ميسان / مهدي الساعدي

تفوقت عدسات ميسان في نقل معاناة أبناء المحافظة خلال فعاليات المعرض السنوي السادس والأربعين للجمعية العراقية للتصوير، الذي أقيم على قاعة الفن الحديث (كولبنكيان) في العاصمة بغداد خلال شهر أيلول الجاري، وسط آلاف الأعمال المشاركة.

جاء جفاف أهوار ميسان ببصمة إبداعية في المعرض، حيث أثبت المصور براق محمد براعته الفنية بحصوله على الميدالية الفضية عن عمل تصويري مميز، إلى جانب حصول عدد من زملائه من رابطة فن التصوير الميسانية على جوائز عديدة أخرى.
وفي حديثه لجريدة (المدى)، عبّر المصور براق محمد عن سعادته بمشاركته في المهرجان وفوزه بإحدى ميدالياته، حيث قال: «تعد مشاركتي في المعرض السنوي السادس والأربعين للتصوير الفوتوغرافي الذي أقامته الجمعية العراقية للتصوير في بغداد الأولى من نوعها، وقد حققت خلالها الفوز بالميدالية الفضية، بالإضافة إلى شهادة تقديرية في هذا المجال. كانت مشاركتي في المحور الخاص بجفاف الأهوار، وهذا يمثل لي بداية جديدة لنقل صورة معالم المدينة من جانبيها الإيجابي والسلبي، وتسليط الضوء على جوانب أخرى كذلك».
وفيما يتعلق بولعه بمجال التصوير، يقول براق محمد لـ(المدى): «حرفة التصوير عالم كبير، يبدع من خلالها المصور في نقل المعاناة التي تمر بها بعض المناطق مثل الجفاف، وإهمال المتاحف والتراث والآثار، لأن العراق بلد التاريخ والحضارات». وأضاف: «تكمن إيجابية الصور في نقل الحقيقة الكاملة، بموازاة نقل الصورة الجميلة في البلاد».
أما عن مشاركة مصوري ميسان في المعرض، فقد تحدث رئيس رابطة فن التصوير محمد ارهيف لـ(المدى) قائلاً: «حصل مصورو ميسان على سبع جوائز فوتوغرافية مرموقة، مما يعكس قدراتهم الإبداعية العالية وتفوقهم في مجال التصوير الفوتوغرافي. شهد المعرض، الذي يُعد واحداً من أبرز الفعاليات الفنية في العراق، مشاركة واسعة من المصورين من مختلف المحافظات». وأكد أن «رابطة فن بميسان برزت من خلال الأعمال الفنية التي نالت إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم على حد سواء، مما أسفر عن حصد الجوائز المتقدمة».
وحول الصورة التي حصلت على الوسام الفضي، والتي لاقت اهتماماً واسعاً في المهرجان، يقول المصور براق محمد لـ(المدى): «التقطت هذه الصورة في منتصف شهر تموز من عام 2023 في هور الحويزة بمحافظة ميسان، لتوثيق الكارثة البيئية. علينا كمصورين أن نرصد هذه الأحداث ونوثقها لنقل معاناة الناس الذين يعيشون في هذه المناطق».
وقد كان هذا المنجز الذي حققه مصورو ميسان حدثاً بارزاً لأبناء المحافظة، وخاصة المهتمين بهذا الفن الجميل. كما بقي موضوعاً متداولاً على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً صورة الجفاف التي وثقت تشققات هور الحويزة بعد موسم الجفاف. ونقل الكاتب حيدر عبد علي في مدونة مقتضبة على مواقع التواصل الاجتماعي تابعتها (المدى): «فوز المصور الميساني براق محمد بالميدالية الفضية في المعرض السنوي، من بين أكثر من 2500 صورة مشاركة، يعد إنجازاً كبيراً يعزز الوعي حول التحديات البيئية التي تواجه الأهوار».
وفي تصريح آخر لـ(المدى)، يقول محمد ارهيف: «هذا الإنجاز يعزز من مكانة مصوري ميسان على الساحة الفنية العراقية، ويؤكد على قدرتهم على المنافسة والابتكار في عالم التصوير، ويعد حافزاً لمزيد من الإبداع والتطور في المستقبل».