بغداد/ دريد ثامر كثيرة هي الاساليب والحيل المبتكرة لاستغلال الناس ومحاولة ابتزازهم بشتى الطرق، ولعل الهاتف النقال احدى تلك الوسائل، فقد لاحظ المواطنون منذ فترة ليست بالقصيرة ان هناك رسائل عدة تصل الى المشتركين وكلها تتحدث عن مسابقات او جوائز ثمينة يربحها المشترك بقيمة مادية كبيرة.. وما على المشترك إلاّ الاتصال ودفع مبلغ كذا.. للحصول على الجائزة،
مع ان تلك الرسائل كانت وهمية، وتسهم في الضحك على الناس واستغلال عدم معرفتهم بتلك الاساليب التي تحاول ان تحصل على مبالغ خيالية من جميع المواطنين بحجة الربح والحصول على جوائز لم يعرف المواطن شيئاً عنها ولا من اية جهة كانت، او لماذا اتصلوا به وكيف ربح؟ ولماذا اختير هو بالذات؟ مع ان خدمات هذه الشركات ما زالت متردية وأسعارها مرتفعة وأجورها عالية ولا تستحق تلك المكالمات، اضافة الى تلك الاختفاءات الحاصلة في الشبكات لمدد طويلة، حتى يحار المواطن في امرها، لتأتيه الشبكة بعدد من الفخاخ كي يقع فيها من خلال الاعلان عن مسابقات أو إقامة خدمات بسيطة لا ترقى الى مستويات الخدمة الفعلية، لتتقاضى عنها مبالغ كبيرة جداً على مثل تلك الخدمات البسيطة، مثل تزويد المشترك بنكتة مقابل قطع مبلغ كبير منه، أو إرسال نغمة أو أو... الى اخر هذه الأمور، وكلها تصب في مصب واحد الاستفادة على حساب الناس، وقد تكررت مطالبات المواطنين من الجهات ذات العلاقة بعدم السماح بهذا الاستغلال من خلال إطلاق هذه المسابقات الوهمية والخدمات البسيطة التي لا تصل الى أي مستوى تعطيها الحق في قطع تلك المبالغ، فالمواطن الذي يروم الاشتراك في خدمات يبغي من خلالها ان تكون ذات فائدة علمية او ثقافية، وعلى هذا الاساس يمكن ابتكار الكثير من الخدمات المفيدة بما تثريه من معلومات يعرفها المشترك، وليس مجرد تقديم معلومة بسيطة يمكن لأي كان معرفتها، كقراءة الأبراج أو الطالع ومعرفة المستقبل ، وما دام المواطن يدفع الاموال لقاء مثل هذه الخدمات فلابد ان يحظى بخدمات جيدة بعيداً عن استغلال بعض امواله، وعلى العموم فإن الشركات من حقها ان تبحث عن الربح، لكن بالمقابل يجب ان تقدم خدماتها للمواطنين، ويجب ألاّ يشعروا أنهم مخدوعون جراء عدم الايفاء بالتزامات الشركات تجاه الخدمات التي تقدمها، وعلى المواطنين ان يكونوا ملمّين بمثل هذا الاساليب وان يعرفوا كيف يميزون بين الحقيقة والخداع، وان يعرفوا كيف يختارون تلك البرامج والخدمات للاشتراك بها من دون استنزاف امواله في امور لا يجني منها إلاّ الوهم والخديعة .
وخــزة ..النقّال والمسابقات الوهمية
نشر في: 12 يناير, 2011: 05:28 م