمسيطر " – "لا أكراه في الدين "  وغيرهما ،ان اتهام العلمانية بالإلحاد،على ما اعتقد  ،من بنات افكار اخوان المسلمين).يمكن ان نطلق على هذا  الكتاب بأنه تلخيص أفكار المثقفين على مختلف مشاربهم  وايماناتهم وتصوراتهم التي حاول مازن لطيف ان يقتحمها او يقحمها في هذا الكتاب ليجعل منها شاهدا على أفكار هؤلاء المبدعين ويلقي الضوء على بعض اسرار تلك الشخصيات المبدعة في الذات العراقية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram