بغداد/ تميم الحسن
نفى مسؤولون محليون في البصرة وجود "مواد خطرة" قرب المنشآت الحيوية في جنوبي العراق، والتي قد تنفجر في حال وجهت إسرائيل "ضربات" على غرار ما يجري في لبنان واليمن.
وكان نائب في البرلمان قد منح رئيس الحكومة محمد السوداني، مهلة قصيرة (يفترض انتهت أمس)، قبل أن يكشف عن معلومات تتعلق بوجود آلاف من الأطنان من المتفجرات قرب الموانئ.
وفسر المسؤولون كلام النائب "الغريب" عن تلك المواد، بتفسيرات مختلفة، فقد بين انها "مخلفات حرب"، أو "مواد قادمة من البحر"، وفي كلتا الحالتين لم يشيروا إلى أية مخاطر محتملة.
وحذر النائب ياسر الحسيني في تغريدة على منصة "إكس"، رئيس الوزراء، من خطورة وجود 4000 طن من المواد سريعة الانفجار (لم يوضح طبيعة تلك المواد)، كفيلة بنسف المنشآت النفطية ومشاريع تشل اقتصاد البلد، وتؤدي إلى أن تكون "أرواح أكثر من مليوني إنسان بخطر كبير".
كما نشر النائب مقطعاً فيديوياً لانفجارات ميناء الحديدة في اليمن، حيث يتوقع أن يواجه العراق نفس تلك الضربات.
ويكشف امين وهب، وهو مسؤول سابق في البصرة، وايمن عام تيار الحكمة لـ(المدى) أنه: "في البصرة كانت مخلفات حرب كبيرة، ألغام، ومتفجرات، لكن تمت إزالتها قبل فترة بعيدة".
وبيّن أن المناطق التي كانت فيها المخلفات، والتي تعود الى الحرب العراقية- الايرانية، "تم تطويقها بسياج" بعد إجراء عمليات المسح، وهي قريبة من ميناء أم قصر.
وأضاف أنه "من المفترض أن هذه المخلفات قد أزيلت الآن، بعد ضجة جرت حولها قبل عدة أعوام"، لافتاً إلى أن الأماكن التي كانت ملوثة بالمخلفات "تحولت الآن لمواقف الشاحنات والتفريغ بعد توسيع الموانئ".
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنه تم تطهير "ثلثي المساحات" الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية في العراق.
وتعتبر البصرة من أكثر مدن العالم تلوثاً بالأسلحة غير المنفجرة، حيث يبلغ معدل التلوث فيها 1200 كيلومتر مربع وتشمل الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب، ويعود تاريخ معظم حقول الألغام المعروفة إلى الحرب العراقية الإيرانية".
ويبلغ إجمالي المساحة الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية في العراق بعد 2003، أكثر من 6000 كم2، فيما المساحة المتبقية تقدر بـ" 2100 كم2"، وفق للجنة الدولية.
ولايعرف العدد الدقيق لحوادث الذخائر المتفجرة بالعراق، لكن دائرة شؤون الألغام تفيد بأنّ عدد الضحايا نتيجة للألغام في البلاد تجاوز 30 ألفاً.
ويعتقد مسؤول آخر في البصرة، بان الحسيني يقصد "مواد خطرة قادمة من البحر" الى الموانئ.
ونقلت وسائل إعلام محلية نفي رئيس اللجنة الامنية في مجلس البصرة عقيل الفريجي، صحة المعلومات عن "وجود متفجرات".
واعتبر الفريجي بأن حديث النائب "غير دقيق"، وان "جميع المواد الخطرة تأتي بحاويات خاصة عن طريق البواخر البحرية ويتم تفريغها على الفور وإخراجها إلى الأماكن المخصصة لها".
وقال إنه “لم يتم تفريغ شيء مما ذكر لغاية الآن"، على حد وصف المسؤول المحلي.
وتضمنت تغريدة الياسري الاخيرة التي خاطب فيها السوداني، قوله: "لا يأخذك حقدك علي أن تُوقع العراق بالمحذور، ولا دعمك للفاسد أن تتجاهل سلامة العراق شعباً وأرضاً".
والنائب الحسيني هو من فجر فضيحة سكك الحديد وإعادة تأهيل الشبكة بأكثر من 18 مليار دولار، والتي تزامنت مع قضية "شبكة التجسس".
وأكمل النائب منشوره إلى السوداني قائلاً: "الوقت يمر، والعدو مستمر، والحال كما هو.. لا تدفعني لنقلها للرأي العام، ولك مهلة فقط سواد هذه الليلة، وغداً سأعلنها للشعب الساعة العاشرة صباحاً".
وحتى وقت كتابة التقرير، مساء الاثنين، لم يعلن الحسيني أي تفاصيل، كما لم تعلق الحكومة.
وختم النائب منشوره قائلاً: "لن أقبل أن نكون مثل ميناء الحديدة هذا المساء".
وقتل 3 أشخاص وأصيب 33 آخرون مساء الأحد، في الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة، التي يسيطر عليها الحوثيون في غرب اليمن، بحسب ما أفادت قناة تابعة للحوثين.
وكان غازي فيصل وهو دبلوماسي سابق، توقع في وقت سابق في مقابلة مع (المدى) توجيه إسرائيل ضربات الى مواقع حيوية في العراق.
وقال في حال وجهت الفصائل العراقية ضربات إلى إسرائيل، فان "الرد قد يستهدف منشآت حيوية مثل ميناء الفاو كما جرى مع ميناء الحديدة رداً على ضربات الحوثيين".
وأضاف فيصل وهو يدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية "اسرائيل ستحاول ضرب مؤسسات نفطية واقتصادية وخطوط الطاقة بالعراق لتضغط على الحكومة لإيقاف هجمات الفصائل".
كذلك توقع بأن "يتعرض زعماء فصائل بالعراق ومراكز القيادات للجماعات المسلحة الى ضربات إسرائيلية".
وقبل هدنة شباط، بين الفصائل والقوات الامريكية، كانت قد استهدفت سلسلة من الاغتيالات قيادات في تلك الجماعات في بغداد وكركوك وجرف الصخر.
ضربات جديدة
وفي اخر تطورات، أعلن تحالف الفصائل الذي يعرف بـ"المقاومة الاسلامية العراقية" عن استهداف 4 أهداف في إسرائيل، فيما لم تعلق اسرائيل حتى الآن، على تلك الهجمات.
وقال بيان صادر عن تلك المجاميع، أمس، إن الاهداف التي استهدفها "مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين 30-9-2024"، هي:
- هدف حيوي بواسطة صواريخ الأرقب.
- هدف حيوي في حيفا المحتلة بواسطة الطيران المسير.
- هدف حيوي في ميناء حيفا بواسطة الطيران المسير.
- هدف حيوي وسط أراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسير.
وأشارت إلى أن تلك الاستهدافات جاءت "نُصرةً لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ".
وأكدت "المقاومة الإسلامية" استمرار العمليات في "دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".