بسام عبد الرزاق
اقام بيت المدى في شارع المتنبي، بالتعاون مع معهد "غوته" الألماني، الجمعة الماضية، جلسة حوارية مع الفنان التشكيلي الشاب يوسف العقابي للحديث عن تجربته الفنية، ادارها عضو المعهد حسام مزاحم، من خلال طرح مجموعة أسئلة اشترك فيها الجمهور أيضا.
وتعليقا على الأسئلة رد الفنان العقابي، انه "تعلق بالخطوط والرسم منذ مرحلة الدراسة الابتدائية، إضافة للدعم الذي حصل عليه من قبل والده الذي مارس الفن المسرحي واستمر بدعمه وأصر على ان دراسته في معهد الفنون الجميلة، بعد ان اكتشف ولعه بالتخطيط والرسم".
وأضاف، انه "بعد المرحلة المتوسطة دخلت معهد الفنون الجميلة عام 2007 وفي الاختبار واثناء التخطيط أشاد الأساتذة بتجربتي وشعرت بنوع من التميز وقتها"، مبينا انه "لم اكتف بالدرس التقليدي في المعهد، واسست مشغل خاص في البيت وبدأت اعمل بشكل يومي واوفر المواد للعمل، وفي هذه الفترة أكملت دراستي في المعهد وتخرجت من الأوائل على دفعتي، ومن ثم التحقت بالدراسة في اكاديمية الفنون الجميلة، وفي الاكاديمية بدأت أدرك واتعامل بوعي أكبر مع النحت على الطين".
وأوضح ان "العمل في التجسيم يختلف جدا مع الرسم، وفيه لذة خاصة، وحين اتحكم بالطين ليس من زاوية واحدة بل مجموعة إضافة الى استخدام التقنيات وصولا الى صناعة البرونز الذي يحافظ على العمل لسنوات طويلة".
وتابع، ان "التجارب الحادة للفنان وبداياته التي تتسم بفقر الأدوات، حفزتني فيما بعد للعمل، وهذا التفاوت الذي حدث اشعرني بقيمة الطين الذي استخدمه، واستطعت ان اعمل بشكل طبيعي لاحقا"، لافتا الى ان "الأدوات أصبحت فيما بعد امر ثانوي مقابل التناغم بين ما أفكر فيه وانتجه باي أدوات متوفرة".
وأشار الى انه "بعد التخرج من اكاديمية الفنون بدأت ارتاد المعارض الفنية والغاليريهات والتعرف والتحاور في الموضوعات الفنية والنحتية وفي اغلب الأحيان نلتقي بأساتذتنا وهي مرحلة استكمال للأكاديمية واستمرار بالتعلم، كون الحوار مع الفن والحديث عن التجارب امر مهم".
وأكمل، انه "انتقلت فيما بعد الى توسيع الورشة وبدأت انشر اعمالي على السوشيال واشترك في المعارض، لكن تفاعل الجمهور في مسألة اقتناء الاعمال النحتية يبقى قليلا مقارنة باللوحات الفنية، وهذا الموضوع قد يدخل في ثقافة عرض هذه الاعمال في البيوت والدوائر الرسمية".
وبين ان "هناك اقبال على الاعمال الفنية من خلال الطلب، حيث يقوم اشخاص بطلب عمل معين واقوم بانجازه مقابل مبالغ مالية بسيطة، واستطعت من خلالها شراء أدوات جديدة للورشة".
ولفت الى ان "بعض الأحيان أقدم اعمالا مباشرة امام الجمهور، وهو موضوع يكشف عن طبيعة العمل وصعوبته ويعطي فكرة لتقييم الاعمال التي يقدمها الفنان التشكيلي، ويبدأ الجمهور الدخول في تفاصيل العمل". ونوه الى انه "قبل سنة باشرت بعمل نحتي لشخصية معينة على ارتفاع أربعة أمتار لغرض نصبها في العاصمة بغداد، وبدأت بصناعة الهيكل وإظهار حركة الشخصية، ووصلت مرحلة ارساله الى وزارة الثقافة لصناعته من البرونز كون تكاليفه باهظة، لكن المكان المقرر لم يمنح لنا بسبب روتين المعاملات، وهذا يظهر ان هناك صعوبات تواجه الفنان، والى اليوم لم نحصل على الموافقات".
وأشار الى ان "المسؤول الحكومي من المفترض ان يدرك قيمة النصب والاعمال الفنية، لكن هناك تساؤلات تطرح بشأن رفع بعض جزئيات هذه النصب ويصار الى رفعها من الساحات العامة ولا نعرف اين تذهب، وإذا كانت هذه الاعمال تؤثر سياسيا بالإمكان الاستعانة بالشباب الفنانين لتشييد نصب واعمال توضع في الساحات والأماكن العامة".