طاهر علوانالتابو التقليدي الذي يتعايش معه الناس في العالم العربي ينقسم الى ثلاث هي السياسة والدين والجنس ، ويختار الفيلم احد هذه التابوهات الثلاثة وهو الأخير : الجنس وذلك من خلال مفهوم (شرف البنت) في المجتمع المصري خاصة .
يبدأ الفيلم بقيام فتاة بالبحث في الأنترنيت عن موضوع الشرف وشرف البنت وجرائم الشرف ثم لننتقل مباشرة مما هو مكتوب وموثق وماتحفل به مواقع الأنترنيت من قصص ، نذهب مباشرة الى حياة الناس اليومية عندما يطرح الفيلم سؤالا على سيدات مصريات عن رأيهن في موضوع الشرف ، بالنسبة لهن ومايجب ان تكون عليه البنت وماذا لو فقدت البنت عذريتها تحت اي ظرف من الظروف وتجمع اولئك السيدات اللائي تم استطلاع ارائهن بأن يحق قتل البنت والتخلص من عارها ، واننا تربينا على هذه الأخلاق وان البنت تحمل اسم العائلة وسمعتها ويجب المحافظة عليها ...ثم ننتقل الى شريحة من الشباب لأستطلاع آرائهم وهم الذين يطرح عليهم سؤال مفاده : ماذا لو احببت فتاة ثم اكتشفت انها ليست عذراء ،ويكون الرد (ماينفعش)، اي انه سيتخلى عن الفتاة وعندما تسأله المحاورة عن مفهوم الشرف لدى الرجل فيرد ساخرا (مفيش شرف) ثم نتقل الى باحثة اجتماعية تفسر الظاهرة بأنها خليط من العادات والتقاليد البالية التي جعلت المجتمع الذكوري متسيدا انطلاقا من مبدأ الملكية عندما تم تقسم العمل بين الرجل والمرأة وبقيت المرأة اسيرة البيت وصارت جزءا من ملكية الرجل ثم جرى مزج الفتوى الدينية وما هو ديني وماهو آت من القيم الفولكلورية والشعبية والعادات والتقاليد ،وتتوسع الباحثة في شرح جذور ظاهرة الأغتصاب التي تذهب ضحيتها المرأة فهي تمضي حياتها وهي تفتقد الحب والمشاعر الدافئة بسبب سطوة الأب والأخوة عليها واهانتها واحتقارها وضربها وسلب ارادتها وان يستعرض الولد او الشاب قوة شخصيته من خلال اهانة اخته وضربها والتسلط عليها مما يجعلها تميل الى الكلام الجميل والمشاعر الدافئة التي يعبر عنها شاب ما تصادفه في مكان العمل او الدراسة مما يوفر لها ماتفتقده من تلك المشاعر الأمر الذي يتطور انها تمنح ثقتها لذلك الشاب الذي يستغل تلك الثقة فيمارس الجنس مع الفتاة وغالبا في غير رضاها ويتركها في مهب الريح .يقدم الفيلم حالة لفتاة تطلب ان لايظهر وجهها على الشاشة وهي تروي قصتها وكيف مرت بمثل هذه التجربة ومنحت نفسها لشاب مارست معه الجنس ثم تخلى عنها وانها تلقت نصيحة احدى قريباتها ان تذهب لعمل ترقيع لغشاء البكارة للتخلص من التبعات والعار الذي قد يلحق بالأسرة.وتستطلع آراء رجال آخرين يجمعون على وجوب قتل الفتاة اذا فقدت عذريتها قبل الزواج دون ادنى شك او ادنى تردد لأنها تجلب العار مدى الحياة للعائلة .وتشرح طبيبة مختصة بالطب الشرعي الفروق بين اغشية البكارة حيث احدها لايتيح لدم الدورة الشهرية ان ينفذ الى الخارج مما يجعله يتجمع في داخل الرحم فتنتفخ بطن الفتاة وهو ماحصل لفتاة شك اهلها بكونها حاملاً سفاحا لأن بطنها تكبر ولا دورة شهرية عندها فيأتي بها ابوها الى الطب الشرعي وتشرح له الطبيبة ان هذه حالة خاصة واستثناية والحل هو عمل شق في غشاء البكارة لجعل الدم يخرج بصورة طبيعية ، فيسأل الأب: وهل سيعاد الغشاء الى مكانه بعد العملية فيكون جواب الطبيبة ان لايمكن اعادته لأنه سيكون منفذا لخروج الدم ..وعندها يقرر ان لايجري العملية لكي لاتفقد ابنته ذات الستة عشر عاما بكارتها وتقع فضيحة لدى زواجها فتخبره الطبيبة ان عدم اجراء العملية يعني ان الدم سيتجمع اكثر في بطن الفتاة ويتسبب لها في تسمم يؤدي الى الموت ، فيرد الأب فلتمت خير من الفضيحة التي ستلطخ سمعة العائلة وبالفعل تموت الفتاة بعد ذلك ..موضوعات صادمة ومريرة يتوسع الفيلم في عرضها ومنها شرح قانون الأحوال الشخصية الذي ينص على التخفيف في حكم من يقتل زوجته المتلبسة في وضع الزنا ويحاكمها ان كانت ماتزال حية بينما يعفي الرجل او يحكم عليه حكما مخففا..وتستمر القصة فصولا تترى عن ظواهر وحكايات ومواقف كثيرة ترويها سيدات ، امهات عاديات وربات بيوت وباحثات اجتماعيات ومدافعات عن حقوق المرأة وشباب جامعيون وجامعيات وكلها تلتقي في تفسير مسألة الشرف والعفة والبكارة وجرائم الشرف .يزخر الفيلم بكم كبير من المقابلات والتفاصيل المأساوية التي بالنسبة للمشاهد الغربي صادمة ومؤلمة وخاصة قصة الأب الذي فضل ان تموت ابنته امام ناظريه على ان يسمح بأجراء عملية جراحية لها تجعلها تعيش حياة طبيعية .ويتحدث الدكتور خالد منتصر المعروف بتصديه لهذا الموضوع وخاصة من الناحية الطبية والبيولوجية ويتحدث بشكل خاص عن موضوع ختان الأناث والقهر الجنسي الذي يترتب عليه .ومادامت مسألة جرائم الشرف وموضوع العفة وغشاء البكارة قد تحولت الى ظاهرة من ظواهر الحياة الأجتماعية العربية بشكل عام فقد كان حريا بالفيلم مزيد من التعمق في التوثيق وجمع الأحصائيات والبيانات المسجلة لحالات جرائم الشرف ، لأن ثمة فرقاً بين الحديث التقليدي المعتاد عن موضوع العفة والحفاظ على البكارة وبين تحول المسألة الى جانب جنائي وقانوني يمس المجتمع بأسره من خلال مايعرف بجرائم الشرف ، لايمكن في رأيي ج
"ملف خاص".. الجسد والجنس وتابو المحرمات على الشاشة المصرية
نشر في: 12 يناير, 2011: 06:25 م