TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جياكوميتي، تخطيطات مجهولة ورسوم مرتجلة

جياكوميتي، تخطيطات مجهولة ورسوم مرتجلة

نشر في: 11 يناير, 2011: 05:18 م

ترجمة: سعد هاديتم الكشف مؤخراً عن مجموعة من التخطيطات التي ظلت مجهولة لسنوات لأبرز نحاتي القرن العشرين البيرتو جياكوميتي ومن ضمنها رسوم مرتجلة لفتاة الاستعراض "كريستين كيلير" التي اشتهرت خلال الستينيات بعلاقتها مع الوزير من حزب المحافظين "جون بروفومو"،
 وهي العلاقة التي هزت مؤسسة الحكم البريطانية آنذاك.منذ تسعة أشهر بيعت احدى منحوتات جياكوميتي بمبلغ 65  مليون جنيه استرليني، اما الآن فقد سمحت عائلة الفنان السويسري لكاتب سيرته، مؤرخ الفن الشهير "مايكل بيبيات" ان يعد كتاباً كبيراً عن مجموعة التخطيطات تلك وأن يقيم معرضاً لها، وتكشف الرسوم التي لم يرها أحد من قبل عن خصوصيات جياكوميتي العاطفية مثلما تكشف عن مسارات لاوعيه. فهو على سبيل المثال يبدو كأنه يستمد الهامه في رسم تخطيط  "كيلير" من تقرير جريدة فرنسية نشر عام1963  ، وعبر سلسلة من الاجساد النسائية العارية رسمت خلال صفحة لجريدة France-Soir كان يسعى لإعادة تجسيدها.ستتضمن المجموعة ايضاً منحوتات ولوحات ورسوماً لم تُشاهد منذ ان تم انتزاعها من مرسمه السابق المتداعي في باريس. ومن ضمن ما تم الكشف عنه كتاب فني كان يمتلكه وقام باستعماله لتشكيل تخطيطاته السريعة لبورتريه فان كوخ. هناك تخطيطات أخرى ظهرت على صفحة منتزعة من جريدة L’Express مع تقرير يعود الى عام 1964 عن "لي هارفي ازوالد"، الذي اتهم باغتيال الرئيس الأمريكي "جون كنيدي"، وقد قام جياكوميتي بالــ"شخبطة" على صورة ازوالد مضيفاً لحيةً لوجهه كما "خربش" مكرراً كلمة continuare  )يستمر( على الصفحة وعبارة: التماثيل أُنجزت سريعاً، الرسوم هذا المساء والتخطيطات بسرعة. تبدو الكلمات كإنها حافر لتذكير الفنان ببذل جهد اضافي في العمل. يذكر ان جياكوميتي الذي توفي عام 1966  كان يدقق بافراط في اعماله بحثاً عن أي خطأ أو قصور، وكان يقوم دائما بتحطيم اعماله التي لا تنسجم مع رؤيته الفنية، وقد اشار "مايكل بيبيات"  الى ان رسوم جياكوميتي على اوراق الصحف تظهر ان  التخطيط كان مبدأً أساسياً من مبادئ عمله، كان شكلاً من اشكال تفكيره الغريزي. لم يكن قلم الرصاص يفارق يده مثلما لم تكن السيكارة تفارق فمه. ويصف "بيبيات" وهو ناقد فني لجريدة الأوبزرفر خلال الستينيات حماسه عندما اعطي الإذن لرؤية الصور التي اخذت من مجموعة تعود لــ"سلفيو بيرثود" إبن شقيق أرملة جياكوميتي: [ تعاملت بحميمية مع تلك الأعمال، وسُمح لي بأن أختار 300 رسم منها، وحين تصفحت ما قدم لي بعمق، شعرت كأن جياكوميتي كان معي، كأنما الرسوم كانت تأتي من يده مباشرة، لقد "شخبط" على الأغلفة الداخلية للكتب، و"خربش" أيضاً على كثير من قصاصات الورق في المقاهي.].سيقدم "بيبيات" بعض تلك الصور غير المعروفة  في كتابه الرابع القادم عن النحات وعنوانه: "في ستوديو جياكوميتي"، اما المعرض فسيشرف على تنظيمه في غاليري "ايكين ماكلاين" في نيويورك. وعبر رسائل تُنشر للمرة الأولى ايضاً سيقدم "بيبيات" رؤية جديدة عن الانسان جياكوميتي وكذلك عن فنه. لقد نقب في علاقات الفنان الشخصية ولا سيما علاقاته التعيسة مع "ايزابيل راوسثورن" الرسامة والعارضة الصاخبة، ذات النزعة البوهيمية. إنه يقول عن تلك المرأة: "انها حيوان مخيف، آكلة رجال، كانت تشرب وتمارس الجنس مع الجميع، في حين ان جياكوميتي كان ذا نظرة متناقضة تجاه النساء، كان يعشق المومسات، وكان جذاباً ومرفوضاً في الوقت ذاته من قبل ايزابيل." يضيف ايضاً: "إن مشاعر اليأس تظهر في رسائلهما، كتب جياكوميتي في احدى الرسائل: لا اعتقد ان اقامتك كانت فشلاً، يا ايزابيل، ولكني لم اشعر بكثير من الانزعاج حين غادرت، كانت حنجرتي متوترة، كنت انتحب في داخلي." من جانب آخر سيلقي "بيبيات" الضوء على علاقة جياكوميتي بــ"صاموئيل بيكيت"، واصفاً قطعه النحتية الشبيهة بالهياكل العظمية كأنها تجسيد لنثر بيكيت المتحفظ، انه يقول عن تلك العلاقة: "كانت لهما العادات الليلية نفسها ، كانا يصطدمان ببعضهما عند منتصف الليل في "مونتبارناس"، يذهبان الى المباغي نفسها ويعودان الى منزليهما معاً". يحاول"بيبيات" أن يتخيل حواراتهما وهما يتسكعان في الشوارع المقفرة  قائلاً: "لقد بحثت وبحثت، وتابعت كل الخطوط الممكنة، الى ان وصلت الى حقيقة إن عبقريي القرن العشرين كانا يسيران في صمت عميق مطلق". rnعن جريدة الأوبزرفراللندنية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram