بغداد/ وكالاتاضطرت شرائح مجتمعية عديدة خلال الفترة القليلة الماضية للجوء إلى مناطق في إقليم كردستان بعد الاستهدافات الإجرامية التي شهدتها العاصمة بغداد مؤخرا،ً لاسيما شريحة المسيحيين، بعد مجزرة (كنيسة سيدة النجاة) على الرغم من التطمينات التي أعلنت عنها الحكومة ورجال الدين من كل الطوائف والمذاهب لحماية هذا الطيف من العراقيين.
وحذر عدد من المختصين بتجارة العقارات من عملية استغلال بعض المتاجرين بعقارات المسيحيين ومن يرغبون بالهجرة إلى خارج العراق بشراء عقاراتهم بأسعار زهيدة، وأشاروا في أحاديث (للوكالة الإخبارية للأنباء) إلى ارتفاع أسعار العقارات ببغداد نتيجة سيطرة بعض الجشعين المتحكمين بالسوق. وقال مدير السوق العراق العقارية محسن جبار إن حوادث التهجير التي تعرض لها المسيحيون بعد استهدافهم من قبل المجموعات المسلحة وقتل العشرات منهم أدى إلى زيادة عروض بيع منازلهم وبالتالي إلى تدني قيمتها.وأضاف جبار : أن "المتاجرين بالعقار يقومون بعمليات مشبوهة، من خلال استغلال المسيحيين ومن يرغب بالهجرة وشراء عقاراتهم بأسعار زهيدة، ومن ثم بيعها بأسعار مرتفعة". من جهة أخرى قال الخبير الاقتصادي مناف الصائغ: إن السوق العراقية هي سوق تعمل على استغلال الفرص وان الثقافة العامة في الأسواق العراقية غير متوفرة، وبين أن بيع العقارات بالنسبة للمسيحيين الذين هاجروا بسبب الوضع الأمني والظروف التي مروا بها أدت إلى بيعها بالأسعار التي يحددها المتاجرون بالعقارات."من جهته قال الخبير الاقتصادي ماجد الصوري : إن"هجرة المسيحيين في العراق دفع الكثير منهم إلى بيع عقاراتهم، وكل هذا أدى إلى تذبذب الأسعار حسب الطلب الموجود ومادام أن الطلب كبير جدا لذلك أن الأسعار من الناحية النظرية لا تؤثر لكن هناك الكثيرين من يستغلون هذه الفرص ويفرضون السعر الذي يرونه ويريدونه على المسيحيين أو أي شخص يريد أن يهاجر. وأضاف الصوري: ما يجبر المسيحيين ومن يرغب بالسفر إلى التعامل بمبدأ (البيع السريع) لذلك أن هذه المسألة هي اجتماعية، وفي كل الأحوال الغرض منها أن الكثير من المستفيدين هم العاملون في سوق العقارات والذين يتداولون بيع العقارات.وتابع الصوري : أن أسعار العقارات في العراق أغلى من بقية الدول وخاصة أوروبا وبالمقارنة النسبية مع الدخل إلى ما هو موجود في أوروبا أو في الدول الصناعية ونسبة الدخل الموجود في العراق. إلى ذلك قال متعاملون بالسوق العقارية إن رخص بيوت المسيحيين الذي هجروا او هاجروا يعود إلى الظرف الذي به تدور في فلكه قضيتهم. من جانبه قال النائب يونادم كنا: إن ضعف العمل الاستخباري، يساعد بعض الأطراف على الهجمات التي تقوم بها مجموعات الجريمة المنظمة لأغراض إفراغ البلاد من المكون المسيحي فضلاً عن المجموعات المتطرفة المتشددة، والتي تخدم بالتالي المنتفعين من بيع العقارات العائدة للمسيحيين، وبين ضعف الإمكانات المقدمة من قبل سلطات إقليم كردستان، ومنظمات المجتمع المدني، في ظل دعوات دولية غير واعية لما يجري حقيقة على ارض الواقع، تبقى الحاجة إلى المحافظة على حقوق المهاجر والصابر من مسؤولية كل الأطراف.
خبراء يحذرون من تلاعب متاجرين بعقارات المسيحيين

نشر في: 12 يناير, 2011: 06:18 م