ترجمة / حامد أحمد
في تقرير لها حول برامج خططها الستراتيجية للدعم الإنساني فيما يخص الشرائح المتضررة في العراق من نازحين ولاجئين وعوائل متضررة من أزمات وتبعات التغير المناخي، تشير منظمة برنامج الأغذية العالمي WFP إلى ان أكبر التحديات التي تواجه تنفيذ أنشطتها في العراق هو نقص التمويل من الدول المانحة حيث لا يغطي سوى 52% من متطلبات الانفاق، مشيرة الى ان معدل الفقر في العراق يبلغ نسبة 24.8% وان تبعات التغير المناخي افقدت العراق ما يقارب من 12 مليون هكتار من اراضيه الزراعية.
وقالت المنظمة الدولية ان التقديرات الكلية لخطتها الستراتيجية الممتدة من كانون الثاني 2020 الى كانون الأول 2024 والتي تطلب نفقات بقدر 668 مليون دولار، فان ما تم استلامه من تمويل من قبل الدول المانحة هو 378 مليون دولار فقط وهي تكفي لتغطية 52% من متطلبات البرامج الإنسانية، مشيرة الى ان صافي متطلبات الإنفاق للأشهر الستة القادمة (أيلول 2024 – شباط 2025) هو 17.5 مليون دولار.
وذكرت المنظمة الدولية في تقريرها بان التحسينات الطارئة على البيئة الأمنية والاستقرار السياسي الأخير قد خلق فرصا للعراق بان يتحرك قدما نحو الاتجاه الإيجابي. مع ذلك فان التأثيرات العكسية للتغير المناخي قد أثرت على الإنتاج الزراعي مع زيادة معدلات ملوحة التربة وتصحرها وقلة مناسيب مياه نهري دجلة والفرات وتراجع معدلات هبوط الأمطار. وقد نجم عن ذلك عن فقدان العراق ما يزيد على 12 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة مما كان لذلك الأثر المدمر على الإنتاج الزراعي، وتبعاته السلبية على العوائل الفلاحية وقلة دخلهم المعيشي وأمنهم الغذائي.
ووفقا لبرنامج المنظمة الدولية فإنها تسعى لإيجاد حلول مستدامة لهذه الازمات خصوصا للمتضررين من العوائل من تبعات التغير المناخي في المناطق الجنوبية من البلاد مع إدخال برامج وطنية لتطوير مهارات الشباب وتمكينهم اقتصاديا وتوفير فرص عمل لهم.
وتذكر منظمة برنامج الأغذية العالمي ان سكان العراق الذي يبلغ نفوسه 46.5 مليون نسمة حسب تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، فان معدل الفقر فيه تبلغ نسبته حسب تقديرات وزارة التخطيط والبنك الدولي لعام 2021 بحدود 24.8%، مع وجدو ما يزيد على 1.09 مليون نازح حسب تقديرات منظمة الهجرة الدولية بالإضافة الى 286,099 ألف لاجئ سوري في العراق حسب تقديرات المفوضية السامية لغوث اللاجئين UNHCR.
وكانت منظمة برنامج الأغذية العالمي قد قدمت مساعدات إنسانية لعوائل نازحة في مخيم الجدعة في نينوى بلغ عددها 723 عائلة بحدود 2 ألف و838 شخصا، بالإضافة الى توزيع مساعدات نقدية لما يقارب من ألف و729 عائلة لا تمتلك وثائق هويات مدنية في كل من محافظة صلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى وبابل.
وفي مسعى لتعزيز قدرات عوائل تعيلها نساء في توفير مصادر عيش مستقرة لها، أطلقت المنظمة الدولية برنامج (She Can) لتمكين المرأة، حيث زجت عدد من النسوة في محافظة كربلاء ونينوى في دورات تدريب لتعلم مهن صناعية وخياطة مع توفير مستلزمات خاصة وقروض لتعزيز قدراتهم المعاشية، مشيرة الى ان الشرائح المتضررة في العراق من نازحين وعائدين ولاجئين وعوائل زراعية واجهت حالات الجفاف بإمكانهم عبر هذه البرامج من تلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية طوال الفترة المتبقية من هذا العام.
المواطن، خلف، أحد أهالي محافظة الانبار غربي العراق كان يعاني من الفقر معتمدا على ما قد يحصل عليه من فرصة في عمل البناء بأجر يومي، وبعد فقدانه لاثنين من أولاده بسبب مرض السرطان كان قد أثقلته الديون لتوفير علاج لهم. ووجد انه من الصعب توفير ما تحتاجه العائلة بدون مصدر دخل ثابت او ان يتمكن من تسديد الديون، ولكن بفضل برامج منظمة الأغذية العالمي وخططها في مساعدة العوائل المتضررة وتغيير مسيرة حياتهم فقد وفرت له وظيفة عمل 20 يوم في منطقة عانة في المحافظة تساعده في التقليل من عبء الديون ودعم عائلته أيضا.
وفيما يتعلق بأنشطة برامج المنظمة الدولية في محافظات إقليم كردستان، فإنها نسقت مع الجهات المسؤولة في قطاع الزراعة والموارد المائية لتنفيذ مهام بعثة تقديرات ميدانية لسد دهوك في محافظة دهوك وسد منطقة بازيان في محافظة السليمانية مع إعطاء المعلومات والتصاميم والأنشطة المطلوبة. وكانت حصيلة النتائج الأولى لمهام التقييم والمعلومات التي تم جمعها هو انه هناك حاجة لتحسين منظومات الري ومعالجة المياه في هذه المناطق من أجل دعم الأنشطة الزراعية وتعزيز جودة المياه الصالحة للشرب.
وتشير المنظمة الدولية الى ان الدول المانحة تشمل كل من أستراليا وكندا والدنمارك والاتحاد الأوروبي وألمانيا والعراق وايرلندا واليابان والجمهورية الكورية والسويد وسويسرا وهولندا ومانحين غير حكوميين بالإضافة الى المملكة المتحدة ووكالات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والبنك الدولي، حيث مساهماتهم المباشرة والمتعددة في تعزيز تنفيذ برامج المساعدات الإنسانية.
- عن ريليف ويب