اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مجلس محافظة بغداد ينسى واجباته في متابعة احتياجات المواطنين

مجلس محافظة بغداد ينسى واجباته في متابعة احتياجات المواطنين

نشر في: 14 يناير, 2011: 05:00 م

بغداد/ سها الشيخلي تصوير / حازم خالد تشكو معظم السيدات اللواتي التقينا بهن في مراكز الرعاية الصحية في بغداد من مشكلة يبدو انها صارت مزمنة دون حل كغيرها من المشاكل الكثيرة التي تبقى بدون حل، مشكلة باتت تؤرق الأمهات والآباء كونها تتعلق بفلذات أكبادهم  تتمثل بعدم توفر لقاح الـ BCG الذي يعطى للأطفال حديثي الولادة، والخاص بمرض التدرن.
ومن المهم الإشارة الى ان اهتماماً متميزاً بالأطفال حديثي الولادة، يشكل هاجساً عند مختلف الدول التي تهتم فعلاً بمواطنيها، لذا فان تسليط الضوء على هذه المشكلة، يأتي في إطار التنبيه الى حجم الإهمال الذي نعانيه كمواطنين في مستوى الخدمات ومن ضمنها الخدمات الصحية والعلاجية.وفي الوقت الذي نسعى  فيه لتأسيس وبناء تجربة جديدة في العراق يكون المواطن على رأس أولوياتها، نرى البعض من المسؤولين، وخاصة في الحكومات المحلية (مجالس المحافظات) يتجاهلون هذه الحقيقة ويحاولون الهاء المواطنين عن جوهر ما يعانونه، بمعارك مفتعلة من خلال التقييد على حرياتهم بطروحات عفا عليها الزمن. ومن اجل تقريب الصورة أمام القارئ عن حجم معاناة المواطنين من هذه المشكلة بدأنا تحقيقنا بحديث مع جدة الطفل الصغير ليث البالغ من العمر أسبوعاً واحداً ولم يلقح حتى الآن، والتي أشارت الى أنها قد ذهبت به الى عدة مراكز رعاية صحية في جانب الرصافة لكن الجواب كان دائماً واحداً هو، عدم وجود لقاحات خاصة بهذا النوع، ويخففون عنا بالقول انتظروا الأشهر القليلة القادمة  وكأن الانتظار هو الحل! حديث الجدة هذه دفعنا الى زيارة عدة مراكز صحية للتأكد من خلوها من لقاح الـ BCG، برغم وجود لجنة خاصة في مجلس محافظة بغداد تحمل اسم (اللجنة الصحية) يفترض ان يكون من أولى مهامها التي يتوجب عليها متابعتها صحة الأفراد منذ ولادتهم حتى مماتهم  الا انها ومع الأسف لم تتابع الموضوع، كما يبدو ولا تعلم به، لانشغالها مع رئيسها في حملة مصادرة الحريات، ولهؤلاء ننقل الم وخوف وقلق الآباء والأمهات الذين التقيناهم في تلك المراكز، علهم ينزلون من بروجهم العالية ويستمعو الى ما يريده المواطن وما يحتاجه.. هذا المواطن الذي لم تتسن له فرص التمتع بثرواته كبقية خلق الله، فينعم بالعيش الكريم والمستقبل الواعد، فتحولت أحلامه الى مطالب بسيطة في الكهرباء والماء والخدمات بكل أنواعها.rnحديث الأهلفي مركز الرعاية الصحية الأولية الكائن في حي سومر في مدينة الشعب الذي يعمل بدوامين صباحي ومسائي، وجدنا الأطفال حديثي الولادة و قد تم لفهم ببطانيات توقيا للبرد والأب والجدة يسألون عن اللقاح والجواب كان كالمعتاد، لا يوجد لدينا الآن وانتظروا الأسابيع القادمة، والأسابيع هذه بمفهوم المؤسسات الحكومية قد تعني أشهراً ان لم تكن أكثر من ذلك بكثير، وهذا ما أكدته إحدى السيدات، التي قالت بأسى وحسرة: في السابق كان يتم تلقيح الطفل الحديث الولادة حال ولادته، أما الآن فلا توجد اللقاحات في مستشفيات الولادة بل وتخلوا منها في مراكز الرعاية الصحية أيضاً، علماً ان هذا الإجراء الصحي تعمل به الدول المجاورة لنا والتي هي اقل منا ثروة منذ زمن، فما بالك بالدول المتقدمة.وطالبت هذه السيدة وزارة الصحة بتوفير هذا اللقاح المهم، وعند استفسارنا من احد العالمين في ذلك المركز عن سبب حصر التلقيح في مراكز الرعاية الصحية الأولية أجاب ان ذلك يعود بسبب تخصيص دفتر للقاحات المتعددة  للطفل المولود والتي تشمل الى جانب الـ BCGلقاحات شلل الأطفال والحصبة والكزاز ولقاحات أخرى.في مركز صحي آخر وجدنا احد الأطفال البالغ من العمر عاماً واحداً، كما قالت أمه في حالة تشنج أشبه بحالة الصرع، وكانت والدته تبكي بصوت عال بينما احتضنه والده وعندما استفسرنا عن سبب حالة الطفل، قالت الأم من خلال دموعها ان طبيبة الأطفال قد أعطته لقاح الحصبة برغم ان درجة حرارته مرتفعة، وتؤكد الأم أنها قد أخبرت تلك الطبيبة بحالة الصغير لكنها لم تلتفت ولم تأبه بكلامها، وقالت ان ارتفاع الحرارة (الحمى) لا دخل لها باللقاح ما جعل الصغير في حالة تشنج قريبة من حالة الصرع.بدوره قال والد الطفل، نطلب من مستشفيات الأطفال وخاصة مراكز الرعاية الصحية الاهتمام الأمثل بصحة الأطفال الذين هم أمانة في أعناقهم، والاستفسار من الوالدين عن أية أعراض أخرى، ليكون التشخيص دقيقاً وبالنتيجة سيكون العلاج ملائماً للحالة المرضية للطفل.بعدها قصدنا مركز الرعاية الصحية الكائن في البتاويين الذي يحمل اسم (مركز فخر الدين الجميل للرعاية الصحية الأولية) وقبل ان نسأل او نتفوه بكلمة بادرنا موظف الاستعلامات مسبقاً قائلاً: إذا كنتم تسألون عن اللقاحات فهي غير متوفرة وستصلنا بعد أشهر قليلة، وعندما سألته كيف عرف بحاجتنا للقاحات هذه أجاب، ان الكثير من العوائل تقصد المركز للاستفسار عن اللقاحات غير المتوفرة.فيما أشارت إحدى السيدات التي جاءت للغرض نفسه، ان العديد من الأهل يعربون عن قلقهم لعدم توفر هذا النوع من اللقاحات ويتهمون الحكومة ومجلس المحافظة بالإهمال والتقاعس.ومنه قصدنا مستشفى الأطفال في العلوية بعد ان علمنا ان هذا المستشفى هو المركز الرئيس الذي  يقوم بتوزيع اللقاحات، ودخلناه على اعتبار اننا من المواطنين الذين جاءوا بالطفل الحديث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram