صلاح الدين/ محمود الجبوري

بعدما كانت معقلا عصيا امنيا ومركز لتنقل واعداد الهجمات الارهابية في ثلاث محافظات تمكنت قوات الامن من فرض سيطرتها على منطقة الجزيرة الواقعة بين ثلاث محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين.

منطقة الجزيرة او مثلث الموت يطلق عليها الخبراء الامنيون "ترانزيت داعش" كونه محطة ومقر امن لعناصر داعش ومنطلقا وممرا لتنفيذ الهجمات الارهابية في نينوى والانبار وصلاح الدين والمحافظات الغربية الساخنة.
مثلث الجزيرة كان يضم عشرات الارهابيين ومستودعات اسلحة متنوعىة ومواد متفجرة وعبوات واحزمة ناسفة ومختلف الاسلحة المتطورة على مر الاعوام الممتدة 2014-2024.
مدير ناحية تلول الباج غربي نينوى "اخطر خطوط الصد الامني" حاتم طلك الشمري اكد في حديثه لـ(المدى) ان "قوات الجيش تطوق مشارف منطقة الجزيرة واخترقت وادي الثرثار (اخطر بؤر داعش المتبقية)"، مشيرا الى ان "تحركات داعش باتت ضعيفة مقارتة بالسنوات الماضية وتلاشى خطر التنظيم بشكل واضح".
ومعززا التحسن الامني النسبي في الجزيرة بـ"عودة الرعاة والمزارعين الى مناطقهم بشكل تدريجي تحسبا لوجود بؤر وخلايا خفية ربما تعااود هجماتها وعملياتها الارهابية ضد المدنيين لافتا الى الى تحوطات امنية محكمة اتخذتها قوات الامن تحسبا لاي طارئ او حادث ارهابي غادر".
من جهته، كشف مدير ناحية الصينية التابعة لقضاء بيجي شمال غربي صلاح الدين عزام كامل طويسان، عن انتشار امني للوائي 91-95 من الجيش العراقي في منطقة الجزيرة وبعمق 20 كيلومترا مربعا بدءا من منطقة الثرثار في اطراف الانبار والصينية وصلا الى منطقة الحضر جنوبي نينوى.
ويوضح طويسان في حديثه لـ(المدى) ان "الانتشار البري شمل جميع المناطق المنبسطة والطرق والممرات فيما تراقب الجبال والكهوف والاودية من قبل الرصد الجوي بشكل مستمرا لملاحقة بؤر داعش ومفارزه المتخفية".
ويعود طويسان في حديثه الى الفترات التي كانت فيها منطقة الجزيرة "ترانزيت لداعش" ومنطلقا لعملياته في عدة محافظات بالقول: "كانت محطة استراحة لعناصر التنظيم ومركز ادارة للعمليات الارهابية ومركز تمويل لمفارز التنظيم وخلاياه".
ويؤكد ان جزيرة الدواعش سابقا باتت تحت سيطرة ومراقبة قيادات العمليات في الانبار "عمليات الجزيرة" وعمليات صلاح الدين وعمليات نينوى من جهة منطقة الحضر.
وتعزيزا لما افاد به مدراء الصينية وتلول الباج يؤكد قائد عمليات نينوى للحشد الشعبي خضير المطروحي ان منطقة الجزيرة باتت تحت سيطرة قوات الامن والحشد وتخضع لعمليات تفتيش دائمة اسبوعيا لملاحقة جيوب وبؤر داعش.
ويبين المطروحي في حديثه لـ(المدى) ان "مساحة منطقة الجزيرة 36000 كيلومترا مربعا وهي منطقة شاسعة ومفتوحة ومعقدة جغرافيا وتربط ثلاث محافظات وكانت تحوي عشرات الدواعش مع تسلل عناصر اخرى وتنقلهم منها الى مناطق اخرى".
ويواصل حديثه، "عناصر داعش كانت تتنقل بين الكهوف والمخابئ لتفادي الضربات الجوية الا ان المنطقة في نهاية الامر باتت تحت السيطرة الامنية ولا تشكل خطرا في الوقت الحالي رغم وجود جبال وتلال وعرة تخضع للمراقبة المستمرة". الى ذلك، يرى الخبير الامني محمد عاشور المجمعي من سكان مناطق اطراف الثرثار، ان السيطرة على منطقة الجزيرة غير كاف في ظل الخطط الحالية ما يتطلب تسيير طائرات رصد مسيرة وتنفيذ ضربات جوية مستمرة في الاوكار المعقدة امنيا لمنع عودة عناصر التنظيم وتفادي اي خسائر ربما تطال القوات الامنية المنتشرة هناك.
المجمعي في حديثه لـ(المدى) وصف جزيرة الدواعش بانها بؤر موت عصية تسببت بنزوح مئات الاسر الزراعية الى مناطق اخرى هربا من بطش وممارسات عناصر داعش التي تعددت بين مطالب "الفدية" من الرعاة والمزارعين ومطالب مشاركة ابناء الاهالي مع التنظيم واجبارهم على التعاون المعلومات والدعم اللوجستي بالمؤن والاغذية.
ويختتم" مسك الجزيرة يتطلب تواجدا عسطريا دائما لطمئنة السكان وتشجيعهم على العودة وتوفير مستلزمات التعاون مع قوات الامن وحمايتهم من تهديدات ومخاطر جيوب داعش الخفية التي تتربص الثغرات للانتقام من هزائمها وفقدانها لمعاقلها وملاذاتها".