TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: لماذا تصمت نقابة المحامين؟

العمودالثامن: لماذا تصمت نقابة المحامين؟

نشر في: 16 سبتمبر, 2024: 01:22 ص

 علي حسين

ما معنى أن يخرج علينا الخطيب سعد المدرس ليوزع اتهاماته على عدد من المحاميات ذنبهن الوحيد أنهن دافعن عن حق المرأة في مجتمع يحترم كرامتها ووجودها .. ربما شاهد الكثير من القراء الفيديو الذي وزع فيه المدرس شتائمه على المحاميات وجميع الفتيات والنساء اللواتي شاركن باحتجاجات تشرين ، ولم يكتف بذلك بل حرض على قتل كل من يعترض على تعديلات قانون الأحوال الشخصية .. فالجميع غير شرفاء في عرف الشيخ المدرس ، والجميع يجب أن يعاقبوا حتى وصل الأمر به أن يحرض ضد ممثلين شباب ذنبهم الوحيد انهم يقدمون مشاهد كوميدية .
تخيل لو أن رجل الدين هذا في بلد يُحترم فيه القانون والإنسان، هل يستطيع أن يصف النساء بأوصاف بذيئة ؟.. وبعيداً عن المدرس وعقدة المرأة ومطاردة برنامج ولاية بطيخ ، دعوني أسأل : لماذا صمتت نقابة المحامين؟ ، ولماذا لم تصدر النقابة حتى هذه اللحظة بياناً يدين فيه اتهامات الخطيب سعد المدرس؟ .. والسؤال الاهم : ما موقف النقابة من تعديل قانون الاحوال الشخصية ؟ .
طبعاً لست خبيراً في شؤون المحاماة والقضاء ، لكنني أعرف أن النقابات المهنية في مثل هذه الحالات، تصدر بيانات تدافع فيها عن الأعضاء المنتمين لها ، لكننا في العراق وجدنا نقابة المحامين تصدر بياناً تطالب فيه القنوات الفضائية ووسائل الإعلام بعدم استضافة أي محامي لا يأخذ موافقة النقابة لكي يتحدث للناس .. بل ان النقابة " مشكورة " اخبرتنا ان النقابة احالت عدد من المحاميين الى لجان السلوك المهني بسبب ظهورهم في شاشات التلفزيون ، بل اخبرتنا النقابة مشكورة انها تتعرض لحملة تشويه دولية !! .
تخيل جنابك أمام تهديدات المدرس وقبلها فتوى التكفير التي أصدرها رشيد الحسيني ، تخرج علينا نقابة المحامين تطالب بعدم الحديث عن قانون الأحوال الشخصية ولترفع النقابة شعار " الباب اللي تجيك منه ريح سده واستريح " .
ولأنني مثل ملايين العراقيين أعرف أن نقابة المحامين ستواصل صمتها وستستخدم حكاية الدفاع عن سمعة مهنة المحاماة في حكايات السمر والبيانات الثورية ، وستخلد النقابة بعدها إلى النوم العميق، بعد أن توهم العراقيين بأنها اكتشفت الحقيقة، وأن بعض المحاميين أرادوا أن يضحكوا على العراقيين، وأنهم يسيئون " للحمة الوطنية " ، ولهذا كان لا بد من أن تبعد النقابة نفسها عن " وجع الراس " الذي يريد تعطيل عجلة القانون في العراق .
صمت النقابة والذي رافقته شتائم وسخريات الخطيب سعد المدرس ، أجدها اليوم تثير الأسى من مرحلة التدهور التي وصلت إليها أحوال النقابات المهنية في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram