بغداد/ تميم الحسن
في وقت تقترب فيه الحكومة من الإعلان رسميا عن سحب القوات الامريكية، تعلن فصائل عراقية مشاركة رد حزب الله على اسرائيل.
وكانت واشنطن، قد علقت في وقت سابق مفاوضات إجلاء القوات من البلاد، على إثر تصاعد عمليات مايعرف بـ"المقاومة العراقية".
وفي اعتراف نادر اشار الجيش الإسرائيلي، أمس، إلى "اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق دون وقوع إصابات"، مؤكدا أنهما "لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية".
وكانت المجموعة المعروفة بـ"المقاومة الاسلامية في العراق"، أفادت يوم الأحد، أنها شنت قصفاً بالطيران المسيّر، وبالصواريخ استهدفت به مواقع داخل إسرائيل بينها قاعدة عسكرية.
وقالت "المقاومة" في بيانات، إنها استهدفت بصواريخ الأرقب "كروز مطور" أهدافاً في شمال اسرائيل.
ووفقا لتلك البيانات، فإن المقاومة استهدفت ايضا قاعدة الأغوار الشمالية العسكرية في اسرائيل، بواسطة الطيران المسيّر.
وتابعت "المقاومة"، إنها هاجمت بالطائرات المسيرة أهدافاً في جنوب إسرائيل.
وأكدت استمرار العمليات في دكّ معاقل "الأعداء بوتيرة متصاعدة ردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ"، على حد وصفها.
تأتي تلك التطورات الميدانية وسط تفاقم التوترات الإقليمية على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المتواصلة منذ أكثر من 11 شهرا في غزة.
كما تأتي مع تصاعد الصراع بين حزب الله الذي أطلق أمس، عشرات الصواريخ نحو مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة إسرائيلية شمال مدينة حيفا، وذلك في "رد أولي" على تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت في حوزة عناصره في وقت سابق هذا الأسبوع، في ما عرف بعملية "البيجر" و "الووكي توكي".
ويعتقد مثال الألوسي، وهو نائب سابق أن "الولايات المتحدة تسلط ضغطا منذ أشهر على اسرائيل لمنع ضرب الفصائل في العراق".
ويشير الآلوسي لـ(المدى) إلى ان مشاركة الفصائل العراقية بتلك الحرب "قد تصعب عملية الحياد" التي يحاول أن يستخدمها رئيس الحكومة محمد السوداني.
وتضم ما يعرف بـ" "المقاومة الإسلامية في العراق" فصائل أبرزها كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء، وهي ثلاثة فصائل مستهدفة بعقوبات أميركية.
وفي الأشهر الأخيرة، أعلن هذا التشكيل شنّ هجمات بطائرات من دون طيار على أهداف في إسرائيل.
وكان فؤاد حسين وزير الخارجية، قد شكك في وقت سباق بالبيانات التي تصدرها ما تُسمى "المقاومة في العراق" والتي تعلن فيها بين الحين والآخر شن هجمات تستهدف مناطق داخل اسرائيل.
ومنذ نيسان الماضي، أكّدت إسرائيل وقوع عدد من الهجمات الجوية من جهة الشرق من دون أن توجّه أصابع الاتهام إلى جهة محددة.
ويقول غازي فيصل، وهو دبلوماسي سابق، ان "مشاركة فصائل تابعة لايران بالحرب مع لبنان تحرج الحكومة".
فصيل أوضح ان قرار "الحرب والسلام" بيد البرلمان، ولم يقرر الحرب على اسرائيل حتى الآن.
وكان قائد فصيل عراقي قد تعهد، بإرسال 100 ألف مقاتل إلى حدود لبنان، بالتزامن مع مقتل قيادي في أحد الفصائل العراقية في سوريا.
وقال ابو الاء الولائي، وهو مسؤول فصيل "كتائب سيد الشهداء"، في رسالة نشرتها وسائل إعلام "سيأتي سيل بشري عراقي تكتظ به حدود لبنان وخنادقها، فإن فقد (حزب الله) ألفاً من الشهداء، سنمدّه بمائة ألف من الأبطال".
وأعلنت كتائب حزب الله، يوم الجمعة، مقتل أبو حيدر الخفاجي "في اعتداء إسرائيلي أثناء أدائه مهامه كمستشار أمني في دمشق"، بحسب بيان للكتائب نقلته وسائل إعلام قريبة من حزب الله اللبناني.
سحب القوات
ويتزامن التصعيد مع تواجد محمد السوداني رئيس الحكومة، في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وصل مساء السبت.
ومن المقرر أن يلقي السوداني كلمة العراق أمام الجمعية العامة في نيويورك، كما سيشارك في قمّة المستقبل التي يُشارك فيها العديد من قادة الدول والرؤساء.
ويفترض أن تتضمن حصيلة اللقاءات في جدول أعمال السوداني، الشركات العالمية بقطاع النفط والغاز والاقتصاد والاستثمار والمصارف والمؤسسات الدولية التي تهدف للعمل في العراق، بحسب مستشار حكومي.
كما يفترض ان يعلن رئيس الحكومة موعد انسحاب القوات الامريكية في نهاية العام الحالي، والذي يعتقد بانه سيكون على مرحلتين في غضون العامين المقبلين.
لكن واشنطن لم تعلق رسميا حتى الان على تلك الخطة. وقالت السفيرة الامريكية لدى بغداد آلينا رومانوسكي، في تغريدة لها السبت على منصة "إكس"، أن "التهديدات لأمن العراق واستقراره وسيادته ما تزال قائمة".
وبحسب التسريبات، فإنه من المفترض ان تبقى قوة صغيرة امريكية صغيرة "استشارية" بعد 2026 لدعم القوات في سوريا.
وكانت واشنطن قد أوقفت في آب الماضي، مفاوضاتها مع العراق، بسبب قصف طال قاعدة عين الاسد، غربي الانبار، مقابل عدم الرد على الفصائل.
وقال السوداني في لقاء مع تلفزيون "بلومبيرغ"، الاسبوع الماضي، أن مبرر وجود القوات الأميركية في العراق "لم يعد موجودا".
واوضح "لا حاجة لوجود قوات التحالف الدولي. انتقلنا من مرحلة الحروب إلى الاستقرار. تنظيم داعش لم يعد يمثل تحديًا".
وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش".
ويقول حسن فدعم وهو نائب سابق لـ(المدى) بان "قرار انسحاب القوات الأمريكية لا رجعة فيه".
وبيّن ان "الحكومة والقوى السياسية اتفاق على التزام المسار الدبلوماسي والمفاوضات بهذا الخصوص".
مع اقتراب إعلان انسحاب الأمريكان.. فصائل عراقية تعلن مشاركة رد "حزب الله" على إسرائيل
واشنطن : تهديدات أمن واستقرار العراق مازالت قائمة
نشر في: 23 سبتمبر, 2024: 12:16 ص