TOP

جريدة المدى > سياسية > منظمة خيرية: إعمار كنائس يعزز بقاء مسيحيين عراقيين في أرضهم

منظمة خيرية: إعمار كنائس يعزز بقاء مسيحيين عراقيين في أرضهم

نشر في: 18 سبتمبر, 2024: 12:09 ص

 ترجمة / حامد أحمد

في مسعى منها لتشجيع مسيحيين عراقيين ومسيحيين آخرين في الشرق الأوسط للبقاء في ارضهم والتشبث بها وعدم التفكير بالهجرة تقوم منظمة، ايد تو جيرج ان نييد Aid to the Church in Need، الخيرية الدولية المعنية بتقديم مساعدات للكنائس المتضررة في العالم بتقديم دعمها في جهود إعادة اعمار كنائس في العراق، مؤكدة بان ذلك يساعد في تعزيز ترسيخ جذور مسيحيين في ارضهم ويعود بالفائدة لجميع المسيحيين في العراق.

وتقول المنظمة الدولية الخيرية في تقريرها إنها ساعدت في إعمار كنيسة للكلدان الكاثوليك في قرية آرادين الواقعة في وادي سبانا بإقليم كردستان الذي يحيط به جبال زاكروس ويروى من نهر الزاب الكبير، مشيرة الى ان الكنيسة وبسبب الإهمال والحروب تعرضت الى دمار وخراب أكثر من مرة.
وتشير منظمة جيرج ان نييد الى ان المنطقة تسكنها الطائفة المسيحية من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية التي تتكلم اللغة الآرامية، ورغم مساحة القرية الصغيرة، التي يعتقد بان اسم القرية الآرامي، آرادين، يعني جنة عدن، فانها تضم كنيستين مهمتين كانت مكانا لثلاثة قساوسة. تقول الراهبة سمر ميخائيل، الراعية الحالية للكنيسة بان تجمع الراهبات في هذه الكنيسة الكلدانية في قرية آرادين كان قد أسسها في البداية الأب عبد الاحد، وكان هدفه تعليم وتثقيف المسيحيين في المنطقة وتوفيره في الوقت نفسه خدمات صحية واجتماعية لابناء المنطقة. وتضيف الراهبة بقولها في لقاء مع منظمة جيرج ان نييد "طائفتنا المسيحية واجهت مصاعب كبيرة على مر الزمان في البلد، وكنا قد اضطررنا الى مغادرة بلدنا الام في ثلاث مناسبات جراء الحروب وموجات الهجرة. هذا التاريخ الصاخب بالأحداث أدى الى تناقص اعدادنا وهجرة أصحاب المؤهلات والخبرات".
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها بان الراهبات كن على مدى سنوات يحلمن بالعودة الى الكنيسة في قرية آرادين، وعبر المساعدة التي تم تقديمها من منظمة جيرج ان نييد الخيرية في إعادة اعمار الكنيسة وإعادة بناء دير الراهب عبد الاحد، تمكنت الراهبات من العودة لأداء خدماتهم وطقوسهم في الكنيسة.
وتستدرك الراهبة سمر بالقول "من خلال دعمكم المتواصل فاننا لم نحقق حلمنا فقط بل حلم جميع المسيحيين في المنطقة، ان دير الاب عبد الاحد وإعادة اعماره يمثل الان كرمز استقرار وأمل لأبناء الطائفة المسيحية. وان هذا الدير أيضا يوفر عودة روحية وأمان لجميع الراهبات اللائي خدمن الطائفة والكنيسة بدون كلل".
وتذكر المنظمة الخيرة بان المبنى الذي تم إعادة اعماره يشتمل على قبة وضريح وطابقين مع سبعة غرف وقاعة اجتماعات. وتشير الراهبة سارة الى ان الجوانب الإيجابية لهذا المشروع يتعدى جدران المبنى لما سيؤدي هذا الصرح بمواصلة تلبية احتياجات مسيحيي المنطقة التعليمية والتربوية، حيث كان القس يركز على التربية ويدعمها وبناء المدارس وتعليم الأطفال والشباب، وتضيف بقولها "سنقوم عبر هذا المشروع بمواصلة جهود ومبادرات التعليم في القرى الاخرى المحيطة بقرية آرادين".
وتمضي بالقول "هذه تمثل مبادرات تمكن المسيحيين من التشبث والبقاء في ارضهم وارض اجدادهم، وهو هدف سعت له منظمة جيرج ان نييد الخيرية عبر مشاريع أخرى أجرتها في منطقة الشرق الأوسط. لا يمكن التعبير عن شكرنا الكامل لهذه المنظمة الخيرية، لقد أعاد دعمكم ايقاد شمعة الامل بالنسبة لمسيحيي المنطقة". وكان مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل، بشار وردة، قد حذر في تصريحات سابقة له من مخاوف انخفاض اعداد المسيحيين في العراق الى خمسين ألف شخص، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة العمل على الحد من هجرة المسيحيين وتوفير كل مستلزمات العيش وفرص العمل. وتحدث المطران وردة عما عاناه المسيحيون على يد تنظيم داعش الإرهابي واندلاع معارك وحروب في البلد أجبرت خلالها عوائل مسيحية على ترك البلاد والهجرة، مشيرا الى ان اعداد المسيحيين قبل الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 كانت تقارب واحد مليون ونصف المليون شخص حيث تراجعت أعدادهم الان إلى اقل من مئتين وخمسين ألف شخص.
وكان فريق الأمم المتحدة للتحقيق بجرائم داعش في العراق، يونيتاد، قد اشار في آخر تقرير له عن الجرائم الدولية التي ارتكبها التنظيم بحق المسيحيين في العراق بان اعماله كانت ممنهجة بهدف تدمير وطمس هوية الطائفة المسيحية في البلد من خلال ممارسة اعمال القتل والتهجير وتدمير ومصادرة الممتلكات المسيحية وإلحاق الضرر بالجانب التراثي والممتلكات الثقافية للطائفة وإلحاق الضرر بها مع تدمير وتحطيم الكنائس ودور العبادة وتحويلها الى مقرات عسكرية وسجون.

  • عن منظمة جيرج ان نييد الخيرية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الفصائل العراقية تعود لقصف إسرائيل بعد توقف 48 ساعة.. وبغداد ملتزمة بالخط الدبلوماسي
سياسية

الفصائل العراقية تعود لقصف إسرائيل بعد توقف 48 ساعة.. وبغداد ملتزمة بالخط الدبلوماسي

بغداد/ تميم الحسنبعد هدنة قصيرة عادت الفصائل العراقية تستهدف إسرائيل بالصواريخ، فيما يستمر الموقف الرسمي العراقي بالدعوة إلى "التهدئة".وأعلن تحالف الفصائل الذي يطلق على نفسه "المقاومة الإسلامية في العراق" فجر أمس الأربعاء، أنه شن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram