حازم مبيضينفي حادثة نادرة أصاب بنيامين نتنياهو كبد الحقيقة، وهو يصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه أخطر زعيم عربي وفلسطيني واجهته إسرائيل عبر تاريخها الطويل، لأنه يدمر صورة إسرائيل في عدة محافل، فيما يبني دولته على الجبهة الداخلية بالتشارك مع رئيس وزرائه سلام فياض،
وعبر نتنياهو خلال اجتماع خاص مع قيادات يهودية في الولايات المتحدة، عن حقده العميق على الرجل، حين كشف أن اسرائيل حاولت استخدام حماس ضده ولم تنجح، وحاولت استخدام بعض رجال فتح ضده ولم تنجح، بل إنه كسب مزيدًا من الشعبية، وطالب رئيس وزراء إسرائيل مستمعيه بمساعدته على التخلص من عباس، وإضعافه داخل الدوائر السياسية الأمريكية المهمة، ونحن هنا ننقل عن وثيقة جديدة نشرها موقع (ويكيليكس) الالكتروني.في مواقع أخرى تحدث الصهاينة عن خطر فكر أبو مازن على الحركة الصهيونية، بإشارتهم إلى ما جاء في كتابه ( الوجه الآخر ) الذي فضح فيه العلاقات السرية التي كانت قائمة بين النازية وقيادة الحركة الصهيونية، وكشف فيه أن قيادة تلك الحركة كانت تضحي باليهود لتنفيذ مخططاتها، وأنها كانت على وفاق تام مع هتلر، وأنها تتحمل الكثير من المسؤولية عما تعرض له اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، كما استشعروا خطورة الرجل بعد إصداره كراساً بعنوان استثمار الفوز، بعد واحدة من المعارك التي خاضها مناضلو فتح في جنوب لبنان مع الجيش الاسرائيلي، والصهاينة يدركون أن الخطورة على مشروعهم لا تكمن في الرصاصة التي يمكن أن تطلق عليه، وإنما في الفكر القادر على مواجهتهم في كل الساحات بما فيها ساحة المعركة. ما يثير دهشتنا واستغرابنا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبرعن دهشته واستغرابه الشديدين إزاء ما وصفه بالعلاقة الوديّة التي تجمع بين عباس ونتنياهو، والتي قال إنها تجلت واضحة خلال اجتماعهما في "قمّة واشنطن" التي أُطلقت على إثرها المفاوضات المباشرة، وتجاهل سيد البيت الابيض أن عباس لم يكن بالأساس راضياً عن لقاء نتنياهو، وأن الضغوط الاميركية هي التي أجبرته على اللقاء الذي لم يتمخض عن شيء، رغم أن اوباما أعلن أن نتنياهو جاء ولديه انفتاح ووجهة نظر حددا الأجواء المناسبة للتفاوض، ولم ينس كعادته مؤخراً التشديد على التزام بلاده بدعم اسرائيل وضمان أمنها، وكشف أن إسرائيل تعلم أنها تدير مفاوضات من منطلق قوة، لأن واشنطن ملتزمة تماماً بأمنها. كثيرون هم الذين تصدوا لمهاجمة محمود عباس أيام الغزو الهمجي لقطاع غزة، أو حين صدور قرار القاضي ريتشارد غولدستون بعد ذلك العدوان، الذي ساوى فيه بشكل ظالم ومخز بين الضحية والجلاد، وطالب الدول العظمى بالمصادقة على نتائج التقرير وفي هذا إجحاف وتبرئة مستقبلية للمجرم الإسرائيلي، وأصحاب الأصوات العالية هؤلاء، يصمتون اليوم صمت القبور، حين يؤكد نتنياهو أن أبا مازن هو أخطر زعيم عربي وفلسطيني واجهته إسرائيل عبر تاريخها الطويل، والسبب معروف وواضح وجلي ويتمثل في أن الصراع على كرسي الحكم هو الذي كان يوجه مهاجمي عباس وهو الذي يدفعهم اليوم إلى هذا الصمت المريب، والرئيس الفلسطيني يعرف اليوم مثلما كان يعرف دائماً كيف يدير معركته، تاركاً للآخرين مهمة ووظيفة الاتكال على علو أصواتهم.
خارج الحدود: نتنياهو يعترف بخطورة عباس

نشر في: 14 يناير, 2011: 06:43 م