TOP

جريدة المدى > سياسية > الاقتصاد الإلكتروني وسيلة لتخطي الأزمات الاقتصادية لدى النساء العراقيات

الاقتصاد الإلكتروني وسيلة لتخطي الأزمات الاقتصادية لدى النساء العراقيات

نشر في: 30 سبتمبر, 2024: 12:07 ص

 بغداد /علي الحمداني

خطت المرأة العراقية صفحات مشرقة في الجانب الاقتصادي، وأظهرت بوضوح قدرتها على التكيف مع الظروف والتحديات التي تواجه الأسرة العراقية، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. اليوم، مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه الأدوات وسيلة فعالة للنساء العراقيات لزيادة دخلهن ومساندة عوائلهن.
تقول الكاتبة والباحثة الاجتماعية، حذام العبادي، في حديثها لـ(المدى): «في الآونة الأخيرة، ظهرت ظاهرة العمل الإلكتروني للنساء بشكل واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا ساعد في تمكين المرأة اقتصاديًا دون الحاجة إلى مغادرة منزلها. إنه إنجاز بحد ذاته، خاصة مع ارتفاع تكلفة الحياة اليومية، إذ لم يعد دخل رب الأسرة كافيًا لتغطية كل الاحتياجات. لذا، كانت المرأة دائمًا موجودة لمساندة زوجها والعائلة، والمرأة العراقية بشكل خاص مشهورة بقدرتها على التكيف في الظروف الصعبة وتلبية احتياجات أسرتها».
وتوضح العبادي أن «من أبرز إيجابيات العمل الإلكتروني هو تجنب تكاليف إيجار المحلات وفواتير الكهرباء والإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، توفر خدمات التوصيل فرصة لتوسيع قاعدة العملاء دون أن تضطر المرأة لمغادرة منزلها. هذا الأمر يعتبر أفضل وأكثر كرامة للمرأة، خصوصًا في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد».
وتتابع العبادي: «مع كل عمل جديد تأتي تحديات، حيث أن بعض النساء يستخدمن طرق عرض غير ملائمة لتسويق منتجاتهن، وهو أمر يعكس صورة سلبية عن المرأة العراقية. يجب أن نرتقي بأساليب العمل لنكون نموذجًا مشرفًا، بما يليق بتاريخ المرأة العراقية ومكانتها في المجتمع. إن العمل الإلكتروني يوفر للمرأة الفرصة لتقديم خدمات متعددة، مثل تسويق البضائع وتقديم خدمات التوصيل، وهو مصدر دخل جيد إذا تم استغلاله بالشكل الصحيح».

قصة نجاح ملهمة
تروي المواطنة أم رند، البالغة من العمر 43 عامًا، قصتها لـ(المدى) قائلة: «مررت في فترة من حياتي بأزمة مالية مع عائلتي. كان دخل زوجي محدودًا ولم يكن قادرًا على تلبية احتياجات المنزل، خاصة مع التطور الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار. بدأت أبحث عن عمل يساعدني في توفير بعض الاحتياجات الضرورية للعائلة. صادفت إحدى صديقاتي التي نصحتني بالعمل في شركة لمنتجات التجميل والمستحضرات، وكان العمل يتم عبر الإنترنت. وافقت على الانضمام للشركة كعضو مسوق، وبدأت في تسويق المنتجات».
وتضيف أم رند: «أنشأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للمنتجات، وحرصت على أن يكون العمل قائمًا على المصداقية مع الزبائن، إذ كنت أعتبر أن الثقة مع العملاء هي أهم عوامل النجاح. بمرور الوقت، أصبحت عضوًا فعالًا في الشركة، وحقق عملي أرباحًا جيدة، مما ساعد في زيادة دخل العائلة. اليوم، أقوم بجميع عمليات البيع والشراء من خلال الإنترنت، ما جعلني أتجنب الكثير من التحديات التي تواجه النساء في العمل الميداني».
وتستطرد قائلة: «بعد تحقيق النجاح في عملي، حصلت على إشادة من الشركة وأصبحت من الأعضاء المتميزين. لم يكن الربح ماليًا فقط، بل حصلت أيضًا على دعوة مجانية لزيارة تركيا من قبل الشركة، حيث تحملت الشركة جميع التكاليف. كانت هذه فرصة رائعة للاطلاع على كادر الشركة والقيام بجولة سياحية، إلى جانب العمل. اليوم، أنصح جميع النساء اللواتي يبحثن عن فرصة عمل أن يجربن العمل عبر الإنترنت، فهو فرصة كبيرة لتطوير الذات وتحقيق دخل إضافي».
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي كريم الحلو، في حديث لـ(المدى): «اليوم، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، فيسبوك، واتساب، وتيليغرام تمثل موردًا اقتصاديًا جيدًا للكثير من النساء. إذا كانت المرأة ترغب في فتح محل تجاري لعرض منتجاتها، سواء كانت ملابس أو حلويات أو مستحضرات تجميل، فإن ذلك يتطلب تكاليف كبيرة مثل الإيجار والعمالة. بينما في العمل عبر الإنترنت، يمكنها عرض آلاف المنتجات دون تحمل تلك التكاليف، وتصل إلى جمهور واسع بسهولة».
ويضيف الحلو: «مواقع التواصل الاجتماعي سهلت عملية التسويق وخفضت التكاليف بشكل كبير. اليوم، يمكن للمرأة أن تعرض منتجاتها على الإنترنت دون الحاجة إلى دفع تكاليف إضافية مثل الإيجار أو تكاليف العمالة، كما ساهمت في توفير خدمة التوصيل. بالإضافة إلى ذلك، فإن عرض المنتجات عبر الإنترنت يتيح للمرأة إمكانية الوصول إلى جمهور أكبر بكثير مقارنة بالمحال التجارية التقليدية، حيث يمكنها عرض آلاف القطع من المنتجات عبر الإنترنت».
ويشير الحلو إلى أن «مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت أيضًا في حل العديد من المشكلات التي كانت تواجه النساء في الأسواق، مثل التحرش أو المضايقات، خصوصًا في المجتمعات الشرقية. العمل عبر الإنترنت يوفر بيئة آمنة للمرأة لعرض منتجاتها والتواصل مع عملائها. اليوم، هذه المواقع خفضت التكاليف بنسبة كبيرة تصل إلى 90%، وساعدت النساء في تحقيق أرباح جيدة دون الحاجة للخروج من المنزل».
وأصبح الاقتصاد الإلكتروني والعمل عبر شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة لمساعدة النساء العراقيات على تجاوز الأزمات الاقتصادية وتحقيق الاستقلال المالي. من خلال استغلال هذه الوسائل بشكل صحيح، تمكنت العديد من النساء من دعم أسرهن والمساهمة في تحسين الوضع المعيشي لعوائلهن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

التعداد: تغيير متوقع بتمثيل المحافظات.. ورواتب البرلمان سترتفع إلى نحو 50 ملياراً سنوياً
سياسية

التعداد: تغيير متوقع بتمثيل المحافظات.. ورواتب البرلمان سترتفع إلى نحو 50 ملياراً سنوياً

بغداد/ تميم الحسن قد يفجر التعداد السكاني ازمة في العراق، بسبب تغييرات متوقعة في "حجوم السكان" في بعض المحافظات.وستدفع هذه المتغيرات الى استبدال اولويات التشريعات القانونية، كما يمكن ان تحقق طفرة في عدد أعضاء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram