تونس/ متابعة إخبارية تواصلت امس الاحتجاجات العنيفة في تونس وسط حالة ارتباك حكومية واضحة في كيفية التعامل مع الاحتجاجات في وقت تزايد فيه قلق المجتمع الدولي من الاستخدام المفرط للقوة من قبل سلطات الامن التونسية
والذي ادى خلال اربعة اسابيع من الاضطرابات الى مقتل واصابة العشرات من الاشخاص. وفي اخر تطورات الوضع الامني المتدهور في تونس انتشرت وحدات من الجيش أمس الاربعاء في تونس العاصمة حيث تصاعد التوتر بعد اندلاع مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين خلال الليل في احياء شعبية بالضاحية الغربية، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.وظهرت تعزيزات عسكرية من جنود بالسلاح وشاحنات وسيارات جيب ومصفحات في العاصمة التونسية للمرة الاولى منذ اندلاع المواجهات التي تشهدها تونس منذ اربعة اسابيع، ويأتي ذلك في وقت اشارت فيه مصادر من المعارضة الى اقالة احد قادة هيئة اركان سلاح البر الجنرال رشيد عمار الذي رفض اعطاء الامر الى الجنود بقمع الاضطرابات التي انتشرت في البلاد معبرا عن تحفظه ازاء استخدام القوة بشكل مفرط بحسب المصادر نفسها، مؤكدة ان عماراً استبدل بقائد الاستخبارات العسكرية الجنرال احمد شبير بحسب هذه المعلومات التي لم يتم التأكد منها من مصادر رسمية.واعلنت السلطات التونسية امس الاول مقتل اربعة "مهاجمين" بالرصاص واصابة 8 شرطيين بجروح في صدامات وقعت في مدينة القصرين التي تقع على بعد 290 كلم جنوبي العاصمة التونسية.وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان وردت نسخة منه الى وكالة فرانس برس امس الاربعاء"شهدت مدينة القصرين صباح الاثنين الماضي اعمال شغب وحرق ومداهمات من قبل مجموعات استهدفت مركز الشرطة بحي النور وحي الزهور مسلحين بالعصي والزجاجات الحارقة وقضبان من الحديد".واضاف البيان"تصدى اعوان الامن للمهاجمين لمنعهم من اقتحام المركزين اللذين تمت محاصرتهما من قبلهم وتم تحذيرهم اكثر من مرة باطلاق النار في الهواء الا ان هؤلاء (المهاجمين) كثفوا من قذف القوارير الحارقة والقاء عجلات مطاطية ملتهبة والدخول عنوة للمركزين والالتحام بالاعوان الذين اجبروا على اطلاق النار في اطار الدفاع الشرعي عن النفس"، مشيرا الى ان الحادث ادى الى"اصابات في صفوف المهاجمين تمثلت في 4 وفيات فيما تعرض ما لا يقل عن 8 اعوان لحروق وجروح متفاوتة الخطورة".وبذلك ترتفع الحصيلة الرسمية للقتلى بالرصاص في المواجهات منذ السبت الماضي في مدن الوسط الغربي التونسي الى 18 قتيلا، وكان مسؤول نقابي محلي نقل عن مصادر طبية ان عدد القتلى في القصرين وصل الى 50 قتيلا.وتمركزت التعزيزات العسكرية عند مفارق الطرق في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن حيث كانت الاضرار التي خلفتها اعمال العنف خلال الليل ظاهرة وشوهدت مصفحة وجنود مسلحون عند مدخل هذه الضاحية الكبيرة حيث لم يرفع بعد حطام السيارات وحافلة ركاب محترقة بالقرب من مقر المعتمدية الذي تعرض لهجوم امس الاول، فيما غطى حطام الزجاج واطارات السيارات المحترقة طريق بيزرت التي تمر في الاحياء الشعبية التضامن والانطلاقة والمنيهلة في غرب العاصمة، كما شوهدت بقايا اطارات محترقة في حي الزهور حيث الوضع كان هادئا والمحال التجارية تفتح ابوابها بعد تظاهرات جرت امس.وفضلا عن تعزيزات الشرطة الكبيرة ووحدات التدخل الخاصة تواجدت ايضا آليتان للجيش وجنود بالسلاح يتولون حراسة الساحة التي تربط بين جادتي فرنسا والحبيب بورقيبة قبالة السفارة الفرنسية وكاتدرائية تونس الكبيرة والتي شهدت امس الاول تظاهرات قمعتها الشرطة، كذلك شوهدت تعزيزات عسكرية حول مقر الاذاعة والتلفزيون في حي لافاييت، اما حركة السير فكانت شبه طبيعية، ولوحظت زحامات نادرة بالضاحية بسبب الامطار.وكانت محطات الاذاعة الوطنية والخاصة تبث برامجها كالمعتاد، فيما تستعيد الاذاعة الحكومية بشكل واسع التدابير التي اتخذها الرئيس زين العابدين بن علي لنزع فتيل الازمة التي تسببت بها تظاهرات احتجاج على البطالة في الوسط الغربي ما لبثت ان امتدت الى معظم مناطق البلاد.وعلى صعيد ذي صلة دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الحكومة التونسية الى العمل من اجل"حل سلمي"لوقف الاضطرابات الاجتماعية التي تشهدها البلاد وذلك في مقابلة مع قناة العربية.وقالت كلينتون في المقابلة التي بثت مساء الاول الثلاثاء"نحن قلقون بالإجمال من عدم الاستقرار في تونس، يبدو أن الاحتجاجات خليط ما بين الاقتصادي والسياسي وللأسف فإن رد الفعل الحكومي أدى لمقتل البعض، ونأمل في حل سلمي"مشددة على أن"واشنطن ليست طرفا في المواجهات الجارية حاليا بين محتجين والسلطات التونسية"مؤكدة ان الولايات المتحدة"ستقوم بالاتصال مع السلطات التونسية عندما تهدأ الأوضاع"، وحثت كلينتون الحكومة التونسية على"التركيز لإيجاد الوظائف للعاطلين"عن العمل.وقد اوقعت الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها تونس منذ حوالي شهر بين 21 قتيلا بحسب السلطات واكثر من 50 قتيلا بحسب نقابي.وكانت الولايات المتحدة اعربت امس الاول الثلاثاء عن قلقها از
الجيش التونسي يدخل في خط المواجهة مع المحتجين والـوضع الامني يزداد توترا

نشر في: 12 يناير, 2011: 07:16 م