 ديالى - محمود الجبوري

أعلن مسؤولون حكوميون معالجة 90% من الاختناقات الكهربائية عبر مشاريع وخطط متنوعة في عموم المحافظة، مؤشرين مشاكل الاختناقات والانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي.
سكان محافظة ديالى يعانون باستمرار من الانقطاعات والاختناقات الكهربائية بسبب تهالك الشبكات ونقص المحولات الكهربائية جراء التوسع العمراني والعشوائي في أطراف بعقوبة وسائر المدن الأخرى.
ويعاني سكان ديالى من اختناقات في الشبكات الكهربائية الرئيسية والفرعية وعدم انتظام ساعات التجهيز المقررة حسب حصص المحافظة الكهربائية من المنظومة الوطنية.

أكبر محطة تحويل في قلب ديالى
قائممقام بعقوبة، عبدالله أحمد الحيالي، أكد لـ(المدى) تخصيص 40 دونماً في منطقة (المرادية) جنوب غربي بعقوبة لإنشاء محطة تحويلية كهربائية (400KV) لفك الاختناقات التي تعاني منها الشبكات الكهربائية ومعالجة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي.
وبيَّن الحيالي أن المحطة التحويلية ستسهم في استمرار وانسيابية التيار الكهربائي وزيادة ساعات التجهيز، مشيرًا إلى أن تنفيذ المحطة سيبدأ بعد إكمال التصاميم المطلوبة والإجراءات الإدارية والقانونية الخاصة بذلك.
المحطة التحويلية (محطة المرادية 400KV) تبلغ طاقتها (1500MVA) وبواقع (6) محولات رئيسية، وستُغذى من محطة توليد المنصورية 400KV، التي تشهد أعمال توسعة بإضافة وحدات مركبة لزيادة الطاقة المجهزة.
تكمن أهمية محطة المرادية في محافظة ديالى من خلال ربط خطوط 132KV بالمحطات الأخرى، والتي ستساهم في توزيع الأحمال وفك الاختناقات في المحافظة.
مدير شبكات نقل الطاقة في ديالى، المهندس سالم لطيف الشمري، أوضح في حديثه لـ(المدى) أن المحطة التحويلية (400KV) ستنهي أزمة الاختناقات والانقطاعات بشكل نهائي، وستستوعب الطاقة الكهربائية الزائدة التي تصل إلى بعقوبة عبر المنظومة الوطنية وتصريفها.
وكشف الشمري أن تكلفة إنشاء المحطة التحويلية تتراوح بين (120-150 مليون دولار)، وبانتظار اكتمال إجراءات استملاك الأرض المخصصة وحل جميع الإشكالات والعراقيل الخاصة بذلك، لافتًا إلى استحصال موافقات الاستملاك من الدوائر المعنية وبانتظار حل الإشكالات مع دائرة الآثار للشروع بمشروع المحطة.
ويبشر الشمري السكان بتحسن كبير في التجهيز الكهربائي بعد اكتمال المحطة التحويلية خلال الفترات القادمة.

التجاوزات والبناء العشوائي
رئيس لجنة الطاقة في مجلس ديالى، فارس مزاحم الجبوري، حصر مشكلة الكهرباء في ديالى في قلة التجهيز وحصة المحافظة القليلة من المنظومة الوطنية، مقدّرًا حاجة ديالى إلى نحو 2200 ميغاواط لسد الحاجة التامة للكهرباء في عموم المحافظة.
وأكد الجبوري في حديثه لـ(المدى) حاجة ديالى لأكثر من 200 ميغاواط لتصل ساعات التجهيز إلى 50-60% يوميًّا، مبينًا أن حصة ديالى الحالية لا تتعدى 900 ميغاواط.
جمع الجبوري مشاكل الكهرباء في ديالى في سوء التخطيط والتوسع العمراني والتجاوزات على شبكات الكهرباء من قبل أصحاب المعامل الصناعية والآبار وغيرها من المشاريع الأخرى، إلى جانب سوء الترشيد والاستخدام المفرط للكهرباء من قبل المواطنين دون مراعاة المصالح العامة، معلنًا عن قرب دخول محطة كهرباء حرارية بطاقة 280 ميغاواط ضمن محطة المنصورية الكهربائية، مما يسهم في زيادة ملحوظة في ساعات التجهيز الكهربائي.
ولفت إلى جهود وإجراءات من قبل لجنته لمعالجة مشاكل الكهرباء في المحافظة بالتنسيق مع الجهات المختصة.

تلاشي الاختناقات بحملات كبرى
المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، أحمد العبادي، أكد في حديثه لـ(المدى) أن الاختناقات في شبكات التوزيع الكهربائي في ديالى انخفضت بنسبة تتراوح بين 40% إلى 10%، وجارٍ العمل للحد من الضياعات وإزالة التجاوزات، وتأهيل شبكات التوزيع وتحسين أدائها، قبل تموز 2025.
وأشار إلى أن وزارته أطلقت حملات كبرى وواسعة لتأهيل شبكات التوزيع استكمالًا لما أُنجز في المرحلة الأولى من معالجة الاختناقات، إلى جانب مشاريع وخطط واعدة نفذتها وتنفذها مديرية توزيع كهرباء ديالى، حققت جزءًا من استقرارية التجهيز وجارٍ استكمال الباقي.
ولفت إلى أن مشاريع التأهيل والتشييد وصيانة ومعالجة المحولات الكهربائية مستمرة وبتقارير دورية وإحصائيات مثبتة تُرسل إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء.
وأوجز العبادي خطط التأهيل للشبكات الكهربائية التي تتضمن نصب 25 محطة جديدة بمراكز الحمل ما بين منجزة وقيد الإنجاز في عموم المحافظة، إلى جانب مشاريع تأهيل الخطوط والشبكات وتخفيف الأحمال على ألا تتجاوز أحمال المغذيات الحد المسموح به كسعات تصميمية، مبينًا أن الحملات والخطط تسير بخطين، أحدهما سريع يشمل معالجات عاجلة وحاكمة، والآخر طويل الأمد ضمن خطة استعدادات الصيف المقبل.
وعزا العبادي أسباب الاختناقات في شبكات التوزيع إلى التوسع والبناء العمراني العشوائي دون موافقات رسمية أو الرجوع إلى التخطيط العمراني، خاصة في المنشآت الصناعية والمجمعات السكنية الاستثمارية، وتفصيخ المناطق الزراعية وتحويلها إلى مناطق سكنية، مما يعني إضافة أحمال على الشبكة. ودعا السكان إلى الاستخدام الأمثل للطاقة من خلال ترشيد استهلاك الطاقة غير الضرورية للحفاظ على الأحمال.

الخط الإيراني يشل عصب الحياة في ديالى
الخبير الاقتصادي مراد الباوي (مهندس كهرباء متقاعد) وصف اعتماد ديالى على الخط الإيراني بأنه كارثة اقتصادية أضرّت بسكان المحافظة بسبب ضعف فولتية الخط الإيراني وتسببه في تدمير الأجهزة المنزلية وعطبها.
ويؤكد الباوي في حديثه لـ(المدى) أن الخط الإيراني أضر بالمصالح المعيشية والحياتية لسكان بعقوبة وديالى بشكل عام في الأسواق التجارية والمعامل والمنشآت الحياتية الأخرى، مما دفعهم إلى استخدام رافعات فولتية تشكل ضغطاً كبيراً على الشبكة الكهربائية، وتسبب حالات تماس وحريق مدمر في أي لحظة.
وعدَّ الباوي الخط الإيراني حرماناً للمواطن من وسائل العيش والراحة في فصل الصيف، وحرمانهم من استخدام أجهزة التبريد في ظل درجات الحرارة الانفجارية صيفاً وغير المسبوقة، داعياً الحكومة ووزارة الكهرباء إلى معالجة تردي الخط الإيراني وإلزام الجانب الإيراني بالالتزام ببنود العقد وما يتقاضاه من أموال طائلة من العراق.
وتحتاج ديالى لنحو 1500-1900 ميغاواط من التيار الكهربائي لسد حاجة المحافظة بشكل تام، فيما تبلغ حصتها الحالية من التجهيز 850-1000 ميغاواط.
وتستورد ديالى الكهرباء عبر خط (كرمنشاه – ديالى) الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 400 ميغاواط، إضافة إلى خط سربيل زهاب - خانقين الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 150 ميغاواط، فيما تقدر حاجة المحافظة إلى أكثر من 900 ميغاواط من التيار الكهربائي.
ويشكو سكان ديالى من رداءة وضعف الخط الإيراني منذ إنشائه بعد سقوط النظام السابق، وسط مطالبات بالاستغناء عنه والاعتماد على الموارد والمقومات الوفيرة، مؤكدين أن الخط الإيراني لا يلبي ربع احتياجات المحافظة ويشهد توقفاً وتذبذباً بشكل مستمر.