TOP

جريدة المدى > سياسية > واشنطن بوست: ضرورة إبقاء واشنطن علاقة أمنية مع بغداد بعد انسحاب قواتها

واشنطن بوست: ضرورة إبقاء واشنطن علاقة أمنية مع بغداد بعد انسحاب قواتها

استمرار تنسيقها مع حلفاء إقليميين لمنع ظهور داعش

نشر في: 19 سبتمبر, 2024: 12:12 ص

 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية موضوع الاتفاق بين الولايات والمتحدة والعراق على سحب قوات التحالف من البلد في غضون السنتين المقبلتين، مشيرة الى ان أي انسحاب متسرع غير مدروس قد يمكن من عودة تهديدات داعش مما يتطلب ذلك إبقاء واشنطن على نوع من التنسيق الأمني مع بغداد وكردستان وكذلك مع شركاء اقليميين لمعالجة أي ظهور محتمل لداعش.
ويشير التقرير الذي أعده زميلا معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، تشارلز لستر، والجنرال السابق في قيادة العمليات الخاصة والقيادة المركزية الأميركية، جوزيف فوتيل، الى انه بعد أكثر من ستة أشهر من المباحثات، تتطلع الولايات المتحدة والعراق للإعلان عن اتفاقية مهمة يشترط فيها ان تنسحب قوات التحالف الدولي ضد داعش بالكامل من البلاد عبر السنتين القادمتين.
وكانت أطراف سياسية في بغداد حليفة لإيران قد طالبت منذ فترة طويلة انسحاب القوات الأميركية من العراق وبشكل خاص منذ نشوء التوترات الإقليمية الناجمة عن الحرب في غزة التي اندلعت في 7 تشرين الأول، وكانت فصائل مسلحة مدعومة من إيران قد شنت 222 هجوما على قوات أميركية في العراق وخارجه للتعجيل بهذه القضية.
ويذكر التقرير ان القوة الأميركية المتواجدة حاليا في العراق والبالغ عددها 2,500 عنصر مستمرة بدعم واسناد الحملة القائمة ضد تنظيم داعش. وبتاريخ 29 آب شنت القوات الأميركية والعراقية أكبر هجوم مشترك لهم منذ سنوات شارك فيه أكثر من 200 عنصر كوماندوز ضد شبكة مخابئ لمسلحي داعش في الانبار قتل فيها عدد كبير من قادة التنظيم. ومنذ ان فقد تنظيم داعش آخر معقل له في المنطقة داخل سوريا عام 2019 فان خلايا له ما تزال قائمة. وكان تنظيم داعش قد استغل قبل ذلك الوضع الفوضوي في سوريا وخطط لما اسماه، التراجع الى الصحراء، ومنذ ذلك الحين بدء ببطء بإعادة تجميع صفوفه في بادية سوريا وهي صحراء واسعة تتميز بغياب أمنى.
وبدت مؤشرات عودة ظهور داعش في صحراء سوريا الوسطى واضحة منذ العام الماضي، وبدء زحفه هذا العام ينتشر الى شمال شرقي سوريا حيث تتواجد هناك القوات الأميركية. ولحد الان هذا العام نفذ التنظيم اكثر من 500 هجوم عبر الأراضي السورية وهو ما يزيد على ثلاثة أضعاف هجماته خلال العام 2023.
ويشير تقرير الواشنطن بوست الى ان عودة ظهور تهديدات داعش في سوريا انما يحصل ضمن أجواء حرب أهلية مستمرة وأزمة إنسانية متفاقمة لا مؤشر لنهايتها. وما يزال هناك قرابة 10,000 مسلح من تنظيم داعش محتجزين في عدة سجون مؤقتة قسم منها معرضة للهجوم والاقتحام على نحو كبير. وكان قد فر قبل أسبوعين عدة مسلحين أجانب من هذه السجون. ويضم معتقل معسكر الهول ومعسكر روج خمسين ألف نزيل من نساء وأطفال غالبيتهم من عوائل مسلحي داعش ونزلاء سابقين من مسلحي التنظيم، حيث الأوضاع في المعتقلين مزرية مع استمرار المتطرفين بالعمل سرا.
حاليا يركز التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه وعودة نشاطه في سوريا. وفي البلد المجاور العراق فان هناك خلايا نفذت ما يقارب من 40 هجوم خلال العام 2024 وما تزال بقاياه موجودة داخل الارض العراقية، وبقدر ما يتعلق الامر بداعش فليس هناك من شك من ان جزء من خطة التنظيم هو توسيع وجوده في سوريا ليدخل العراق.
ويشير التقرير الى ان اعلان الانسحاب الأميركي من العراق في غضون سنتين سيكون حافز للتنظيم الإرهابي بان يسعى لاستغلال الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب، وإذا ما تم الانسحاب فانه يتوجب على الولايات المتحدة وحلفائها ان يهيئوا الظروف لإتمام ذلك على نحو ناجح، بحيث ان يضمن الحفاظ على مصالح التحالف وبقاء نفوذه وان لا يسبب ذلك بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
ومن بين اهم الأولويات هو الإبقاء على علاقة مع القوات الأمنية العراقية التي تولت التصدي لتحديات تحرير بلدها وتوجيه صفعة مدوية لتنظيم داعش. ومن المحتمل ان تكون هذه العلاقة وفق صيغة تنسيق أمنى ضمن البعثة الدبلوماسية التي ستكون بمثابة منصة للاستمرار بتقديم دعم مؤسساتي للقوات العراقية بدون الانخراط بعمليات قتالية.
والاولوية الثانية هو في كيفية صياغة خطة للاحتفاظ بقوة في إقليم كردستان، بعد الاتفاق على الانسحاب من أربيل في موعد أقصاه كانون الأول 2026، ليتسنى من هناك الاستمرار باسناد جهود مقاومة داعش في شمال شرقي سوريا. وقد يتطلب هذا الامر مزيد من التفاوض مع الحكومة العراقية، وبينما سيتم تأطير الاتفاقية بوصفها اللوجستي أكثر من جانبها العملياتي، فانه من المستحسن ادراج وجود قوة صغيرة من وحدة العمليات الخاصة هناك مخصصة لتولي مهمات مكافحة الإرهاب عند الحاجة.
وأخيرا يتوجب على الولايات المتحدة وحلفائها الاستمرار بتنسيقها وعملها مع شركاء إقليميين، مثل الأردن، لضمان وجود قوات جاهزة تستطيع معالجة أي ظهور محتمل لتنظيم داعش.
• عن واشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الفصائل العراقية تعود لقصف إسرائيل بعد توقف 48 ساعة.. وبغداد ملتزمة بالخط الدبلوماسي
سياسية

الفصائل العراقية تعود لقصف إسرائيل بعد توقف 48 ساعة.. وبغداد ملتزمة بالخط الدبلوماسي

بغداد/ تميم الحسنبعد هدنة قصيرة عادت الفصائل العراقية تستهدف إسرائيل بالصواريخ، فيما يستمر الموقف الرسمي العراقي بالدعوة إلى "التهدئة".وأعلن تحالف الفصائل الذي يطلق على نفسه "المقاومة الإسلامية في العراق" فجر أمس الأربعاء، أنه شن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram