الموصل / سيف الدين العبيدي
على الرغم من التطور التكنولوجي الذي غزا حياتنا اليومية منذ عام 2003، وتوقف الناس عن استخدام البريد التقليدي بسبب دخول التقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت، إلا أن مهنة ساعي البريد لا تزال قائمة في الموصل حتى اليوم، ويعمل بها بعض الأشخاص الذين يواصلون تقديم هذه الخدمة الضرورية.
عمار موفق العبيدي، البالغ من العمر 48 عامًا، يُعتبر واحدًا من أقدم موظفي دائرة الاتصالات والبريد في نينوى، حيث بدأ عمله كساعي بريد منذ عام 1999. يقول العبيدي في حديثه لـ(المدى) إنه بالرغم من التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال، إلا أن مهنة البريد ما زالت تحتفظ بأثرها الخاص، خاصة بين الأجيال القديمة التي تعلقت بها.
وأضاف العبيدي أنه يعشق مهنته بشكل كبير، حيث أصبح على مر السنين معروفًا بين الأهالي، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأمور التي لا يمكن إرسالها عبر الإنترنت، مثل المستمسكات الثبوتية الأصلية التي تتنقل بين الدول والعراق. ويذكر أن فترة قصيرة مضت قام فيها بتسليم مستمسكات ثبوتية لعائلة موصلية قادمة من الجزائر. كما يعمل على توزيع الوكالات العامة التي ترسل إلى المحامين من قبل أصحاب الأملاك المقيمين خارج العراق.
وأشار العبيدي إلى أنه في بعض الأحيان يبقى في دائرة البريد حتى المساء لتوزيع الطرود على الشركات التجارية والأطباء والمحامين، الذين يتواجدون في أماكن عملهم غالبًا خلال ساعات العصر.
ويذكر العبيدي أن مهنة ساعي البريد توقفت خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على الموصل، لكنها عادت للعمل في عام 2018. وأوضح أن خدمات دائرة البريد لا تقتصر على الرسائل فقط، بل تشمل أيضًا "وحدة التوفير" التي تتيح للمواطنين الاحتفاظ بدفاتر توفير لفترات طويلة.
كما توجد شعبة الطرود، المختصة بإرسال واستلام المواد، وتقدم خدماتها بأسعار معقولة للمواطنين. قبل أحداث عام 2014، كان يتم جلب البريد من مطار الموصل وتوزيعه على الجانبين الأيسر والأيمن من المدينة بالتعاون مع زملائه.
وأكد العبيدي أنه عندما يذهب لتسليم البريد، لا يعود إلا بعد توصيله إلى الجهة المطلوبة. وأوضح أنه في بعض الأحيان يواجه صعوبات في العثور على عنوان المرسل إليه، مما يدفعه إلى اللجوء إلى مختار المنطقة للمساعدة في الوصول إلى الشخص المعني.