المدى/ محمود الجبوري
أطلقت قيادات محلية في أطراف ديالى وصلاح الدين نداءات استغاثة للسلطات الامنية بتطهير بؤر الشر ومعاقل داعش العصية منذ سنوات طويلة والتي تحولت الى «امارات شر» تصدر الموت الى أطراف ديالى وصلاح الدين وحدود كركوك.
أخطر البؤر الشاغرة والضائعة امنيا قاطعة»مطيبيجة» الحدودي الممتد بين حدود صلاح الدين وديالى وكركوك والذي مازال مصدر خطر كبير ومعاقل لداعش تصدر الموت للمناطق السكنية الحدودية بين صلاح الدين وديالى رغم العمليات الامنية البرية المكثفة طوال الاعوامن الماضية.
وتعد مناطق مطيبيجة الحدودية بين ديالى وصلاح الدين أخطر بؤر واوكار الارهاب بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة التي مكنت عناصر داعش من اتخاذها ملاذا ومعاقل، ومنطلقا للهجمات الارهابية في مناطق أطراف ديالى وكركوك.
وبغضب واستياء يصرخ رئيس مجلس ناحية العظيم، 60 كم شمال بعقوبة، السابق والقيادي في الحشد العشائري محمد إبراهيم العبيدي مطالبا بانهاء ما اسماه «الخطر الأكبر» والطامة الأمنية الكبرى التي تحبس انفاس سكان الناحية بين الحين والآخر عبر الهجمات والتعرضات وقذائف الهاون التي تتساقط بين الحين والآخر.
ويؤكد العبيدي في حديثه لـ(المدى) «ان منطقة او قاطع مطيبيجة ضائع امنيا بين عمليات كل من ديالى وصلاح الدين والكل يخلي ساحته من أي خلل او خرق امني يطالنا مشيرا الى ان وضع مطيبيجة لا يحتمل المطالبات والمناشدات والاكتفاء بعمليات تفتيش «دخول وخروج» وضبط مخابئ او أسلحة لان العصابات الإرهابية تختبئ وتتحصن في أماكن ابعد من تصورات القوات الأمنية».
وينتقد العبيدي غياب وتأخر معالجة مطيبيجة التي مازالت عبئا امنيا على ديالى برمتها منذ 2006 وحتى الان مضيفا «كفى.. كفى مجاملات وتراخي حيال ما يحدث في مطيبيجة وآن الأوان لإنقاذ الأبرياء من سمومها».
ويضيف «تنظيف مطيبيجة تأمين لاكثر من 40 قرية زراعية بين ديالى وصلاح الدين قسما كبيرا منها تحول الى مواقع عسكرية دائمة للقوات الامنية والحشد الشعبي».
وبنفس ما ادلى به رئيس مجلس العظيم السابق يكشف مدير ناحية حمرين شرقي صلاح الدين زناد شلال السلطاني، عن خلو أكثر من 20 قرية زراعية من السكان وتحولها الى ربايا عسكرية مبينا ان القرى نزحت بعد احداث داعش عام 2014 ولم تعد حتى الان واستقرت وتكيفت معيشيا وزراعيا في مناطق اخرى ضمن محافظة صلاح الدين.
ويقلل السلطاني في حديثه لـ(المدى) من خطر داعش خلال الفترة الحالي بعد تلاشي قسم من عناصر التنظيم داخل التلول والمناطق الوعرة لكن مقومات الامان وعودة النازحين مازالت غائبة وغير مكتملة.
ويشدد على اطلاق خطط ناجعة لتشجيع عودة القرى النازحة وتثبيت نقاط ومواقع عسكرية دائمة لرصد تحركات جيوب داعش والحد من خطرها وابعادها عن القرى السكنية.
ويرى النائب عن ديالى سالم ابراهيم العنبكي وجود تحسن أمنى ملموس ضمن قواطع مطيبيجة الساخنة رغم وعورتها الجغرافية بوجود التلول والاودية والمناطق التي يصعب السير فيها بالسيارات او الاليات الامنية.
ويبين العنبكي في حديثه لـ(المدى) ان؛ مطيبيجة ضائعة امنيا بين قيادات عمليات سامراء وصلاح الدين ما منح العصابات الرهابية فرص استغلال الثغرات الامنية بين قواطع مسؤوليات القيادتين لتنفيذ عمليات ارهابية والتنقل بحرية في مناطق مطيبيجة رغم ان التحركات راجلة وخفية تعتمد اسلوب الاختباء والتمويه.
ويؤكد النائب عن ديالى ان قوات الامن في ديالى بمختلف تشكيلاتها تفرض سيطرة تامة على حدود ديالى مع صلاح الدين وتغلق جميغ الثغرات الامنية الا ان الخلل الامني يكمن ضمن مناطق صلاح الدين الحدودية مع ديالى محذرا من خطر مطيبيجة الذي مازال قائما رغم التحوطات الامنية واليقظة الاستخبارية المستمرة.
وبعكس المعطيات الامنية عن مطيبيجة يعتبر قائد حشد «الأسلم» العشائري التابع لوزارة الدفاع في أطراف قضاء الدور شرقي صلاح الدين علي نواف الحسان قاطع مطيبيجة انتهى امنيا وبات بعيدا عن الخطر كما كان سابق بعد نشر 3 افواج للجيش وعودة الكثير من القرى النازحة لمزاولة نشاطها الزراعي كاشفا عن وجود امارة ارهابية جديدة في قاطع «العيث» شرقي صلاح الدين تفرض سيطرتها على عشرات القرى الزراعية وسط اهمال امني واضح.
ويبين الحسان ان «أكثر من 25 قرية تضم أكثر من أكثر من 800 اسرة مازالت خالية من السكان ما جعلها فراغات سرطانية لعناصر داعش تهدد المزارعين ورعاة الأغنام بالخطف المستمر بين الحين والاخر.
ويتابع «لواء الأسلم يضم أكثر من 1000 مقاتل بدون اي دعم تسليحي أو لوجستي باستثناء 500 بندقية كلاشنكوف وزعتها وزارة الدفاع على المقاتلين ونحتاج لاسلحة متوسطة ودعم لوجستي كبير لمواجهة خطر عصابات داعش في قواطعنا»
وحاولت (المدى) الحصول على ايضاحات من قيادتي عمليات سامراء وصلاح الدين الا انهما رفضا الادلاء باي تصريح أمنى بسبب القيود المفروضة من المراجع الامنية العليا.
مناطق ضائعة أمنياً منذ سنوات طويلة.. مطالبات بالقضاء على «إمارات الشر» بين ثلاث محافظات
نشر في: 29 سبتمبر, 2024: 12:04 ص