TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

نشر في: 24 سبتمبر, 2024: 12:05 ص

 علي حسين

كتاباته  ومداخلاته الجريئة وصراحته ، هي التي فتحت باب جهنم على الباحث  المستنير رحيم ابو رغيف ، وهناك أيضاً التحليل الدقيق لفترات حرجة من تاريخنا التي دائما ما كانت تغلف بخطب صاخبة من أجل التعتيم على الحقائق، في كل ذلك اعتمد ابو رغيف  على مناهج التحليل العلمي للتاريخ.. الامر الذي دفع البعض الى اتهامه بالكفر والزندقة . ويقف  وراء  حملات الهجوم  اشخاص لا يحترمون لغة الاختلاف ،  يخافون ان تنتقل  عدوى الافكار الجديدة  الى مجتمع يريدونه ان يعيش زمن العصور الوسطى  من اجل ان يبقى المواطن كارها لمتع الحياة التي يسعى  البعض  لان تكون حكرا عليهم..

أدرك  ابو رغيف وعلى نحو مبكر أننا يجب أن نعيش عصر المستقبل، هذا المستقبل الذي لا يمكن بناؤه بأفكار معاد تصنيعها من منتجات الماضي. ولهذا واجه قوى سياسية "نفعية" مازالت مشدودة إلى الماضي، وغير قادرة على إدراك أن المستقبل، بالنسبة لنا، أهم من الماضي.

ينتقي ابو رغيف  من حقول التاريخ والمعرفة  الأحداث والشواهد التي تثري ذاكرتنا وتعمل على إنضاج الوعي وشحذ الإرادة وتأكيد إيمانها بالديمقراطية والحرية. ولعلها متعة ما بعدها متعة أن يستمع الواحد منا إلى  احاديث السيد ابو رغيف  وهي متعة لها مذاق مختلف، فهي افكار  تحلم بالوطنية  وترفض ان تخبو او تتوارى امام توالي  الخطب العصبية والطائفية ، مع تفاؤل  بنهوض العراق، والسير نحو المستقبل .

رحيم ابو رغيف  امتداد لمفكرين أحرار سعوا إلى بث المعرفة العقلية بين صفوف الناس.. وهم يقفون بالضد من ثقافة  تريد من الشعب ان يصبح جيشا من الجاهلين.. ثقافة تسعى الى حجب فضيلة التفكير وبث الشعور بالذنب عند البسطاء من اجل أن يعيشوا حياتهم في التكفير عن ذنوب الماضي.. إنها الحديث المراوغ باسم الدين وليست الدين الحقيقي الذي يعلمنا ان الاختلاف نعمة وفضيلة ورحمة .

اليوم نعيش في ظل ‎ مسؤولين وسياسيين يصرون على أن يكونوا حراساً لمعبد الماضي.. لا يؤمنون بأن العالم تغير وأصبحت الدنيا غير الدنيا، فهم مازالوا مصرين على أن أي تفكير حر هو ملعون في الدنيا والآخرة، لا يعرفون أن المتمردين عن السمع والطاعة هم الذين يغيّرون الأفكار والمجتمعات.. ولهذا سينتصر  خطاب ابو رغيف المعتدل  لانه خطاب  ينتصر لصناع المستقبل والتفكير

لم يكن  رحيم ابو رغيف  خارجا عن الإسلام كما يتهمه اليوم قناصة التفكير، لكنه رفض ان يرتدي  الاقنعة ، ولم يدخل المعركة من اجل تصحيح الماضي بملابس تنكرية. بل دخلها بملابس حديثة، ونافس كهنة المعابد بالحجج الحديثة، ولهذا نراهم اليوم ينقلبون عليه ويصرخون "انه مرتد".. غير مدركين أنهم أكثر خوفا منه لأنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram