TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا ضربة "قاضية" حتى الآن.. و"النزال" قد يحسم بالنقاط!

لا ضربة "قاضية" حتى الآن.. و"النزال" قد يحسم بالنقاط!

حلبة الانتخابات الأميركية ...

نشر في: 2 أكتوبر, 2024: 12:02 ص

محمد علي الحيدري

تكثفت في الأيام القليلة الماضية الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأميركية كمالا هاريس نائبة الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، ودونالد ترامب الرئيس الجمهوري السابق.
وتشير لوحة هذا النزال الانتخابي الشرس إلى أن أياً من المرشحَيْن لم يستطع توجيه ضربة "قاضية" لخصمه وظلت النتيجة يحكمها حتى الآن تعادلٌ بالنقاط.
وفيما يجول المتنافسان على مختلف الولايات وخاصة "المتأرجحة" باعتبارها الأكثر أهمية في تحديد الفائز بالبيت الأبيض، تصاعدت حدة تحذيرات كل منهما من الآخر ووصلت لهجة الخطاب بينهما حد اتهامات متبادلة بالفساد والكذب على الناخبين.
فمن جهتها كررت هاريس شعارها الانتخابي المفضل "لن نعود إلى الوراء" في إشارة لسياسات خصمها الجمهوري الذي قالت إن الإدارة الحالية صرفت وقتا وصفته بأنه طويل لمعالجة وإصلاح الكثير من الفوضى التي خلفتها فترة رئاسته وقالت بالحرف الواحد: "إن ترامب ترك لنا أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم وأن ما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها".
كما تعهدت المرشحة السمراء، التي يكبرها ترامب بتسع عشرة سنة، بتنفيذ خطة اقتصادية من شأنها إيقاف رفع الأسعار في المتاجر ووعدت بخطوات تقول "إنها ستنهي أزمة السكن" وتحقق الرفاهية للطبقة الوسطى في بلادها عبر دعم الأعمال الصغيرة. وحذرت جمهورها من أن ترامب يخطط لتخفيض الضرائب فقط على أصحاب المليارات والشركات العملاقة على عكس سياستها.
في المقابل، توعّد ترامب، الذي يستثمر محاولتي اغتيال تعرض لها، بفرض رسوم كمركية على الدول الأخرى وحدد الصين على وجه الخصوص، قائلًا إن الحكومة الديمقراطية الحالية تسلمت "المليارات" من خلال الرسوم الكمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه.
كما تعهد بتخفيضات ضريبية شاملة، مقترحاً تعريفة كمركية بنسبة 10 في المئة على جميع الواردات الأمريكية فضلا عن رفع بعض القيود عن "الحفر النفطي" لخفض أسعار الطاقة.
إلى ذلك كرر المرشح لجمهوري المثير للجدل وعوده بإغلاق الحدود التي يقول إنها تركت "مفتوحة" أمام من هبّ ودبّ من مهاجرين غير شرعيين وصفهم بأنهم فاقدون لأية خبرة أو سجل قانوني نظيف واتهم "الديمقراطيين بالسماح للملايين من المهاجرين بالدخول إلى البلاد ما أدى إلى انخفاض نسبة الجرائم في العالم وارتفاعها في الولايات المتحدة"!.
وفي إحدى حملاتها الانتخابية ألقت هاريس باللوم على دونالد ترامب في قضايا الحدود و"فلتانها" بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تم تبنيه من قبل الحزبين عندما اتصل هاتفياً ببعض الأشخاص في الكونغرس وقال لهم ألغوا مشروع القانون. لأنه - والقول لهاريس - فضٌل الترشح والمشكلة قائمة بدلاً من حلّها وإصلاحها" كي يستفيد منها انتخابياً.
وبطريقة "المحامية" وأسلوب "المدعي العام" الذي تتميز به، تحذر هاريس الأميركيين دائماً من مشروع 2025 الذي تعتبره "خطة مفصلة وخطيرة" تقول إن ترامب سينفذها إذا عاد للبيت الأبيض، وهو أمر نفاه ترامب ونأى بنفسه عنه رغم أن بعض محرري ومعدي هذا المشروع "المتطرف" هم من مساعدي الرئيس السابق وأركان إدارته.
وفي ملف الإجهاض الذي بات قضية مهمة بالنسبة للناخبين الأمريكيين أبلغ الرئيس السابق دونالد ترامب أنصاره في التجمعات الانتخابية بأن الديمقراطيين يريدون السماح بالإجهاض في "الشهر التاسع" من الحمل أو بعد الولادة ، وبأنهم "متطرفون" في هذا الشأن، وإن تيم والز، الذي اختارته هاريس لمنصب نائب الرئيس، على وجه الخصوص، دعا – والقول لترامب - إلى تنفيذ الإجهاض في الشهر التاسع ، بينما ساعد هو عندما كان رئيساً للولايات المتحدة في ترك هذه القضية للولايات كي تتخذ القرار عبر مجالسها، مشددا على أنه يؤمن بالاستثناءات في حالات الاغتصاب وزنا المحارم. لكن هاريس رفضت ما يروجه ترامب بشأن الإجهاض بالقول: "لا توجد ولاية في هذا البلد تسمح قانونياً بقتل طفل بعد ولادته" وقالت إن ترامب عيّن ثلاثة من قضاة المحكمة العليا المحافظين الذين ألغوا الحق الوطني في الإجهاض الذي كان متاحاً.
وكثيراً ما تلفت هاريس نظر أنصارها لما بات يعرف بأحداث "الكابيتول" وأعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير كانون الثاني 2021 في مبنى الكونغرس والتي يُتهم الرئيس السابق بالتورط في تأجيجها.
لكن ترامب يؤكد دائما بأنه "لم يكن له أي علاقة بما حصل باستثناء أن المحتجين طلبوا منه إلقاء "خطاب" فيهم ملقيا اللوم على رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، لعدم إضافة المزيد من قوات الأمن إلى مبنى الكابيتول.
وأخيراً وليس آخراً ، فإن "عقلاء" الإعلام الأميركي يجمعون على أن الحملات الانتخابية ومناظرات المتنافسين خلال العقد الأخير هبطت في محتواها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتحولت في كثير من الأحيان إلى "مهاترات" غير لائقة، لكن هذا الإعلام يصف الانتخابات المقبلة بأنها "تاريخية" لسبب مهم وهي أن فوز ترامب سيشكل سابقة لا مثيل لها عندما يعود للبيت الأبيض رئيس كان خسر الدفاع عن ولايته الأولى، كما أن فوز هاريس سيشكل سابقة في التاريخ الأميركي حيث تتولى امرأة رئاسة الولايات المتحدة الأميركية للمرة الأولى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: وصية تولستوي

العمودالثامن: عندما يسخر البرلمان من العراقيين

العمودالثامن: نزاهة صينية واخرى عراقية

"حركة تشرين" وأثرها في العراق

"الفوهرر" و"الدوتشي" و"القائد الضرورة"، وتحويل البدعة إلى لاهوت

العمودالثامن: نزاهة صينية واخرى عراقية

 علي حسين مدهش هذا الوطن، نادراً ما تجد فيه هذه الأيام مسؤولاً أو سياسياً لا يسرق، أو يرتشي، بل ونادراً ما تجد فيه حزباً أو تنظيماً تواضع ودخل العملية السياسية من أجل الخدمة...
علي حسين

قناطر: ما تسلبك الريحُ.. ما يتبقى منك

طالب عبد العزيز تسلبك الريحُ الشرقيّة الرطبة متعتك بأوّل الخريف، وبالزهر الذي تفتق توّاً على خاصرة السِّياج، ظلت تغرف من البحر ما شاء لها الى الطاولة، حيث تجلس، تشاركك فنجان القهوة، فيصبح مالحاً، وتحتلُّ...
طالب عبد العزيز

التيجاني الطيب: مسؤول شيوعي وشيوعي مسؤول

د. حيدر ابراهيم علي حين يكتب صحفي في تصريح من التيجاني الطيب:صرح مسؤول في الحزب الشيوعي أو صرح مسؤول شيوعي؛يمتلكني الغضب الشديد. واسخط علي عدم جودة صياغته،لأنه في هذه الحالة عليه أن يكتب:صرح شيوعي...
د. حيدر ابراهيم علي

لا ضربة "قاضية" حتى الآن.. و"النزال" قد يحسم بالنقاط!

محمد علي الحيدري تكثفت في الأيام القليلة الماضية الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأميركية كمالا هاريس نائبة الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، ودونالد ترامب الرئيس الجمهوري السابق.وتشير لوحة هذا النزال الانتخابي الشرس إلى أن أياً...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram