ترجمة / حامد أحمد
بعد ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة، يحذو القضاء الفرنسي حذوهم بمقاضاة أعضاء بتنظيم داعش من رعاياه بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وضد الانسانية وذلك بعد ان وجهت احدى محاكم البلاد تهمة لمواطنة فرنسية وزوجها من افراد تنظيم داعش باستعباد وتعذيب واغتصاب مراهقة ايزيدية اثناء احتجازها في سوريا عام 2015.
وجاء في تقرير لموقع، ذي ناشنال، الاخباري ان مصدرا مقربا من القضية ذكر الثلاثاء بان امرأة في فرنسا تستعد للمثول امام القضاء بتهم ارتكاب جريمة إبادة جماعية واستعباد بحق مراهقة ايزيدية في سوريا.
ويشير ملف القضية الى ان، سونيا ميجري البالغة من العمر 35 عاما والمولودة في جنوبي فرنسا، متهمة بمساعدة زوجها في حينها، وهو عضو بارز في تنظيم داعش، باستعباد واغتصاب المراهقة الايزيدية على مدى أكثر من شهر خلال العام 2015، عندما كان تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا. وتقول وثيقة طلب المحاكمة بان المتهمة، ميجري، ستتم محاكمتها على تهم موجهة ضدها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية لقيامها حسب ما يزعم باستعباد واحتجاز وتعذيب واغتصاب الفتاة الايزيدية. وقالت الفتاة الايزيدية في افادتها بانه تم احتجازها كرهينة لأكثر من شهر وذلك عندما كانت بعمر 16 عاما، وانه طوال تلك الفترة لم يكن بمقدورها شرب ماء أو تناول طعام او الاستحمام بدون موافقة المتهمة ميجري. وادعت الفتاة الايزيدية بان ميجري كانت عنيفة تجاهها في أكثر من مرة وكانت تعلم بان زوجها يقوم باغتصابها. وكان زوج المتهمة ميجري الداعشي المدعو، عبد الناصر بن يوسف، مشتركا بتأسيس فرع لتنظيم داعش متخصص بالعمليات الخارجية. وقد تمت محاكمته غيابيا حول هجوم فاشل في فرنسا في عام 2015 وصدرت مذكرة القاء قبض بحقه، مع ذلك فانه يعتقد بانه قد لقي حتفه في غارة جوية وقعت عام 2016.
وكان تنظيم داعش قد سيطر العام 2014 على مساحات واسعة من سوريا والعراق قبل ان يتم طرده من العراق عام 2017 بدعم من قوات التحالف الدولي ومن آخر معقل له في سوريا عام 2019، وفي آب من عام 2014 اجتاح منطقة سنجار التي يقطنها الايزيديون وقتل منهم التنظيم أكثر من 12 ألف شخص مع اختطاف 6,400 من نساء وأطفال تم إنقاذ نصفهم تقريبا وتمكن آخرون من الهروب مع بقاء آلاف آخرين في عداد المفقودين.
وأطلقت فرنسا تحقيقا في العام 2016 بجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت منذ العام 2012 ضد أقليات عرقية واثنية ودينية في العراق وسوريا. وكانت محاكم في بلدان اوروبية أخرى قد قامت بمقاضاة افراد من تنظيم داعش من رعاياها بتهم مماثلة وصدرت احكام ضدهم.
وذكر مدعون عامون سويديون الأسبوع الماضي بأنهم رفعوا دعوى قضائية ضد امرأة سويدية من افراد تنظيم داعش تبلغ من العمر 52 عاما يتهمونها بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد نساء وأطفال من الطائفة الايزيدية احتجزتهم كعبيد في منزلها في سوريا بين عامي 2014 و2016. في حين ذكر مدعون المان في نيسان بانه تم القاء القبض على اثنين من المشتبه بانتمائهما لتنظيم داعش ووجهت اتهامات لهما باستعباد واغتصاب فتاتين ايزيديتين في العراق وسوريا باعمار خمسة و12 عاما.
وكانت محكمة المانية في فرانكفورت قد اجرت في العام 2021 اول محكمة من نوعها بمقاضاة داعشي عراقي متهم بالمشاركة بجريمة إبادة الايزيديين باستعباد فتاة ايزيدية وامها وقتل الطفلة لاحقا وكانت تلك اول محكمة قضائية اجنبية تقر بارتكاب مسلحي داعش جرائم إبادة جماعية بحق الايزيديين. وفي كانون الثاني من عام 2021 مثلت شابة المانية التحقت بالتنظيم عام 2015 أمام محكمة في شرقي المانيا لمحاكمتها بتهم المساعدة والتحريض على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال استعباد امرأة ايزيدية في سوريا عام 2015 جنبا الى جنب مع زوجها من مسلحي تنظيم داعش.
وفي تشرين الثاني عام 2023 القت قوة مكافحة الإرهاب البريطانية القبض على المشتبه به من مسلحي تنظيم داعش، اين ديفز، عند وصوله الى مطار لوتون في المملكة المتحدة قادما من تركيا وتوجيه تهم له باستعباد ايزيدية جنسيا في الرقة بعد اختطافها من سنجار وتعرضها للاغتصاب المتكرر وبيعها أكثر من 15 مرة. وكان المتهم قد التحق بتنظيم داعش عام 2014.
وفي هولندا اجرت محكمة روتردام في شباط عام 2023 ولأول مرة بتاريخها جلسة قضاء ضد اثنتي عشرة امرأة هولندية من عوائل مسلحي داعش تم جلبهم من معسكر الهول بتهم ارتكابهن جرائم متعلقة بالإرهاب وجرائم ضد الإنسانية بحق ايزيديات تم اسرهن من منطقة سنجار في العراق.
- عن موقع ذي ناشنال الإخباري