خاص/المدى
شهدت كردستان العراق في السنوات الأخيرة ازديادًا في عدد المخيمات التي تستضيف النازحين بسبب النزاعات المستمرة في مناطقهم الأصلية. وفقًا للتقارير الرسمية، يوجد حاليًا ما يقارب 27 مخيمًا في إقليم كردستان، تأوي آلاف العائلات التي فرّت من العنف في مناطقها.
ويقول الناشط الحقوقي، علي السعدي، خلال حديث لـ(المدى)، إن "المخيمات في كردستان تأوي العديد من النازحين العراقيين، بما في ذلك الأقليات مثل الإيزيديين والمسيحيين، الذين فروا من مناطقهم الأصلية بسبب النزاعات المسلحة، خاصة خلال اجتياح تنظيم داعش، وهذه المخيمات، رغم أنها توفر ملاذًا آمنًا نسبيًا، إلا أنها ليست حلاً دائمًا، لذلك هناك جهود متواصلة لتقديم التسهيلات لعودة هؤلاء النازحين إلى مناطقهم الأصلية".
ويضيف، أن "بعض المناطق التي هجرها السكان تعرضت لدمار كبير، وتحتاج إلى إعادة بناء البنية التحتية، مثل المنازل، المدارس، والمستشفيات"، لافتاً إلى ان "النازحون يواجهون مخاوف تتعلق بالأمان عند العودة، بسبب استمرار التوترات الأمنية أو الوجود المحتمل لبقايا التنظيمات المسلحة".
ويوضح، أن "عودة النازحين تعتمد أيضًا على توافر الخدمات الأساسية مثل المياه، الكهرباء، والرعاية الصحية"، مبيناً أنه "غالبًا ما يحتاج العائدون إلى دعم اقتصادي لإعادة بدء حياتهم، مثل توفير فرص عمل أو مساعدات مالية".
ويرى الناشط الحقوقي، أن "بعض النازحين ما زالوا يشعرون بالخوف من العودة إلى مناطقهم بسبب مخاوف تتعلق بالأمان وعدم الاستقرار"، مستدركاً أن "بعض العائدين يواجهون صعوبات في استعادة ممتلكاتهم أو أوراقهم الرسمية التي قد تكون ضاعت أو دُمرت".
ويكمل: "عدم كفاية الموارد المالية والبشرية لدعم جهود إعادة الإعمار قد يبطئ عملية العودة"، موضحاً أن "بعض المناطق ما زالت تعاني من توترات بين المجتمعات المختلفة، مما قد يعرقل عودة النازحين".
ويتابع السعدي، أن "جهود تحسين الوضع تشمل تعاون الحكومة العراقية مع المنظمات الدولية والمحلية لتوفير بيئة آمنة ومستقرة لعودة النازحين، ولكن التحديات الكبيرة ما زالت قائمة".
من جهته، كشف مسؤول فرع وزارة الهجرة والمهجرين في المنطقة الشمالية سامر مشكور، عن عدد المخيمات في إقليم كردستان.
وقال مشكور، إن "في السليمانية لم يبق أي مخيم وتم غلقها بالكامل، وفي دهوك العدد المتبقي من النازحين حاليا 21400 ألف، وعدد المخيمات في دهوك 16 مخيما".
وأضاف أنه "في أربيل فإن عدد النازحين المتبقي هو 3100 نازح"، منوها إلى انه "سيتم غلق اثنين من المخيمات في أربيل، والمتبقي في الوقت الحالي 6 مخيمات".
وأشار إلى أن "عودة النازحين مستمرة وبشكل طبيعي"، مشددا على ان "وزارة الهجرة توفر كل التسهيلات لإعادتهم دون مشاكل".
وبلغ العدد الإجمالي ذروته في عام 2022، حيث وصل عدد للنازحين في إقليم كردستان نحو 665 ألفاً، فيما بلغ عدد اللاجئين أكثر من 248 ألف نسمة"، على خلفية سيطرة تنظيم داعش الإرهابي والأزمة السورية، بحسب دائرة الإعلام والمعلومات بحكومة إقليم كردستان.
ومع ذلك، يواجه النازحون تحديات كبيرة تتمثل في عدم استقرار الوضع الأمني في بعض المناطق، وكذلك نقص الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما يعيق عملية العودة. تحث المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي على تقديم دعم أكبر لضمان عودة آمنة وكريمة للنازحين.
وفي إطار الجهود المبذولة لتشجيع عودة النازحين إلى ديارهم، تعمل حكومة إقليم كردستان بالتنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد والمنظمات الدولية على توفير تسهيلات مهمة. تشمل هذه التسهيلات تأمين الطرق التي يستخدمها النازحون للعودة، بالإضافة إلى إعادة بناء المنازل والبنية التحتية في مناطقهم الأصلية، والتي تعرضت للدمار خلال النزاعات. كما يتم تقديم مساعدات مالية للعائلات العائدة لدعمهم في بداية حياتهم الجديدة.