TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فــــارزة :ألو.. كامل الزيدي.. أنجزت المهمة

فــــارزة :ألو.. كامل الزيدي.. أنجزت المهمة

نشر في: 14 يناير, 2011: 08:52 م

 علي حسين   إذن ليس علينا إلا أن نسمع ونطيع،‮ ‬فقد تصور رئيس مجلس محافظة بغداد، أن على  كل أهالي العاصمة  أن يستمعوا إلى تعليماته ‬وينفذوا ما يقول‮، ‬فقد حدد لنا المهمة‮، ‬وقرر لنا العمل‮، ‬وعلينا أداء دورنا وفق ما يرى، ‬وأن نقول له‮: ‬سمعاً وطاعة يا مولانا‮.. ‬أعطنا يدك لنقبلها.الأحداث الأخيرة التي حصلت خلال اليومين الماضيين فضحت مخططات كامل الزيدي ومن معه  وأثبتت للجميع أن خطة محافظة بغداد لم تكن لتنظيم المدينة بقدر ما تسعى لتحويل بغداد إلى إمارة 
شبيهة بإمارات طاليبان، وإلا ماذا نسمي ما جرى تحت سمع وبصر مجلس المحافظة، دققوا معي في التحقيق الذي تنشره المدى في صفحتها الثالثةوالذي يقول: أن مسلحين يحملون هويات أمنية تابعة لإحدى الجهات الرسمية، حطموا جمعية آشور بانيبال الثقافية وهي جمعية تأسست قبل ثلاثين عاما تقيم أنشطة ثقافية واجتماعية. ودعوني اسأل أعضاء مجلس المحافظة ماذا سيقولون عن هذا الفعل الإجرامي؟  وماذا سيقولون للسيدة المسيحية رئيسة الجمعية التي تعرضت لإهانة وتهديد بالقتل تحت هتافات "نحن دولة إسلامية .. لا مكان للمسيحيين والايزيديين فيها" وماذا سيقولون للمسلح الذي اتصل وقال: سيدي أنجزت المهمة.حتما سيخرج علينا احد مسؤولي المجلس ليقول إن جهات متضررة ومعادية للمجلس تقف وراء هذا الحادث، لقد نفذت هذه الجهات مداهماتها بوضح النهار وبمساعدة الشرطة وتم اعتقال أعضاء الجمعية وتهديدهم في مركز الشرطة نفسه. بصريح العبارة الحادث إشارة مهمة لنا جميعا، ‬إن علينا أن نلتزم الصمت ‬وألا نتدخل فيما لا يخصنا‮، ‬هذا شأنهم وحدهم‮، ‬محافظة وهي حرة في إجراءاتها. ‬ أعطت المحافظة  لنفسها كل الحق في أن تتدخل فيما لا يخصها،‬ قرارات لاهي قانونية  ‬ولا لها  أي وضع شرعي‮، ‬مجرد اجتهادات فرئيس المجلس  يخرج ليحاسب خلق الله‮.. ‬ويتتبع هذا‮.. ‬ويدين ذاك‮.. ‬ويتهم ثالثًا‮.. ‬ويشتم  رابعا‮.. ‬ثم إذا ما اقترب أحد مما يجري في إمارته  التي يديرها  ‬صرخ قائلا:"‬انتم حفنة  فاسقين". لعل ما جرى خلال اليومين الماضيين هو أن مجلس محافظة بغداد تجاوز الخطوط الحمر حين شجع جماعات متطرفة تريد أن تطرد المسيحيين من بغداد، وتجاوز الخطوط الحمر حين إصر على إرهاب الناس  باسم الدين، فيما الدين الإسلامي حفظ للمسيحيين أموالهم وأرواحهم، لقد انكشفت اللعبة وخرجت القوى المتطرفة من مغارتها بتشجيع ودعم أعضاء في المجلس، وتبين ان هناك مخططا اكبر مما نتصور .. فضيحة جمعية آشور بانيبال، فضيحة ليست لمجلس محافظة بغداد وحده،  وإنما هي فضيحة لكل القوى السياسية التي تتشدق بالديمقراطية والدفاع عن الأقليات .. من يقرأ التحقيق الذي تنشره المدى اليوم يكتشف ان لا فرق بين الذي جرى في كنيسة النجاة والذي جرى في جمعية آشور بانيبال فالهدف واحد "لا مكان للمسيحيين" قالوها تحت سمع وبصر الأجهزة الحكومية التي صدعت رؤوسنا بشعارات الإخوة والتضامن. مسيحيو بلادي  يسافرون ، حتى الآن. ثمة مئات الآلاف  منهم قد مضوا، كما تقول آخر التقارير، هجّرهم خطاب يومي منفر ،مخيف، مقزز، غاضب، وثأري وازدرائي وكاره لكل ما حوله ومن قبله ومن بعده، لا يرى جمالا ولا خيرا ولا سعادة ولا حرية. ألم يقل المسيح وهو يريد أن يعطي أجمل وصفا لهذه البلاد، إنها "حضن إبراهيم"،بلاد إبراهيم، تجرد من آخر مسيحييها عنوة تحت سمع وبصر الحكومة!؟ نبهنا من قبل إلى مخاطر الخطاب المتطرف الذي يتبناه كامل الزيدي وقلنا إن أمثاله لا يرضيهم أن نكون على ما نحن عليه، يريدونها خالصة لأهدافهم ومراميهم، يريدون أن يشكلوا الناس على هواهم، فينزعوا عنّا هويتنا، ويجعلوا أقدم دولة عرفها التاريخ ، مجرد إمارة متخلفة تعيش خارج الزمن.سنظل نقول للزيدي ومن معه، الذين يريدون بغداد غير التي نعيش فيها وتعيش فينا: اخرجوا فلا مكان لكم في حضن إبراهيم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram