TOP

جريدة المدى > محليات > بحيرة الحبانية تحت خطر الجفاف ولا حلول لإنقاذها!

بحيرة الحبانية تحت خطر الجفاف ولا حلول لإنقاذها!

نشر في: 18 سبتمبر, 2024: 12:05 ص

المدى/ محمد علي
تواجه بحيرة الحبانية، الواقعة شرق مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، خطر الجفاف المتزايد الذي يهدد بيئتها، حيث تعاني من التلوث وانخفاض مستويات المياه نتيجة التغيرات المناخية وسوء إدارة الموارد المائية، مما يثير القلق بشأن مستقبلها وأثر ذلك على البيئة والمجتمعات المحيطة بها.
يقول قائممقام قضاء الحبانية، علي داود، خلال حديثه لـ(المدى) إن "نسبة الجفاف في المنطقة تجاوزت 50%، مما دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ القرى المتضررة"، مشيرًا إلى أن "الحلول شملت إرسال تناكر لنقل المياه وحفارات لتنفيذ مشروع حفر مبزل يهدف إلى تقريب المياه إلى مضخات السحب، لضمان استمرار إمدادات المياه لتلك القرى".
وأضاف أن "هناك خطة حكومية بالتعاون مع محافظة الأنبار، تشمل إحالة مشروع سحب المياه من نهر الفرات إلى منطقتي المجر والعنكور، وقد تم البدء في تنفيذ هذا المشروع الذي يُتوقع أن يضع حدًا لهذه الأزمة المتكررة منذ عقود"، مبينًا أن "هذه الأزمة لم تحظَ في الماضي بتغطية إعلامية كافية، على الرغم من تكرارها".
وأكد داود أن "هناك تنسيقًا مع وزارة الموارد المائية لزيادة إطلاقات المياه إلى البحيرة، لكن الوزارة تتبع سياسات وخططًا محددة في هذا الشأن". وأوضح أن "بعض المنظمات تعمل حاليًا على نصب محطات لتحلية المياه في المناطق المتضررة وزراعة مساحات خضراء".
وبيّن قائممقام قضاء الحبانية أن "أزمة الجفاف أثرت إلى حد بعيد على الثروة السمكية، وعلى مصادر رزق السكان، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على السياحة في مدينة الحبانية السياحية"، مشيرًا إلى أن "هذا الجانب يقع ضمن اختصاص الحكومة الاتحادية". وتابع أن "هناك مساعي حكومية للتواصل مع الجانبين التركي والسوري لضمان حصة العراق المائية وحل الأزمة الحالية".
من جهته، قال المختص في الشأن البيئي، يوسف الندا، خلال حديثه لـ(المدى)، إن "الأضرار البيئية الناجمة عن جفاف بحيرة الحبانية تؤثر إلى حد بعيد على النظام البيئي المحلي"، موضحًا أن "البحيرة كانت مصدرًا رئيسيًا للمياه والتنوع البيولوجي، حيث تعتمد عليها كثير من النباتات والحيوانات، ولا سيما الطيور المهاجرة. وجفاف البحيرة أدى إلى تدهور الموائل الطبيعية، مما تسبب في هجرة بعض الأنواع وانقراض أخرى".
وأشار إلى أن "التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها سكان المناطق المحيطة، الذين يعتمدون على البحيرة في الزراعة وصيد الأسماك، كانت جسيمة. ونقص المياه أدى إلى تقلص الأراضي الزراعية، مما تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة". وحذر الندا من أن "استمرار الجفاف قد يؤدي إلى تفاقم أزمة التصحر في المنطقة، مما يهدد الموارد الطبيعية على نحو أكبر".
واقترح المختص في الشأن البيئي "تنفيذ ستراتيجيات مستدامة لإدارة الموارد المائية، مثل تحسين كفاءة استخدام المياه وتعزيز مشاريع تحلية المياه، للحفاظ على النظام البيئي وتقليل الأضرار المستقبلية".
إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة الأنبار، عدنان الكبيسي، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أوعز بمعالجة شحّة المياه في أهم مرفق سياحي في محافظة الأنبار". وأضاف أن "رئيس الوزراء أوعز إلى الجهات المعنية بمعالجة الشحة المائية في بحيرة الحبانية شرقي مدينة الرمادي، وزيادة الإطلاقات المائية لهذا المرفق السياحي الذي يعد من أهم المواقع السياحية في الأنبار".
وأوضح الكبيسي أن "هذه الخطوة تهدف إلى إعادة الحياة في تلك المناطق التي تحولت إلى مستنقعات صغيرة، خلت بعض مناطقها من المياه بشكل تام، وشهدت نزوح العشرات من سكانها إثر توقف محطات ضخ المياه الصالحة للشرب بشكل كامل". وتابع أن "شحّة المياه أدت إلى انهيار الواقع الزراعي والثروة السمكية، وسجلت هجرة جماعية للمزارعين وصيادي الأسماك، وتدنٍ في واقع السياحة".
وبحسب مديرية الموارد المائية في الأنبار، فإن تراجع منسوب البحيرة ونهر الفرات يعود إلى قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع مثل تركيا وسوريا، ولذلك اضطرت الوزارة إلى سحب المياه من بحيرة الحبانية لتعزيز الحصص المائية في محافظات الوسط والجنوب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التربية تعلن التصويت على نظام الانتساب
محليات

التربية تعلن التصويت على نظام الانتساب

أعلنت وزارة التربية، امس الأربعاء، التصويت على نظام الانتساب، فيما اعتبرت ذلك فرصة داعمة للطلبة وقاهرة للظروف الحرجة. وقالت الوزارة في بيان، إنه "صوتت وزارة التربية/ هيأة الرأي على إعادة العمل بنظام الانتساب للعام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram