بغداد/ تميم الحسن
أكدت الحكومة العراقية الاستمرار بـ"دعم الشعب اللبناني" عقب اغتيال أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، فيما صعدت "فصائل عراقية" من لغة التهديد، وأشارت إلى احتمال ضرب مصالح الولايات المتحدة في العراق.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان أمس، أن السوداني، "أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي".
وأشار، الى أن رئيس الوزراء جدد "موقف العراق الثابت والمبدئي بتقديم جميع المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني الشقيق".
وشدد رئيس الحكومة على "ضرورة تنسيق الجهود العربية والإسلامية من أجل إيقاف الاعتداءات الصهيونية المستمرة التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها".
وكان السوداني قد وصف اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني "جريمة تعدت كل الخطوط الحمراء".
وأعلن "حزب الله" اللبناني، السبت، في بيان مقتل أمينه العام حسن نصرالله، بعد فترة وجيزة من تأكيد إسرائيل أنه قتل في هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف مقر القيادة المركزي للجماعة، الجمعة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل نصرالله، وقادة آخرين، بغارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش "قضى على نصر الله، وعلى المسؤول، علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وعدد آخر من القادة".
وفي سياق ردود الفعل في العراق على حادث اغتيال امين عام "حزب الله"، فقد أعربت رئاسة إقليم كردستان، عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، مناشدة في الوقت نفسه كافة الأطراف التحلي بالحكمة وضبط النفس لتجنب تدهور الأوضاع.
وقالت في بيان أمس، إن "هذه الأحداث تشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة واستقرارها وإن استمرار التصعيد لن يؤدي إلا إلى المزيد من المآسي والدمار".
وكان "الإطار التنسيقي" قد جدد التزامه بـ"إغاثة الشعب اللبناني الشقيق وتقديم كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عنهم".
وأكد في بيان عقب "اجتماع طارئ" في منزل السوداني، مساء السبت، أنه "شكر الجهود الحكومية الكبيرة في تذليل الصعاب أمام النازحين من لبنان الشقيق".
وكان الاجتماع قد شهد غياب نوري المالكي، زعيم دولة القانون، وابو الاء الولائي، قائد فصيل سيد الشهداء.
والولائي، كان قد هدد قبل أيام، باستهداف "دولة الإمارات"، واعتبرها "الموقع المتقدم للكيان الصهيوني في الخليج"، بحسب تغريدة للاخير على "إكس".
ووجّه رئيس الوزراء السبت، وزارة الداخلية بمنح المواطنين اللبنانيين الذين لا يملكون جوازات سفر ويرغبون في المجيء الى العراق وثائق سفر سريعة، بالتنسيق مع السفارة اللبنانية.
بالمقابل كانت وزارة النقل قد أعلنت، الجمعة، تعليق رحلات الخطوط الجوية العراقية من والى بيروت، بسبب العمليات العسكرية في لبنان.
الفصائل تصعد
ميدانيا، أعلنت مايعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" توجيه ضربتين استهدفتا "مواقع حيوية" في مدينة إيلات جنوب إسرائيل بالطائرات المسيرة.
وقالت أمس، في بيان عبر قناتها في تلغرام: "استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال.. هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق فجر اليوم الأحد 29-9-2024 هدفا حيويا في أم الرشراش (إيلات) بأراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسير”.
وأكدت "المقاومة" وهي تحالف من عدة فصائل، "استمرار العمليات في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".
وكانت هذه المجموعة قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن هجمات على إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ كروز معدلة.
وعلقت قيادات بعض هذه الفصائل على اغتيال أمين عام "حزب الله"، بتهديد المصالح الامريكية بالعراق.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن فراس الياسر، عضو المجلس السياسي لحركة النجباء، تأكديه أن "خطوط الطاقة قد تصبح هدفاً لضرب مصالح أمريكا وحلفائها".
كما لم يستبعد "مشاركة المقاومة العراقية في عمليات بحرية على الطريقة الحوثية في اليمن"، على حد وصف الياسر.
وجاء هذا التصعيد بعد وقت قصير، من إعلان الحكومة العراقية، عن اتفاق لسحب قوات التحالف نهاية العام المقبل، وبقاء الامريكان لوقت أطول.
بالمقابل قالت كتائب "حزب الله" في العراق، في بيان تعليقا على اغتيال "حسن نصرالله"، بانها تمت بـ"نفس الأدوات الوحشية التي غدرت بقادة النصر في العراق".
وكانت "الكتائب" قد طلبت في وقت سابق، من الحكومة "عدم الاستعجال" في إعلان انسحاب القوات الأمريكية.
وقالت إن "توقيت الإعلان غير مناسب" لاشتراك الأمريكان وتورطهم في جرائم القتل الجماعي في لبنان وفلسطين.
وحاول أمس، عراقيون غاضبون، من بينهم جمهور الفصائل، على اغتيال أمين عام "حزب الله" اجتياز بوابات المنطقة الخضراء.
لكن السلطات كانت قد ضربت طوقا أمنيا لمنع وصول المحتجين إلى السفارة الأمريكية وسط بغداد.
"سيناريوهات" الرد
ويتوقع غازي فيصل وهو دبلوماسي سابق، رد فعل من جبهات سوريا والعراق واليمن على اسرائيل ضمن مبدأ "وحدة الساحات".
والرد ربما يكون "قاسيا"، لكنه بالنهاية "لن يكون موازيا أو بشدة الضربات الإسرائيلية"، على حد وصف فيصل.
وفي حال وجهت تلك الجبهات، ومنها العراقية، ضربات قوية إلى إسرائيل، فان "الرد قد يستهدف منشآت حيوية مثل ميناء الفاو"، والكلام للدبلوماسي السابق، كما جرى مع ميناء الحديدة رداً على ضربات الحوثيين.
وأضاف فيصل وهو يدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية لـ(المدى) "اسرائيل ستحاول ضرب مؤسسات نفطية واقتصادية وخطوط الطاقة بالعراق لتضغط على الحكومة لإيقاف هجمات الفصائل".
كذلك توقع مدير المركز العراقي بأن "يتعرض زعماء فصائل بالعراق ومراكز القيادات للجماعات المسلحة الى ضربات إسرائيلية".
وقبل هدنة شباط، بين الفصائل والقوات الامريكية، كانت قد استهدفت سلسلة من الاغتيالات قيادات في تلك الجماعات في بغداد وكركوك وجرف الصخر.
وتحاول الحكومة الالتزام بالجهود الدبلوماسية لإيقاف الحرب، كما يقول النائب السابق عن تيار الحكمة حسن فدعم.
فدعم قال لـ(المدى) إن "العراق لم يستطع السكوت على المجازر الاسرائيلية في غزة ولبنان، وموقفه واضحة بالجامعة العربية بإسناد الشعب الفلسطيني وبتقديم مواد إغاثة".
وعن اغتيال حسن نصرالله، اكد ان اسرائيل "تحاول جر المنطقة إلى حرب شاملة"، مبينا ان العراق يسعى بالمقابل من خلال "الضغط على الدول بإيقاف الحرب".