استـــقــالة وزارة الســــعيــــد 1949
منذ أن انتصرت وثبة الشعب العراقي في كانون الثاني عام 1948 ، حتى أخذت السلطة بسياسة التهدئة ،متمثلة بوزارة السيد محمد الصدر ،فوزارة مزاحم الباججي التي قدمت استقالتها في أوائل عام 1949 ، لفشلها في تنفيذ منهجها المعلن . وقيل إن الباججي ألف وزارته ليمهد الطريق أمام نوري السعيد لتأليف وزارة قوية تعيد التوازن للسلطة . ولما تخلى الباججي عن المسؤولية ، توجه الوصي عبد الإله إلى نوري السعيد لتشكيل وزارة جديدة .
شهد العهد السعيدي اهتماما كبيرا بتطورات القضية الفلسطينية بعد خذلان الحكومات العربية شعوبها في ما سمي بالنكبة ، وانتهز السعيد الفرصة بتشديد الإجراءات ضد الحركة الوطنية ورفع شعار مكافحة الشيوعية . وفي الوقت نفسه أجرى بعض الإصلاحات الاقتصادية لمواجهة الأزمة المالية ، فضلا عن وقوع انقلابين عسكريين في سوريا ، ولم يكن العراق بعيدا عن تلك الاحداث .
وفي مثل هذا اليوم من عام 1949 وافق الوصي على العرش عبد الإله على استقالة وزارة نوري السعيد بعد أن رفضها قبل شهر بذريعة وضعه الصحي . يقول الكاتب البريطاني لونكريك إن السعيد انشغل كثيرا بحزبه الجديد ، الاتحاد الدستوري ، وفشله في تأليف وزارة ائتلافية ، وعدم الانسجام الوزاري تجاه القضايا العربية المتفاقمة ، أدى إلى تقديم كتاب استقالته ، ليعهد إلى علي جودة الأيوبي بتأليف وزارة جديدة .