متابعة / المدى
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية برية وشيكة للجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية "ليست مستبعدة لكنها محفوفة بالمخاطر".
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "معاريف" إن عملية عسكرية واسعة في لبنان قد "تشكل فخا قاتلا".
وأفادت الانباء استنادا لمسؤولين إسرائيليين أن حجم التوغل الإسرائيلي لن يتجاوز خمسة أو ستة كيلومترات في البداية وقد يتوسع في وقت لاحق.
واغتال الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة على مقر قيادة الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال "نُفذت الضربة بينما كانت قيادة حزب الله داخل المقر الرئيسي لتنسيق أنشطة إرهابية ضد مواطني إسرائيل".
وأكد حزب الله أن نصر الله قُتل مع قيادي آخر كبير في حزب الله وهو علي كركي وعدد آخر من قادة الجماعة.
ويعد اغتيال نصر الله أقوى ضربة يتلقاها حزب الله على مدى الأسبوعين الماضيين اللذين تعرض خلالهما لهجوم دام فُجرت فيه آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤه، كما كثفت خلالهما إسرائيل قصفها وغاراتها الجوية على معظم أنحاء لبنان مما أودى بحياة عدد من القياديين في الجماعة.
وقد هزت الغارة الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة. وقال مصدر أمني في لبنان إن الهجوم، الذي كان عبارة عن سلسلة سريعة من الانفجارات القوية للغاية، خلف حفرة عمقها 20 مترا على الأقل. هذا، وواصل الجيش الإسرائيلي شن مزيد من الغارات الجوية السبت على الضاحية الجنوبية لبيروت وأنحاء أخرى من لبنان. وأضاءت انفجارات ضخمة السماء خلال الليل، وتعرضت المنطقة لضربات أخرى في الصباح. وتصاعدت أعمدة الدخان فوق المدينة. ومن جانبه، واصل حزب الله إطلاق الصواريخ عبر الحدود، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار ودفع السكان إلى الفرار بحثا عن ملجأ داخل عمق إسرائيل. وتصدت الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية لبعض الصواريخ ولم ترد بعد أنباء عن وقوع إصابات.
وقد فر سكان من الضاحية الجنوبية لبيروت متوجهين إلى وسط المدينة وأجزاء أخرى منها باحثين عن ملاذ آمن.
ويثير هذا التصعيد المخاوف من احتمال خروج الصراع عن السيطرة، مما قد يؤدي إلى تدخل إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، وكذلك الولايات المتحدة.
النزوح الأكبر
في الاثناء، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أن عدد النازحين قد يكون وصل إلى "مليون شخص"، معتبرا أن عملية النزوح هذه ربما هي "الأكبر" في البلاد.
وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحفي "هناك 778 مركز إيواء، تضم حتى الآن 118 ألف شخص"، لكن "المقدر أن عدد النازحين أكبر بكثير من هذا العدد وقد يصل لحد المليون شخص" نزحوا في الأيام الأخيرة من جنوب البلاد وشرقها ومن الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضاف "العدد كبير جدا، قد يصل إلى مليون لبناني تحركوا من مكان إلى آخر خلال أيام، قد تكون هذه أكبر عملية نزوح حصلت في المنطقة ولبنان وفي التاريخ"، في بلد يقدّر عدد سكانه بنحو ستة ملايين نسمة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع نزوح نحو 118 ألف شخص جراء القصف.
وتتعرض مناطق في جنوب وشرق لبنان وصولا إلى ضاحية بيروت الجنوبية منذ الإثنين الماضي لقصف اسرائيلي كثيف أدّى إلى مقتل المئات، وأرغم كثرا على الفرار من بيوتهم.