اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاماً يا عراق :شيفهم حجي أحمد آغا؟

سلاماً يا عراق :شيفهم حجي أحمد آغا؟

نشر في: 11 يناير, 2011: 09:19 م

هاشم العقابيالذين استكثروا الحرية على العراقيين، بفعل عاهة نفسية يبدو انها استقرت بدواخلهم من ايام الدكتاتور المقبور، حاولوا (الراد الله والماراد) كما يقول العراقيون، إظهار نداءات الحرية على انها مجرد مناداة لشرب الخمر. لأنزل لمستوى عقولهم المريضة وأقول لهم وليكن كذلك، مادامت الحرية  هي الحرية لا تتجزأ ولا تخضع لتصنيف حريات صغيرة وكبيرة او تافهة وعظيمة.
هذا الالحاح الساذج، من قبل هؤلاء، دفعني للبحث في رأي الفقهاء وعلماء الدين لأتأكد إن كانوا مختلفين او متفقين على تفسير النصوص القرآنية واحاديث السنة النبوية واحكام الشريعة الاسلامية التي تمس حرية العباد مثل قضية الخمر.ومن خلال البحث توقفت عند كتاب "الخمر والنبيذ في الاسلام" للشاعر اليمني علي المقري. انه كتاب يستحق القراءة لإتباع كاتبه أسلوباً موضوعياً بعيداً عن التحيز لأي طرف.لم يستوقفني الكتاب بما فيه من معلومات تاريخية مهمة وموثقة، حسب، انما الذي استوقفني أكثر هو روح الفقهاء وعقولهم المنفتحة لتقبل من يختلف معهم بالرأي. ما ان أنهيت الكتاب حتى ازددت يقينا انه لا يلوذ بالتهديد والوعيد إلاّ الجاهل المتخلف حين يواجه برأي يخالف رأيه. اما العالم فسبيله للرد على من خالفه هو الحوار ورد الحجة بالحجة والانحناء للرأي الصائب بكل أدب وتواضع.أورد الكاتب أسماء كثيرة لفقهاء حرّموا الخمرة تحريما قاطعا، وبالمقابل ذكر اسماء اجتهدت وصرحت بعدم تحريمها ومن ضمنها، كمثال، الصحابي عبد الله بن مسعود القائل: "شهدت تحريم الخمر كما شهدتم, ثم شهدت تحليله, فحفظت و نسيتم"". كذلك اختلفت مدارس فكرية وفقهية حول الامر ذاته فالاشاعرة حرّموا كل انواع الخمور، لكن المعتزلة حللوا شرب النبيذ كذلك فعل المتصوفة. أما أئمة المذاهب الاسلامية الخمسة فقد اتفق الأربعة: جعفر الصادق ومالك والشافعي وابن حنبل على تحريم الخمرة وسدوا الباب بوجه كل محاولة للاجتهاد في تحليلها، إلاّ الامام أبا حنيفة فهو الوحيد الذي ادى به اجتهاده الى تحليل بعض انواع الانبذة (جمع نبيذ). كذلك ينفرد ابو حنيفة بإفتائه جواز المتاجرة بالنبيذ  من قبل المسلمين ويعتبره " من الاموال المضمونة (المصونة) لهم حيث يحق لهم طلب التعويض ممن يتلفه".لم أقصد من وراء ما استعرضته ان أروّج لمذهب او فقيه، فهذا ليس من شأني ولا من اختصاصي أيضا. انما قصدت ان اعطي صورة لوجه حضاري للاختلاف بين علماء الدين اذ لم أجد بينهم من اتهم الآخر بقلة الادب او انتهاك الاعراض ونشر الرذيلة، رغم ان هذا الآخر عارضهم في تفسير نصوص قرآنية  وأحاديث نبوية وأحكام تخص الشريعة. هذه نقطة مضيئة في صفحات الفكر الاسلامي تستحق التقدير.فان كان أئمة المسلمين قد اختلفوا في امر الخمرة والنبيذ، وغيرها من الاحكام، ولم يشتم او يكفر بعضهم بعضاً، فما الضير في ان نختلف حولها اليوم؟ ثم أسأل:  من أين جاء هؤلاء أعداء وقتلة الحريات باسلوب التشهير والسب والشتم الذي وصل حد الطعن بأعراض عراقيين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم مارسوا حقهم الذي كفله الدستور بالتظاهر دفاعاً عن حرياتهم؟جاء في الدستور العراقي في الباب الثاني (الحقوق والحريات) المادة  37 ثانيا: "تكفل الدولة حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني".وفي المادة 38  ثالثا: "حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون". هذا هو التاريخ وهذا هو الدستور اللذان نحترمهما ونفهمهما، لكن ((منين تجيب اليقره ويفهم؟))قال الحاج زاير:چم دوب أدافع عواذل يا خلك بالهوش حتى دعوني شبيه السارحه بالهوش لا چان هذا ابضميري لا ولا بالهوش من حيث إذاني دعوهن من حچيهم طرش لا خط لفاني ولا جدمي عليهم طرش يا حيف نكضي العمر ما بين وادم طرش لو تلزم اذنه لزم لو ما يكف بالهوش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram