بغداد/ علي جابروأنت تسير في شوارع وأسواق بغداد يجذب انتباهك وجود الكثير من المعاقين عقلياً او ذوي الاحتياجات الخاصة وقد اتخذوا من الأفرع والأماكن المنزوية مناطق تؤويهم، يتحاشون بها مضايقات الأطفال وممازحة المارة وسخريتهم، واللافت للنظر ان أعدادهم قد زادت بشكل كبير مثلما تقول المواطنة "هند صابر داوود"40 سنة/ وتضيف: كنت أقود ابنتي التي لا تتجاوز السنوات العشر في شارع السعدون وبالقرب من الباب الشرقي
عندما أثار عدد من الشباب حفيظة (أحد المختلين) ماحدا به الى رميهم بالحجارة وعند هروبهم بدأ برمي الحجارة على المارة فأصاب أبنتي في صدرها فسقطت على الارض وتجمع حولها الناس وأسعفوها برش الماء على وجهها 00ويسأل المواطن خالد ناظم عن دور الدولة ودور مؤسساتها الاجتماعية والصحية، حيث توجد في كل دولة أماكن خاصة يتم وضع مثل هؤلاء "المرضى"فيها ويخضعون للعلاج بإشراف أطباء أخصائيين، ولا أدري لماذا لا تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة الداخلية بحملة لوضع هؤلاء الأشخاص في المصحات العلاجية حفاظاً على المجتمع، وأيضاً معالجتهم مما يعانون، لآن هناك بالتأكيد ظروفا وأسباباً قد أدت الى وقوعهم تحت تأثير هذه الامراض التي لم تعد مستعصيه في بلدان كثيرة من العالم.. وأشار الباحث الاجتماعي /بشار داوود سبع (50) سنة الى وجود إصلاحيات خاصة في العراق ومستشفيات يتم وضع مثل هؤلاء المرضى فيها، الا ان الامر يتعلق بوزارة الصحة ودورها في إجراء الحملات اللازمة لجمع "المرضى النفسانيين" من الشوارع ووضعهم في هذه الإصلاحيات، كما توجد كوادر متخصصة من الاطباء والمساعدين والباحثين الاجتماعيين في هذه المستشفيات ومنها مستشفى الرشاد، حيث يحال إليه أعداد كبيرة من المرضى سواء من المحاكم او من المستشفيات او بناءً على طلب المواطنين .وبينت المحامية زينب راضي هادي ان هناك نصوصاً قانونية في قوانين الصحة والعقوبات والرعاية الاجتماعية وقوانين الاحداث توجب وضع الذين يعانون الامراض النفسية والعقلية في المصحات والمستشفيات بغية إعادة تأهيلهم إلى الحياة كما ان قسما من المحكومين يتم وضعهم في هذه المصحات طوال مدة حكمهم او تسليمهم الى ذويهم وحسب تقدير الجهات الطبية، حتى ان هناك نصاً في قانون اصول المحاكمات الجزائية يوجب عرض من يرتكب الجرائم المختلفة في حالة وجود ما يشير الى خلل نفسي وعقلي على لجان طبية خاصة، وفي حال ثبوت ذلك يتم وضع هذا المريض في مصح عقلي علاجي ويعفى من العقاب. ويجوز اعتقال هؤلاء المرضى بأمر من قاضي التحقيق ووضعهم في الأماكن العلاجية الخاصة بدلاً من ابقائهم على خطورتهم امام الناس، كما ان هناك من يستغلهم للقيام بالعمليات الإرهابية فباتوا يشكلون خطرا داهما على حياة الناس .
المرضى النفسانيون في الشوارع وضرورات العلاج الطبي
نشر في: 14 يناير, 2011: 06:28 م