واسط / جبار بچاي
أبدى عدد كبير من أهالي مدينة الكوت اعترضهم الشديد على إزالة أقدم خزان ( تانكي ) لمياه الشرب نفذ في مطلع سبعينيات القرن الماضي وسط المدينة بطاقة تبلغ 500 ألف لتر من مياه الشرب وكان يسد احتياجات أكثر من 50 % من الدور السكنية.
وتعتزم دائرة ماء واسط على إزالة هذا الخزان بطريقة الخردة بعد أن انتفت الحاجة له كلياً وأصبح مجرد هيكل من الحديد، يرى مهتمون بالبيئة والتراث أن خزان ماء الكوت يمثل تحفة تراثية جميلة ويمكن تغيير لونه بعد طلائه بلون آخر ليكون مماثل لتانكي الباب الشرقي في بغداد مع إمكانية استغلاله لوضع الإعلانات شريطة أن تكون إعلانات لنشر مفاهيم الاهتمام بالبيئة والنظافة وجمالية المدينة بعيداً عن الإعلانات السياسية والتجارية.
يقول السيد منير كمر إن " أقدم خزان لمياه الشرب في مدينة الكوت والذي يقع في منطقة الهورة يمثل صرحاً عمرانياً وتراثياً جميلاً سيما وأن يقع بالقرب من المقرات الحكومية المهمة كديوان المحافظة والمجلس وعدد آخر من الدوائر وحتى المساحة التي يشغلها غير مؤثرة كما لا يمكن استغلالها كمبانٍ عامة أو غير ذلك إلاّ إذا كان هناك سبباً لا نعرفه ."
وأضاف في حديثه لـ ( المدى )، أن " الهيكل الخارجي لهذا الخزان جيد وليست هناك أية مخاطر من وجوده كأن يكون آيل للسقوط أو هناك مخاطر من وجوده كأن يكون يهدد المارة أو غير ذلك، بل العكس يمكن أن يتم طلائه من جديد بلون مغاير الى لونه الخاكي كما هو الحالي بالنسبة الى خزان المياه الموجود في الباب الشرقي ببغداد وأيضا يمكن أن تتم الاستفادة منه لعرض الإعلانات بعد تصميمها وفق التقنيات الضوئية الحديثة على أن تكون تلك الإعلانات مختصة بإبراز الجوانب الجمالية والحضارية والعمرانية لمدينة الكوت وكل ما يتعلق بالاهتمام بالنظافة وخلق التوازن البيئي على أن تكون إعلانات ذات طابع سياسي أو تجاري."
وشيد هذا الخزان مطلع سبعينيات القرن الماضي على شكل اسطواني من الأعلى ونصف كروي من الأسفل ويبلغ ارتفاعه 18 متراً ويستند على 11 عموداً من حديد الشيلمان مترابطة مع بعضها بقواطع من حديد الزاوية وبنقشات زخرفية جميلة، ويتخلله سلم حديدي للصعود ، وتبلغ طاقة الخزان 500 ألف لتر من المياه ومرتبط مع شبكة الأنابيب المغذية للاحياء السكنية في المدينة ، وهو واحد من ثلاثة خزانات تؤدي نفس الغرض لكنها مختلفة الشكل إزيل إثنان منها في وقت سابق.
يقول كمر " شخصياً تواصلت مع دائرة ماء الكوت لطرح فكرة إبقاء هذا الصرح التراثي وكيفية الاستفادة منها كمكان مناسب للإعلانات بعد تغيير لونه لكن دون جدوى ، إذ يبدو هناك قرار بإزالته بطريقة الخردة." نافياً " وجود أي أضرار ومخاطر له وأنه لم يهدد بأي شكل حياة الناس أو الدور المجاورة."
من جانبه يقول الناشط في مجال البيئة والتراث السيد محمد ثجيل القريشي إن " هناك أخباراً تلوح في الأفق عن إزالة تحفة تراثية جميلة في مدينة الكوت وهو خزان أو تانكي ماء الهورة قرب ساحة 14 تموز والذي يعود إلى سبعينيات القرن الماضي."
وأضاف " من الواجب عدم إزالة هذه التحفة الجميلة وبقائها كشاهد على تراث وتاريخ المدينة أو استخدامه للدعاية والإعلان ضمن الجوانب التثقيفية والبيئية."