ذي قار / حسين العامل
أعلنت محافظة ذي قار عن الحاجة إلى 60 بناية مدرسية جديدة سنوياً لتلبية الاحتياجات التعليمية المتزايدة، في ظل عجز يقدر بنحو 1500 بناية مدرسية. هذا الإعلان جاء بعد تأكيد مستشار رئيس الوزراء لشؤون متابعة المشاريع عن تشييد 100 بناية مدرسية جديدة في إطار مشاريع المدارس المتلكئة، والتي تشهدها المحافظة منذ عدة سنوات.
اكتظاظ الصفوف
في الوقت الذي يضم فيه أكثر من 800 ألف طالب وتلميذ، تكابد مدارس ذي قار من مشكلات متزايدة، أهمها الاكتظاظ في الصفوف الدراسية، والدوام الثنائي والثلاثي، إلى جانب تقادم الأبنية المدرسية وافتقارها لأبسط متطلبات العملية التربوية الناجحة.
رئيس نقابة المعلمين في ذي قار، حسن علي السعيدي، أوضح لـ(المدى) أن «المحافظة تعاني من عجز متراكم في الأبنية المدرسية، إذ تحتاج إلى أكثر من 924 بناية لفك الازدواج في الدوام، بالإضافة إلى 500 بناية أخرى لمواجهة مشكلة الاكتظاظ». وأضاف أن «بعض المدارس تضم ما يزيد عن 1000 تلميذ، حيث يتراوح عدد الطلاب في القاعة الدراسية بين 80 إلى 90 تلميذاً، وهو ما يتطلب تقسيم المدارس لتخفيف الاكتظاظ».
تحرك حكومي
السعيدي أشار إلى أن العجز في الأبنية المدرسية يعود إلى أكثر من 20 عاماً، حيث شهدت مشاريع تشييد المدارس تلكؤاً كبيراً. ورغم وجود مئات المدارس المتلكئة منذ 10 سنوات، إلا أن هناك تحركاً ميدانياً من قبل الحكومة العراقية لمعالجة هذه الأزمة.
وأوضح السعيدي أن «العام الماضي شهد تسلم المحافظة 24 بناية مدرسية جديدة، وهو ما يمثل نقلة نوعية مقارنة بالأعوام السابقة، رغم أن هذا الرقم لا يغطي سوى جزء بسيط من الحاجة الفعلية». وأضاف أن «المحافظة تحتاج إلى 60 بناية جديدة سنوياً لاستيعاب التدفق الكبير للطلاب، إذ تستقبل المدارس سنوياً أكثر من 60 ألف تلميذ جديد، في حين لا تتجاوز المخرجات 30 ألف طالب سنوياً».
هيئة مركزية لبناء المدارس
دعا السعيدي إلى استحداث هيئة مركزية عليا مختصة ببناء المدارس، تُخصص لها أموال سنوياً من الموازنة العامة، لحل مشكلة العجز في الأبنية المدرسية. وقال: «يجب أن تعمل هذه الهيئة ضمن خطة خمسية لبناء المدارس وصيانتها بشكل دوري».
وانتقد السعيدي تشتت الجهود في بناء المدارس بين جهات متعددة، مثل خطة تنمية الأقاليم، وصندوق الإعمار، ومشاريع وزارتي التربية والصناعة، والمشروع الصيني للمدارس. وأوضح أن «هذا التشتت يضعف القدرة على معالجة المشكلة»، داعياً إلى توحيد الجهود تحت إشراف هيئة فنية وهندسية متخصصة.
من جانبه، أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون متابعة المشاريع، ناصر تركي، أن المحافظة أنجزت أكثر من 100 مدرسة ضمن مشاريع المدارس المتلكئة، والتي بلغ عددها أكثر من 300 مدرسة. وأضاف أن شركة تركية ستتولى بناء 50 مدرسة أخرى، بالإضافة إلى 180 مدرسة تمت إحالتها إلى شركات أخرى عبر 7 عقود.
وأشار تركي إلى أن «المدارس المنجزة حالياً هي 106 مدرسة ضمن مشروع وزارتي الصناعة والتربية»، معرباً عن أمله في أن يكون هذا العام «عام الإنجازات» لجميع المدارس في ذي قار التي عانى فيها الطلاب من الأجواء القاسية في المدارس الكرفانية والطينية.
وفي سياق متصل، دعت نقابة المعلمين في ذي قار بالتزامن مع عيد المعلم في الأول من مارس 2024، الحكومة المحلية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاع التربوي ومعالجة التحديات المستعصية التي تواجهه، مشيرة إلى أن العجز في الأبنية المدرسية يقدر بأكثر من 1600 بناية.
يُذكر أن محافظة ذي قار كانت قد أعلنت مطلع عام 2022 عن خطوات إدارية تهدف إلى معالجة نقص الأبنية المدرسية، من خلال تسليم 106 مواقع لبناء مدارس إلى الشركات الصينية ضمن المشروع الوطني لبناء المدارس، بالإضافة إلى تخصيص 300 موقع آخر لبناء 300 مدرسة إضافية ضمن المشروع ذاته.