خاص/المدى
تشير أحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة التخطيط في العراق إلى أرقام مذهلة تسلط الضوء على التحديات البيئية المتزايدة في البلاد. فقد بلغت كمية النفايات المرفوعة سنوياً حوالي 11 مليون طن، مما يعكس حجم التلوث والنفايات التي تشكل تهديداً كبيراً للبيئة.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت الإحصائيات بأن معدل المخلفات المتولدة من كل فرد عراقي يصل إلى 1.5 كغم يومياً، وهو ما يضع ضغوطاً متزايدة على نظم إدارة النفايات ويستدعي تدابير عاجلة للحد من هذا التدهور البيئي.
ويقول المختص في الشأن البيئي، محمد الخاطر، خلال حديث لـ (المدى)، إن «كمية النفايات المرفوعة سنوياً والتي تبلغ 11 مليون طن تمثل جزءاً كبيراً من المشكلة البيئية التي يعاني منها العراق»، مشيراً إلى أن «هذا الرقم يعكس تزايد النفايات بسبب عدة عوامل مثل التوسع السكاني، والتحضر السريع، ونقص الوعي البيئي لدى الأفراد».
وأضاف أن «معدل المخلفات المتولدة من كل فرد والذي يبلغ 1.5 كغم يومياً يعد من المعدلات العالية مقارنة ببعض الدول الأخرى، مما يعني أن الأفراد في العراق يساهمون بشكل كبير في زيادة حجم النفايات»، لافتاً إلى «عدم وجود أنظمة فعالة لإدارة النفايات، وضعف البنية التحتية المخصصة لمعالجة النفايات وإعادة تدويرها».
وأكد الخاطر أن «هذه الأرقام تدق ناقوس الخطر، حيث إن النفايات المتراكمة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل بيئية وصحية خطيرة. تراكم النفايات يؤثر سلباً على التربة والمياه والهواء، مما يؤدي إلى تلوث البيئة وزيادة انتشار الأمراض».
وتابع المختص في الشأن البيئي أن «هناك حاجة ماسة لتبني استراتيجيات جديدة لإدارة النفايات في العراق، تشمل تعزيز الوعي البيئي بين المواطنين، وتحسين البنية التحتية لمعالجة النفايات، وتفعيل برامج إعادة التدوير». كما دعا الحكومة والجهات المعنية إلى «اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه التحديات البيئية وضمان بيئة أكثر صحة للأجيال القادمة».
تغطي النفايات مساحات كبيرة في مختلف المحافظات العراقية، مما يجعلها عرضة للحرق من قبل المواطنين للتخلص منها ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها، الأمر الذي يتسبب في تصاعد الأبخرة السامة في تلك المناطق، وبالتالي حدوث اختناقات بين السكان.
ورغم أن العراق يعد أكثر البلدان تعرضاً لخطر التلوث البيئي بسبب المخلفات الناتجة عن الحروب والنفايات المنتشرة في مراكز المدن والأقضية والنواحي وحتى في القرى والمناطق الريفية، فإن أطناناً من النفايات تتعرض يومياً للطمر العشوائي، وخصوصاً في العاصمة بغداد. يتم طمر جزء كبير منها يقدر بحوالي 30 ألف طن من النفايات الصلبة يومياً، بالإضافة إلى المخلفات الطبية، مما يعرض المواطنين لمخاطر بيئية وأمراض متعددة.
يذكر أن هناك العديد من مشاريع إنشاء معامل لإعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى مواد صالحة للاستخدام، مثل الأسمدة أو فرز المواد الصلبة، قد طرحت خلال الأعوام الماضية. لكن في العام 2014، وبسبب الأزمة المالية والحرب على تنظيم داعش، توقفت أغلب هذه المشاريع، ما دفع أمانة بغداد إلى طمرها بالطرق التقليدية.
11 مليون طن سنوياً.. العراق يواجه أزمة بيئية خانقة مع ارتفاع معدلات النفايات
نشر في: 23 سبتمبر, 2024: 12:13 ص