بغداد/ دريد ثامر أصبحت المستمسكات الأربع ( هوية الأحوال المدنية ، شهادة الجنسية ، بطاقة السكن ، البطاقة التموينية ) امراً مفروضاً على كل مواطن عراقي أينما ذهب، وفي كل مراجعاته الى دوائر الدولة، وصارت عملية قسرية لابد من تواجدها في جميع المعاملات المقدمة، وقد أضيف لهذه المستمسكات العجيبة أمر آخر، اعتبره الجميع حجر عثرة جديداً، يضاف الى العصي التي توضع في عجلة معاملات الناس وهو تأييد السكن ليضيف الى هموم المواطن هماً آخر، ولا أحد يعلم لماذا هذه الطلبات الكثيرة؟
مع ان هوية الأحوال المدنية تعتبر المستمسك الرسمي الصحيح والاصولي، ولكن إصرار جميع دوائر الدولة على ان تكون الخمسة متواجدة في المعاملة لإثبات ان الشخص هو عراقي امراً يدعو الى العجب، واذا كانت مهمة الى هذا الحد فلماذا لا يصار الى جعلها هوية واحدة تحوي جميع ما مطلوب من المواطن وإغنائه عن حمل هذه المستمسكات معه في كل مكان حتى تعب من كثرة الاستنساخ وتقديم الفايلات، حيث دأبت بعض دوائر الدولة على إجبار المواطنين وفق الاهواء التي تراودهم على جلب الأصل والصورة، بصورة لا تنم عن اي وعي متحضر من دون إرهاق الناس وكأننا لسنا نعيش في العراق وانما في دولة مليئة بالاجانب حتى يميزوا من هو الاجنبي ومن هم أبناء البلاد ، ان هذه المستمسكات التي باتت علامة بارزة ومضجّرة في حياة كل عراقي والمحافظة عليها يعني انجاز المعاملة التي يرومون تقديمها، ذلك ان ضياع واحدة منها يعني كارثة ووبالاً عليهم، حيث لا تعترف دوائر الدولة ببقية بالمستمسكات وكأنها أوراق ثبوتية فائضة عن الحاجة لا تفي بالغرض، مع ان شهادة الجنسية تثبت ان المواطن عراقي، وهوية الأحوال المدنية هي بطاقة كل مواطن وبطاقة السكن شيء مهم في تعريف مسكن الشخص، فمن العجيب أيضاً جعل البطاقة التموينية وثيقة رسمية لا تكتمل ركائز المعاملة إلاّ بها، فالبطاقة التموينية قد استحدثت كما هو معلوم للجميع في زمن الحصار لكي يتسلم المواطنون حصصاً تموينية من خلالها، وقد بدا انها سوف تنتهي مع انتهاء تلك الحصص التي اخذت بالذوبان والاختفاء بين الحين والآخر، بينما دوائر الدولة ما زالت تطالب بها لا بل انهم يصرون على جلب الاصل والصورة معاً... إنها مفارقة حقاً ان يحمل المواطن كل هذه الاوراق الثبوتية ليثبت انه عراقي ويحق له تقديم اوراقه، فارحموا الناس يا مسؤولون واعملوا على توحيد بطاقة ثبوتية بواحدة تكون لكل مواطن بعد ان اصبحت تلك الوثائق عبارة عن تكديس لأوراق بلا مبرر .
المستمسكات الاربع

نشر في: 14 يناير, 2011: 06:27 م