متابعة / المدى
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع التعليمي في العراق، من أبرزها تكدس الطلاب وتعدد الدوامات في المدرسة الواحدة، تبحث الحكومة العراقية عن حلول شاملة لمواجهة أزمة التعليم المتفاقمة، وإحدى هذه الحلول هي مشروع بناء 14 ألف مدرسة جديدة، الذي طُرِح كجزء من خطة طموحة لتخفيف العبء عن البنية التحتية المتدهورة وتحسين جودة التعليم.
وأعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون التربية عدنان السراج، عن خطة من محورين لبناء 14 ألف بناء مدرسة في العراق عبر الاستثمار، فيما أوضح آلية تسديد التكاليف. وقال السراج، إن "العراق بحاجة إلى 9600 مدرسة وخلال العامين القادمة قد يحتاج إلى 12000 ألف بناء"، لافتاً إلى أنه "طُرِحت مقترحات، ووافق عليها رئيس الوزراء، منها بناء 4000 بناء مدرسي عبر صندوق العراق للتنمية أعلن تخصيص مواقع 400 منها على أن تنجز خلال عامين".
وأضاف، أن "بناء تلك المدارس يتم من قبل المستثمرين بعد توفير قطعة أرض له من قبل الحكومة كما يقوم بعملية الصيانة وتجهيز الأبنية المدرسية بالرحلات والسبورات، وبعد إكمالها تأجرها الدولة لـ 15 عاماً على أن تعود ملكيتها للدولة بعد انقضاء المدة".
وأشار إلى أن "هناك مقترح آخر ببناء 10 آلاف بناء مدرسي من خلال قيام المستثمرين بالبناء وتجهيزها، وتدفع الدولة مبالغ عن كل طالب للمستثمر".
ومع بداية العام الدراسي في العراق تطرح كثيراً من القضايا برأسها، ولعل ملف تشييد المدارس أو إعمارها هي الأبرز، ذلك أنه رغم جهود الحكومة العراقية خلال الفترة الماضية في تشييد وإعمار مئات المدارس، فإن العجز الكبير في أعداد المباني لا يزال حاضرا.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، إن "وزارته تقدر العجز في المباني المدرسية بنحو 8 آلاف مدرسة، مبينا أن قرابة 600 مدرسة دخلت الخدمة هذه السنة مع إمكانية وصول العدد لنحو ألف نهاية العام الجاري". وأضاف، أن "هناك العديد من الخطط لبناء نحو 5 آلاف مدرسة خلال السنوات القليلة القادمة لحل مشكلة الاستخدام المزدوج للمدارس، لا سيما في المحافظات الكبيرة مثل بغداد ونينوى والبصرة وذي قار". ويبلغ عدد المدارس في جميع المحافظات باستثناء إقليم كردستان، 28 ألفا و117 مدرسة موزعة ما بين رياض الأطفال والابتدائية والمتوسطة والثانوية، وفق آخر تحديث للجهاز المركزي للإحصاء لعام 2020، وبإضافة مئات المدارس التي أُنجزت خلال الأعوام الأربعة الماضية، لا يزال العراق يسجل عجزا كبيرا.
وتعاني العديد من المدارس العراقية من الاكتظاظ، حيث يتم تقسيم الدوامات إلى ثلاث أو أربع حصص يومية، مما يؤثر سلبًا في العملية التعليمية واستيعاب الطلاب. وفقًا لتقارير وزارة التربية، هناك حاجة ماسة إلى منشآت تعليمية جديدة لتلبية النمو السريع في عدد السكان واستيعاب الأجيال الصاعدة.
إلا أن المشروع يواجه تحديات كبيرة، منها التمويل والفساد، إضافة إلى الوضع الأمني الذي قد يعوق سرعة التنفيذ. ومع ذلك، ترى بعض الجهات أن التوجه نحو بناء المدارس يعد خطوة ضرورية للنهوض بواقع التعليم في البلاد، شرط توفر إرادة سياسية ودعم دولي لتحقيق هذه الأهداف.