TOP

جريدة المدى > عام > ديبورا ليفي: لغة الجسد هي موضوعي الأساسي..

ديبورا ليفي: لغة الجسد هي موضوعي الأساسي..

صدور ترجمة فرنسية لرواية الكاتبة البريطانية ديبورا ليفي (الحليب الساخن)..

نشر في: 29 سبتمبر, 2024: 12:01 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
تصور الكاتبة (ديبورا ليفي) علاقة مختلفة تمامًا بين الأم وابنتها في رواية "الحليب الساخن"، وهي الرواية التي وصلت إلى المرحلة النهائية لجائزة البوكر المرموقة عام 2016، والتي صدرت ترجمتها الى اللغة الفرنسية مؤخرا، بعد ان كتبتها ونشرتها في إنجلترا قبل ثلاثية السيرة الذاتية التي جعلتها مشهورة في روايات (ما لا أريد أن أعرفه، تكلفة المعيشة، حالة اللعب)
تكون العلاقة بين روز وصوفيا علاقة اعتماد مشترك إذ تعاني روز من مرض غريب في العظام لا يستطيع أحد تشخيصه. ولم تعد قادرة على المشي وتستخدم الكرسي المتحرك فقط. وتعتني صوفيا بوالدتها، فهي تحركها وتدلك ساقيها وتتحمل تقلبات مزاجها وقلقها وغضبها فالابنة مهووسة بفهم ما تعانيه والدتها، والأم تقتحم حياة ابنتها، وهي استعارة قوية لعلاقة غير صحية بين الأم وابنتها.
تدور أحداث الرواية بشكل رئيسي في قرية صغيرة في الأندلس حيث تذهب روز لاستشارة الدكتور جوميز، وشيئًا فشيئًا، سيصبح هذا الطبيب ذو الممارسات المشكوك فيها أكثر اهتمامًا بالابنة من اهتمامه بالأم، مما يشجعها على عيش حياتها على أكمل وجه، والانفصال عن روز.فهو يقول لصوفيا: أنت تستخدمين والدتك كدرع لمنعك من عيش حياتك.
من المعروف ان العلاقة بين الأم وابنتها والأمومة هي موضوع متكرر ولا ينضب في الأدب لكن ديبورا ليفي تمكنت بقلمها الحيوي والحساس والذكي ان تتجنب التفاهة والكليشيهات من خلال تقديم رواية رقيقة، مليئة بالمشاهد الحُلمية، وغنية بالاستعارات والتحليل.
وعندما تذهب صوفيا إلى أثينا لزيارة والدها الذي تخلى عنها عندما كانت مراهقة والذي أعاد بناء حياته مع امرأة أصغر منه بكثير وأنجب منها طفلاً، لن يكون هناك لم شمل كبير أو إصلاح بين الاثنين، بل هناك إدراك مؤلم، من جانب صوفيا، أنه لم يعد هناك مكان لها في إعادة تشكيل الأسرة هذه. وبمواجهة أنانية والدها، تتساءل عن أنانيتها قائلة: "ألا نتصرف جميعًا وفقًا لمصالحنا؟
صحيفة لابريس أجرت معها حوارا جاء فيه:
ماهو المحورالذي تدور حوله (الحليب الساخن)؟
-أردت أن أضع الجسد في مركز الرواية، من خلال فكرة الوسواس المرضي.هناك وسواس مرضي في كل عائلة، وهو موضوع كوميدي ومأساوي في نفس الوقت. وعندما تظهر على جسد الأم روز الأعراض، تصبح ابنتها صوفيا مثل المحققة التي تقضي وقتها منذ الطفولة في تفسير هذه الأعراض. أنا أركز على ما يكشفه الجسد، وكيف يعبر عن نفسه، الجسد المادي، والجسد المهجور - منذ أن تخلى والدها عن صوفيا - وهو أيضًا الجسد على شاطئ إسباني، في ألميريا، مع الشمس والاستحمام في البحر… في النهاية، تظل لغة الجسد دائمًا موضوعي الأساسي.
ما الذي يثير اهتمامك بشأن مرضى الوسواس؟
-الطريقة التي يتحدون بها التشخيص، ويقدمون لطبيبهم أعراضًا غير مفهومة، وكيف يغيرون قصتهم بمجرد اقتراب الطبيب من التشخيص المحتمل….
هل تعتبرين "الحليب الساخن" رواية تلقينية بالنسبة لك؟
-نعم، مع فكرة أنه يجب عليك التخلي عن كل ما يبطئك ويعيقك، حتى لو كان معقدا.مثلا، يجب على صوفيا أن تقطع علاقاتها مع والدتها التي تحبها بشدة ولكنها تمنعها من المضي قدمًا. ويمكن تلخيص لازمة الرواية في هذه الجملة: "حب أمي مثل الفأس، يقطع بعمق. "، ومع الدكتور جوميز، أردت إنشاء شخصية محيرة فنحن لا نعرف ما إذا كان عبقريًا أم دجالًا، وهو الأمر الذي كان ممتعًا للغاية. لكنه أيضًا يمثل شخصية الأب تجاه صوفيا، التي يعتني بها لأنه يدرك أنها هي نفسها اعتنت بوالدتها طوال حياتها وأنه يريد تحريرها من هذا العبء.
لقد كتبت هذه الرواية قبل ثلاثية السيرة الذاتية التي جعلتك مشهورة.فهل هناك فرق كبير بين الكتابة الخيالية والواقعية؟
-أكتب حاليًا الجزء الرابع من "السيرة الذاتية الحية". وأتجنب الحديث عن ذلك لأنني في البداية. وما يمكنني قوله هو أن الخيال والواقع يأتيان من نفس العقل ونفس الحساسية تجاه العالم. لقد كتب شكسبيرالسوناتات والمسرحيات، ومارغريت دورا أخرجت الأفلام وكتبت الروايات، ونجد مزاجها، ولونها، في كل مرة، ولكن بقواعد مختلفة. فكل كتاب له قواعده الخاصة، حتى لو قمت باختلاقها.وفي الروايات،هناك شخصيات، وتجسيدات، تحمل حججك، اما في السير الذاتية، هناك شكلية معينة وحميمية معينة، وهو أسلوب يناسبني ككاتبة، ويتعلق الأمر بالحفاظ على التوازن بين الاثنين.
ولدت الكاتبة ديبورا ليفي في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا في السادس من آب 1959، وهي حفيدة لمهاجرين ليتوانيين، كان والدها نورمان ليفي أكاديمياً ومؤرخاً وعضواً في المؤتمر الوطني الأفريقي، ثم هاجرت الأسرة في عام 1968 إلى لندن، وهناك انفصل والداها عام 1974.وفي بداية مسارها، ركزت ليفي على المسرح، فكتبت العديد من المسرحيات، بما في ذلك "أيقونة السلام"، و"البدع"، ثم اتجهت إلى الرواية. وحملت رواياتها المبكرة عناوين مثل "المسوخ الجميلة" و"جغرافيا الابتلاع" و"بيلي والفتاة". وأدرجت الأحدث منها مثل "منزل السباحة" و"حليب ساخن" في قائمة البوكر القصيرة، كما أدرجت "الرجل الذي رأى كل شيء" في القائمة الطويلة لعام 2016. صدر لها حتى الآن ثلاث مجموعات قصصية "أوفيليا والفكرة العظيمة"، "وسادة تتحدث في أوروبا وأماكن أخرى"، و"الفودكا السوداء"، التي وصلت إلى القائمة المختصرة لجائزة فرانك أوكونور الدولية للقصة القصيرة 2013. وتشهد أعمال الكاتبة البريطانية ديبورا ليفي إقبالاً في بريطانيا والولايات المتحدة وفي الدول التي تترجم إلى لغاتها، ومنها فرنسا التي فازت فيها بجائزة "فيمينا" الشهيرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فِي حضرَةِ عِمَارَةِ "مَسْجِدِ قُرْطُبَةَ اَلْكَبِيرِ"

وضـعـُنـا الـبـشـري نتاجُ تفاعل الطاقة والفعالية التطورية مع سلوكنا

تنويعات الوردة

موسيقى الاحد: سيمفونية عزرائيل

قصيدتان

مقالات ذات صلة

شكوك نقدية حول ريادة الرواية العربية
عام

شكوك نقدية حول ريادة الرواية العربية

د. نادية هناويكثيرة هي الريادات في عالم الادب والفن، وتأتي في طليعتها ريادة كتابة الرواية العربية، واستقرت الآراء فيها على أن كتاب(زينب) لمحمد حسين هيكل هو الرائد، ولم يشكك الدرس النقدي العربي في أحقيتها...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram